«ستار» أول شركة سعودية تنفرد بصناعة المنصات البحرية البترولية
برز اسم شركة سايبم طاقة الرشيد للتصنيع المحدودة ''ستار'' في الصناعة الإقليمية والدولية كأول شركة سعودية تدار بكوادر وطنية أسهمت في توطين صناعة المنصات البحرية مستعينين بجلب المواد المستخدمة بالتصنع من السوق المحلية.
#3#
وقال الشيخ عبد الله الرشيد رئيس مجلس إدارة شركة ''ستار'' إن الشركة توطّن صناعة المنصات البحرية البترولية، من خلال توفير 90 في المائة من متطلبات المصنع من المواد الخام والتي تدخل في تصنيع وتجهيز المنصات البحرية يتم جلبها من الأسواق المحلية، مضيفا أن توطين صناعة المنصات البحرية يعود بالفائدة الكبيرة على المنشآت الصغيرة والتي تشكل نسبة 70 في المائة من الدخل القومي للمملكة، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني.
وأكد أن ما يميز الشركة أن الأعمال الهندسية والتصاميم تتم في موقع الشركة في ميناء الملك عبد العزيز في الدمام الذي يشهد حالياً نهضة صناعة وتوسعية كبيرة تنعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية في المملكة.
وأضاف رئيس مجلس الإدارة أن ''ستار'' التي تعد أول شركة سعودية تصنع منصات البترول والغاز البحرية، تم تأسيسها لدعم شركة أرامكو السعودية في تطوير المشاريع البحرية، وتتماشى مع خطط ''أرامكو'' المستقبلة والمتمثلة في تطوير حقول الغاز البحرية، ولا سيما أن تطوير حقول الغاز وإنتاجه أمر حيوي من أجل مستقبل الاقتصاد السعودي، مشيرا إلى أن ''ستار'' تخطط لتلبية الأعمال الإضافية الرئيسة من أجل تطوير حقول الغاز المستخرج من البحر.
وأوضح رئيس مجلس إدارة ''ستار'' أن لدى الشركة استراتيجيات توسعية، وقد تم بحمد الله توسيع موقع الشركة بمساحة إضافية بلغت 100 ألف متر مربع وأصبحت المساحة الإجمالية في الوقت الحاضر 400 ألف متر مربع ، وبين الرشيد أن ''ستار'' أنشأت مدرسة في الموقع خاصة لتدريب الموظفين السعوديين على فنون اللحام وهندسة الأنابيب، حيث ينضم المتدربون الذين يتخرجون في مدرسة اللحام إلى الشركة بعد إكمال برنامج التدريب، مشيرا إلى أن المدرسة خرجت ما يفوق 500 متدرب سعودي خلال الفترة الماضية يتمتعون بمهارة كبيرة في أعمال التلحيم وهم حاليا يعملون في الشركة بعد تخرجهم.
#2#
وقال الرشيد إن الشركة أسهمت في توظيف مجموعة من الكفاءات السعودية الفنية والإدارية، حيث يتم تدريبهم لدى الشركة في مراكز مخصصة للتدريب على أعلى المستويات ونجحت الشركة خلال فترة قصيرة في سعودة 25 في المائة من كادر الشركة، موضحا أن الشركة تسعى إلى تحقيق معدلات عالية من السعودة.
وأشار إلى أن ''ستار'' تخطط لإطلاق حملة توظيف وتدريب واسعة النطاق في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن الشركة حرصت على إنشاء مركز تدريب مهني متكامل في موقع تصنيع منصات البترول البحرية، حيث خصصت فصولا دراسية مجهزة تقوم من خلالها بتوفير برامج تدريب في اللحام يقدمها المركز لتأهيل وتدريب الكوادر السعودية على أعمال اللحام المختلفة، حيث تخطط الشركة من خلال هذا المركز لإطلاق برامج تدريبية أخرى تغطي مواضيع متنوعة كتركيب الأنابيب وأعمال الكهرباء والميكانيكا وإدارة المنشآت.
معتبراً أن الشركة تتوقع أن يسهم مركز التدريب المخصص لهذا الغرض في رفع نسبة السعودة، وتوفير الأعداد المطلوبة من الحرفيين والمهندسين والفنيين المهرة.
وأن الشركة وقعت اتفاقية تدريب مع صندوق تنمية الموارد البشرية ''هدف''، تنص على دعم تدريب مرتبط بالتوظيف لعدد كبير من المهن بمختلف مواقع عمل الشركات.
ولفت إلى أن الشركة أنفقت مبلغ 60 مليون ريال في بناء وحدات سكنية لأكثر من 1500 موظف بجانب مقر الشركة، وذلك لتخفيف حركة نقل حافلات الموظفين في الميناء، مؤكدا أن الشركة تمتلك محطة تزود منشآت الشركة بالمياه المحلاة والكهرباء.
استخدام تقنيات حديثة
من جهته، قال سلفتوري ربيبي المدير العام لشركة ستار إن هدف الشركة يتمثل في إنتاج المنصات البحرية ومستلزماتها، مضيفا أن الشركة بدأت أنشطة التصنيع في تشرين الأول (أكتوبر) 2008، عبر عقد طويل الأجل بالتحالف مع شركة سنامبروجيتي العربية السعودية لمصلحة شركة أرامكو.
وأوضح أنه لغرض تلبية احتياجات ''أرامكو'' لتصنيع منصات البترول والغاز البحرية ومستلزماتها لاستخراج النفط والغاز فإن الشركة تستخدم أحدث التقنيات العالمية الحديثة وتحويلها لصناعة محلية منافسة قادرة على إثبات ذاتها كصناعة سعودية وطنية لها قوتها المحلية وقادرة على منافسة نظيراتها العالمية، إضافة إلى نشاطها في المملكة، حيث تهدف شركة ستار على تسويق منتجاتها في دول الخليج، والأسواق الدولية.
وفي السياق نفسه ذكر عبد الله اليابس رئيس الشؤون المالية في شركة ''ستار'' أن العقد الموقع من شركة أرامكو يعد طويل الأجل وخاص بتصنيع ونقل وتركيب المنصات البحرية لصالح شركة أرامكو السعودية، حيث تبلغ مدة العقد سبع سنوات قابلة للتمديد لفترتين إضافيتين كل واحدة منها تبلغ ثلاث سنوات، وقد نجحنا في تسليم أكثر من 30 منصة لشركة أرامكو السعودية ونحن في إنجاز أعمالنا وفق معايير عالمية، مشيرا إلى أن العقد يشمل تركيب خطوط الأنابيب والكابلات البحرية، مضيفا أن تصنيع المنصات لا يتم إلا بعد توقيع العقود نظرا لما يكلفه تصنيع المنصة من مبالغ مالية كبيرة.
وذكر اليابس أن إمداد أرامكو السعودية بالمنصات البترولية سيلعب دورا حيويا في دعم خطط شركة أرامكو لتحقيق أهدافها الاستراتيجية لزيادة إنتاج البترول والغاز لتلبية الطلب العالمي والنمو المتزايد على الطاقة، مبينا في الوقت ذاته أن توقيع العقد مع ''أرامكو'' له قيمة مضافة ستؤدي إلى توطين الصناعات البحرية ونقل التقنية، إضافة إلى خلق عديد من فرص العمل للمواطنين السعوديين في هذا المجال الحيوي.
وبين اليابس أن شركة ستار تقوم بتطبيق نظام جودة صارم لمراقبة جميع أنشطة التصنيع، مبينا أن الشركة حصلت على شهادة الجودة آيزو 9001 في (نوفمبر) 2009، ونجحت في تجاوز 15 مليون ساعة عمل دون تسجيل إصابات عمل، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز أن شعار ''السلامة أولاً'' يعكس أن مفهوم السلامة يطبق من قبل الجميع ويعطي رسالة واضحة حول أهمية الصحة والسلامة والبيئة.
الطاقة الإنتاجية
من جهته، قال وليد بدر مدير تطوير الأعمال في شركة سايبم طاقة الرشيد للتصنيع المحدودة ''ستار'' إن إنتاجية المصنع المخصص لتصنيع المنصات البحرية تصل إلى أكثر من 30 ألف طن سنويا، حيث يتم الإنتاج وفق أحدث التقنيات الحديثة في هذا المجال.
وأضاف بدر أن تصنيع المنصات البحرية يتم في موقع استراتيجي تم تأمينه داخل ميناء الملك عبد العزيز في الدمام على منفذ في المياه العميقة، مبينا أن موقع التصنيع استراتيجي لهذا النوع من الصناعات لتسهيل عملية شحنه.
وبين أن شركة ستار هي الشركة الوحيدة في السعودية المتخصصة في تصنيع المنصات البحرية البترولية، مبينا أن وجود أكبر شركة نفط في العالم والمتمثلة في ''أرامكو السعودية'' شجع شركة ستار على تصنيع هذا المنتج، إضافة إلى أن المصنع لم ينشأ خصيصا لشركة أرامكو السعودية، حيث تسعى الشركة إلى الوصول إلى الأسواق الخليجية والمنافسة فيها تساعدها في ذلك القدرة على زيادة الإنتاج، حيث فازت الشركة لأول مرة بمشروع خارج السعودية لأول منصة بحرية، معتبراً أن هذا أسهم في تحويل المملكة من مستورد في أدوات الصناعة البترولية إلى مصدر لها.
وأكد أن أهم الإنجازات الشركة هو تدريب المواطنين السعوديين على تصنيع مثل هذه المنصات، حيث توفر إدارة الشركة حالياً كل الأدوات والوسائل التي تمكنهم من الإبداع والتفوق في هذا المجال، مضيفاً أن هذه الصناعة تسهم في وضع السعودية في مصاف الدول المصنفة والمتخصصة في الصناعات المتقدمة وذات البعد الاستراتيجي.