شابة سعودية تكسر احتكار الشركات الأوروبية بمنتج محلي الصنع
كانت الشابة هناء الشايجي منذ صغرها تعشق عملية البيع والشراء وتبادر إلى تولي عمليات الشراء والبيع الخاصة بها وبأسرتها، حتى باتت تتقن لعبتها، قبل أن تفكر في أن تكون واحدة من أبرز شابات الأعمال الرائدات في قطاع المال في المنطقة الشرقية.
هناء التي اختارت أخيرا أن تستقيل من عملها الروتيني في أحد القطاعات بعد أشهر من حصولها على وظيفة كانت تبحث عنها ضمن مشوارها في البحث عن فرصة عمل عقب تخرجها، لتحول إحدى أفكارها إلى عمل تجاري خاص بها، يحمل فكرة انفرادها بتصنيع أحد المنتجات الغذائية البلجيكية المشهورة إلى منتج غذائي مميز داخل السوق السعودية.
تقول الشايجي في حديثها لـ "الاقتصادية": "إن المشاريع لا يمكن أن تبدأ إلى بمبادرة من أصحابها ولا يمكن أن تكون بوصاية من أحد، ولأن لدي رغبة في العمل الحر منذ كنت طفلة، حيث كانت لي ميول نحو تبادل العمليات التجارية وشغف كبير بعملية البيع والشراء.
استمر هذا الشغف حتى أكملت الدراسة الجامعية، وكغيري من الفتيات تقدمت لعدد من الوظائف وحصلت على فرصتي في العمل، إلا أنه بعد عدة أشهر قدمت استقالتي لأنني لم أجد نفسي في هذه الوظيفة التي كانت تمثل لي عبئا ثقيلا، بسبب روتينها الممل، ورتمها البطيء في التطور".
وتضيف: "بعد استقالتي بدأت تراودني لسنوات عدة أفكار لإنشاء مشروعي الخاص الذي كنت أود ألا يكون تقليديا ولا مكررا في السوق، استمرت الأفكار تراودني لافتتاح مشروع تجاري، حتى كانت إحدى الرحلات السياحية التي قادتني إلى أن تتبلور فكرة مشروعي الذي كنت أبحث عنه منذ سنوات، ومن باب المصادفة في إحدى هذه الرحلات لدولة أوروبية لفت انتباهي أحد المشاريع المميزة في تلك الدولة، فشدتني فكرة المشروع جدا وكأنني وجدت ضالتي فيه، الذي يتمثل في التخصص في تصنيع منتج الوافل البلجيكي".
بدأت الشابة هناء في اكتشاف المشروع والتعرف أكثر على كل تفاصيله لتقرر بعدها إنشاء مشروعها وهو أول مشروع من نوعه في المملكة، والتي لم تسعَ إلى نقل المنتج، بل صناعة علامة خاصة لمنتجها تحمل فكرتها الخاصة.
تقول: "لم تكن لي الرغبة إلا أن أكون أنا صاحبة الفكرة، حيث لم أرغب في أخذ منح امتياز تجاري من شركات أوروبية، كان لي طموح أن أصنع العلامة التجارية الخاصة بي وكل ما يتعلق بالمشروع الذي أطلقت عليه اسم "وافل واي" لتكون علامة تجارية خاصة بي ومن وحي أفكاري، فكل ما يتعلق بها من فكرة العلامة التجارية إلى تصميم المواقع والألوان، وتصنيع المنتج خاص بي، ويدخل في كتيب ذي سرية تامة لا يعلم طريقتها إلا أنا فقط.
وبدأت في تصنيع المنتج بنفسي وعملت على تدريب فريق من العمالة على طريقة إعداد المنتج والتقديم وعملت عدة دورات تدريبية لعدد كبير من الشباب السعودي الذين تراوح أعمارهم بين 17 إلى 20 عاما لتصنيع المنتج.
وتتحدث الشايجي عن أبرز الصعوبات التي واجهت مشروعها الصغير، قائلة: "من أهم الصعوبات التي واجهتها -رغم أنني لا أحبذ هذه المقولة، لأن من يعشق العمل التجاري لا يجد في أي خطواته صعوبات بل مغامرات مثيرة ومشوقة تدفعه وتحفز فيه طموح الاستمرار، إلا أنها تعد من الصعوبات في عرف التجارة- كان أهمها عدم وجود العمالة المدربة وسهولة الحصول عليها، وكانت تتطلب مني تحمل الانتظار والتنسيق مع الدوائر الحكومية، والتخطيط المدروس، لعدم وجود كفاءات تدرك ذلك، وتدخلات بعض الجهات الحكومية التي كانت تعتقد صعوبة عملي كامرأة تمارس عملا تجاريا مع طاقم رجال، لأنني اخترت أن أدير طاقم عملي بنفسي، ومع إصراري على ممارسة عملي وتحقيق طموحي في توصيل أفكاري نجحت في تخطي الصعوبات، وإن كانت قد تسبب في تعطيلي، إلا أنني في النهاية انتصرت عليها".
وتعود هناء لتتحدث عن مشروعها بحماس "أهم ما يميز فكرة مشروع "الوافل البلجيكي" هو خلق مشاريع تحمل علامة تجارية مميزة وتنفردبتقديم منتج ذي مواصفات عالية لها القابلية في الانتشار والتوسع بتخطيط وأهداف واضحة".
وباتت الشابة الشايجي اليوم من أوائل المبادرين في صناعة مشروعها الخاص والانفراد بمنتج لا يملك سر صناعته إلا هي، ويستمر مشروعها في التميز لتحقق عددا من الجوائز المهمة التي تؤكد قوة وتميز وانفراد فكرتها في سوق قطاع الترفيه والمطاعم، حيث نالت جائزة أسرع 100 شركة نموا عام 2011، كانت فكرة الجائزة هي الإبداع في الأفكار، إضافة إلى ترشيح مشروعها لجائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال.
كما اختيرت شركة وافل واي من ضمن أفضل المشاريع المشاركة في صيف أرامكو، كما تم تصنيف شركة وافل واي الأولى من نوعها في المملكة التي تحمل علامة تجارية في هذا التخصص، كما حققت جائزة أفضل منشأة واعدة في القطاع السياحي للعام الحالي 2012 (جائزة الدكتور غازي القصيبي).
وتؤكد هناء أن طموحها ما زال كبيرا خاصة بعد أن نالت ثقة عملائها واستطاعت أن تحقق رغباتهم وتطور أداءها في كل مرحلة تخطوها، مشيرة إلى أنها تسعى إلى التوسع والانتشار والدخول في شراكات استراتيجية والوصول إلى مصاف الشراكات المساهمة، ومنح امتيازات تجارية "فرنشايز"، إضافة إلى افتتاح فروع في دول أوروبية، لتصبح علامة تجارية سعودية تنتشر عالميا.
وتنوي الشايجي قريبا الإعلان عن أول خططها التوسعية التي ستحقق قفزة جديدة من قفزات نجاح مشروعها، لتؤكد أن التجربة الصغيرة والمبادرة الجادة قد تكون نقلة كبيرة في عالم المال والأعمال لكل شاب أو شابة سعودية، إذا رافقها الطموح والتصدي للعقبات.