مريض سعودي وقطري يبثان الرعب في منظمة الصحة العالمية
تنتظر منظمة الصحة العالمية التحديد بشكل نهائي من خلال النتائج التي تكشفها معاملها الخاصة في جنيف حول طبيعة الفيروس المصاب به المواطن القطري، الذي تتمثل أعراضه في مشاكل تنفسية حادة، وكذلك في الكلى''.
من جهته، بين لـ ''الاقتصادية'' جلين توماس الناطق الرسمي في منظمة الصحة العالمية في اتصال هاتفي من مقر عمله في جنيف أمس، أن المنظمة تتخوف من خلال الحالتين اللتين تم تسجيلهما للمريضين القطري والسعودي فيما يسمى بحالتهما المريضية الشبيهة بفيروس سارس، مشيرا إلى أن انتقال المريض إلى ثلاث عواصم دول وهي الرياض والدوحة وأخيرا لندن قد يتسبب هذا الوضع في انتشار الفيروس من خلال التنقل وعادة ما تنتشر مثل هذه الأمراض بهذه الطريقة.
وفي إجابة عن سؤال طرحته ''الاقتصادية'' حول التنسيق الذي أجرته منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة السعودية حول هذا الخصوص، أكد جلين أنه تنسيق من النوع العادي الذي يحدث في مثل هذه الحالات كما هو معروف دوليا، وامتنع توماس عن الإجابة عن سؤال ''الاقتصادية'' حول تحديد مصدر فيروس ''الكرونا'' جغرافياً، موضحاً أن هناك فريقاً إكلينيكياً يقوم بإجراء أبحاث دقيقة لمعرفة مصدر المرض، مشدداً في الوقت نفسه على أنه من الصعب تحديد منطقة أو دولة بعينها لمصدر الفيروس، خوفاً من أي نتائج سلبية، سواء كانت على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياحي أو الصحي قبل كل شيء.
من جانبه، أوضح جريجوري هارتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في حديث له على موقع المنظمة الرسمي، أن فيروس ''الكرونا'' الجديد الذي أصيب به مواطن قطري وتم نقله إلى أحد المستشفيات في لندن لا علاقة له بفيروس ''سارس'' الشهير.
كما لفت هارتل خلال حديثه إلى أن المواطن القطري ما زال في حالة صحية حرجة، وقال إن منظمة الصحة العالمية تبذل كل الجهود من أجل الوقوف على ما إذا كانت هناك علاقة بين السعودي الذي كان قد أصيب بنفس الفيروس وتوفي قبل فترة، وبين المريض القطري، خاصة أن المواطن القطري كان قد زار السعودية قبل ظهور أعراض المرض عليه.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أمس، أنها تكثف جهودها الآن لرصد واحتواء فيروس اكتشف أخيراً. وحتى الآن عثر على النوع النادر من فيروس الكرونا (مرض تنفسي فيروسي حاد) فقط لدى مريض قطري عانى أخيرا التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي وفشلاً كلوياً وسعودي توفي في وقت سابق من هذا العام.
وتشمل العائلة الكبيرة لهذا الفيروس فيروسات البرد، إضافة إلى متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) الذي تسبب في حدوث وباء قبل عشر سنوات.
وقالت المنظمة: ''على الرغم من أنه فيروس مختلف تماماً عن سارس بالنظر إلى خطورة الحالتين المؤكدتين حتى الآن تقوم منظمة الصحة العالمية بإجراء فحص آخر على فيروس الكرونا النادر''.
وتعتزم المنظمة إصدار معلومات بشأن أعراض المرض لمساعدة الهيئات الصحية في اكتشافه. وأبلغت المنظمة السلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم بأنها يتعين عليها أن تراقب المرضى الذين يعانون أعراض سارس وربما يشمل ذلك إصابتهم بالحمى والسعال إذا لم يتم استبعاد أسباب أخرى لأعراض المرض. وتشمل الأعراض الأخرى مشكلات في القصبات التنفسية السفلى. ولا بد أن يكون المريض إما قد اختلط بشخص مصاب آخر أو سافر أخيرا إلى قطر أو السعودية لتوفر المعيار الخاص بحالة مشتبه بها.
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أصدرت بياناً في وقت سابق قالت فيه ''إن هذا الفيروس ينتمي لعائلة فيروس سارس، ثم عادت على لسان جريجوري هارتل وقالت إنه لا علاقة له به. وحول وجود أي نصائح للحجاج الذين سيتوجهون إلى السعودية خلال الأيام القليلة القادمة، أكد هارتل أنه حتى الآن لم تنصح المنظمة بأي قيود على السفر، مشيراً إلى أن المنظمة ما زالت تدرس الفيروس الجديد وإمكانية أن ينتقل من شخص إلى آخر. وأشار إلى أن المكتب الإقليمي للمنظمة على اتصال مستمر بوزارة الصحة السعودية لبحث أي تطورات جديدة في هذا الموضوع. من جهته، أعلن مستشفى ''جيز آند سانت توماس'' في لندن أن المريض القطري المصاب بفيروس غامض شبيه بفيروس سارس وضع على جهاز تنفس صناعي؛ لإبقائه على قيد الحياة. وقال المستشفى البريطاني: ''إن حالته الآن باتت حرجة''. وقال المستشفى في بيان: ''إن المريض موضوع على جهاز للتنفس، يزود الدم بالأوكسيجين خارج الجسم، عندما تكون الرئتان عاجزتين عن القيام بذلك''. وأوضح المستشفى أنه اتخذ تدابير صارمة؛ لضمان عدم انتقال الفيروس الغامض إلى العاملين والمرضى. وأضاف أنه: ''لا دليل على انتقال الفيروس إلى مريض آخر أو موظف، ومع ذلك، تتم مراقبة الممرضين الذين يعتنون بالمريض كإجراء احتياطي''. وأكدت منظمة الصحة العالمية، وفاة سعودي في وقت سابق هذه السنة بعد إصابته بفيروس مماثل.