الفيلم المسيء لرسولنا محمد وسياسة الاستفزاز الغربي
يشير أحد القوانين العلمية الفيزيائية الشهيرة، التي يدرسها الأبناء في المدارس في سن مبكرة، إلى أن "لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار معاكس له في الاتجاه"، وهذا ما يعني أن ردود الأفعال هي نتيجة حتمية لقيام الفعل من الأساس، بمعنى أن الإنسان عندما يصرخ نتيجة لاحتراقه بالنار فهو رد فعل طبيعي، ومن هنا إذاً لا بد أن نبحث دائما عن الأفعال الرئيسة وليس عن النتائج. ولو طبقنا هذا القانون على الواقع الإسلامي الحقيقي لوجدنا أن المسلمين كثيرا ما يُلامون، بل يُعاقبون بشكل مباشر أو غير مباشر على ردود أفعالهم، بينما تظل تلك الأفعال واقعة في خانة النتيجة وليس السبب، ولعل الفيلم المسيء لرسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من أكبر الأمثلة الواقعية على دعم سياسة الاستفزاز الديني من قبل أعداء الإسلام، حيث إن الفيلم لم ينتج أو يمثل عبثا، بل هناك من يحفر من الخلف وباستمرار وعبر وسائل متعددة من أجل أن تثار البلبلة في الدول الإسلامية، حيث لم تعد تعرف الشعوب الإسلامية سوى لغة التفجير والقتل وردود الأفعال التي ربما يذهب فيها الضحايا من المسلمين الذين ليس لهم أي ذنب في تلك الوقائع من الأساس، وبعدها تصنف تلك الدول دوليا ضمن قائمة انتشار الإرهاب، وكأن السبب غير موجود، وفي كل مرة يساء إلى الإسلام والمسلمين، تتماثل ردود الأفعال وتتشابه دون ابتكار لغة جديدة يستطيع المسلمون فعلا أن يثبتوا للعالم ماذا يعني الإسلام وماذا يعني محمد - صلى الله عليه وسلم - فالمسؤولية عظيمة علينا جميعا وعلى عاتق من يستطيع أن يبرز لكل العالم فضائل ديننا الحنيف وأهميته لتحقيق الحياة الكريمة للإنسان ليس بلغة العنف، فهي لم تحقق أي خطوة، ولم تحل أدنى مشكلة إطلاقا، وكم وكم استخدمت لغة العنف، بل العكس يستمر الغرب ليستخدم أكثر الموضوعات استفزازا للمسلمين، وتستمر في المقابل الفتن والقلاقل في داخل المجتمع الإسلامي، وفي وسط الشعوب الإسلامية التي لا تحتاج إلى مزيد من الضحايا، لكن كما حُورب المسلمون بالإعلام فليحارِبوا بالإعلام، والانتصار هو أن تحارب عدوك بالمنطق نفسه، ومن هنا فنحن في حاجة إلى أن يكون هناك عمل سينمائي ضخم يغزو المجتمعات الغربية ويعرض في دور السينما لديهم، يشرح حياة الإسلام ويشرح سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يكون العمل غاية في الإتقان حتى يكون سببا في إسلام الكثيرين حول العالم، وهذا يعني أن المسلمين لا بد أن يفكروا بطريقة أكثر ذكاء وأكثر إيجابية، فنحن في حاجة إلى الانتصار الحقيقي، ولسنا في حاجة إلى فورة من الغضب ترتبط بفترة زمنية وسرعان ما يُنسى كل شيء. فما يقوم به الغرب تجاه ديننا جريمة لا تغتفر يسبقها تخطيط وتدبير، لكن لا بد أن يكون الدفاع إيجابيا حتى يجد من العالم آذانا صاغية.