أورام الثدي الأكثر انتشارا بين السعوديات بنسبة 26 %

أورام الثدي الأكثر انتشارا بين السعوديات بنسبة 26 %

كشف استشاري سعودي أن أكثر الأورام السرطانية انتشاراً عند السعوديات هو سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 26 في المائة، مبيناً أن منطقة مكة المكرمة تحتل نصيب الأكبر في انتشار هذا المرض لأسباب مجهولة.
وحذر البروفيسور خالد حسين ولي سيت الأستاذ المشارك في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز واستشاري أمراض النساء والولادة، من أن 152 سعودية تشخص بسرطان عنق الرحم تموت 55 منهن بسبب هذا المرض. ومن المتوقع مضاعفة هذه الأرقام في عام 2025 إلى ثلاثة أضعاف إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية.. فإلى تفاصيل الحوار:

كم عدد الحالات التي تتلقاها وحدة علاج الأورام النسائية في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز شهرياً؟ وكيف يتم التعامل معها؟
حالات الأورام النسائية قد تكون متفاوتة على مدى الشهور، ويتفاوت عدد الحالات الجديدة من مختلف الأورام النسائية من 10- 15 شهرياً، إضافة إلى الحالات التي تحتاج إلى العلاج الكيماوي والعلاج بالإشعاع. وتتابع العيادة الخارجية عشرات من الحالات أسبوعيا التي تم علاجها ومتابعتها من قبل بغرض التأكد من شفائها من الورم الرجيع، وتقديم العلاج النفسي لهن ومساعدتهن على التعايش مع المجتمع بعد شفائهن من السرطان. وتعتبر مناظير عنق الرحم من أكثر الوسائل المتبعة للكشف على أورام عنق الرحم علامة في المرحلة لما قبل السرطانية. وفي الحالات الجديدة يتم عمل الفحوص اللازمة وعمل الكشف الإكلينيكي على أيدي استشاريين متخصصين في الأورام النسائية ثم يتم عرض الحالة على مجلس الأورام في المستشفى في اللقاء الأسبوعي. ويتم إتخاذ خطوات العلاج بطريقة Multi Disciplinary ثم تتم مناقشة القرار مع المريضة وعائلتها والبدء في العلاج من أقصر وقت ممكن سواء جراحي أو كيماوي أو إشعاعي أو تلطيفي.

ما أبرز الأورام المنتشرة بين السعوديين؟ وأيها أكثر إصابة بالأورام؟
يعتبر سرطان الثدي من أكثر الأورام شيوعاً عند السيدات في المملكة بنسبة 26 في المائة. وسرطان القولون عند الرجال بنسبة 11,2 في المائة. وبالنسبة للسيدات والرجال بصفة عامة فإنه ليس هناك فرق كبير بين عدد المصابين لجميع الأورام السرطانية بين الرجال والسيدات في السعودية.

هل لديكم إحصائيات عن نسبة انتشار الأورام في السعودية؟
يعتبر السجل الوطني للأورام في السعودية من أهم المراكز التي تعمل جاهدة لمتابعة الحالات الجديدة في المملكة. وقد أظهرت نتائج عام 2007م عدد 12.309 حالات سرطان مسجلة، حيث إن عدد السكان في تلك السنة كان 17493364 وبذلك يكون النسبة 70/ 100.000 وهناك دلائل إذا قورنت هذه النسبة بعام 1994 على أن هناك تزايدا ملحوظا على مر السنين. وقد سجل السجل الوطني في عام 2007 1239 حالة جديدة لسرطان الثدي والفترة العمرية ما بين (13-95 سنة) وقد لوحظ أن نسبة الإصابة لسبب غير معروف في منطقة مكة المكرمة الأكثر من بين مناطق المملكة.
وسجل سرطان القولون 907 حالات جديدة على مستوى المملكة في العام نفسه عند السيدات بنسبة تكاد تكون متقاربة على مناطق المملكة. فيما سجل سرطان الرحم 189 حالة جديدة ويحتل الرقم السادس عند الأورام الأكثر شيوعاً عند السيدات في المملكة.
وسجل سرطان المبيض 149 حالة جديدة في عام 2007م ويحتل المرتبة السابعة عند السعوديات. وحسب المعدل العالمي، تشخص معظم الحالات في مراحل متقدمة.
في السعودية الواضح أن 152 سيدة تشخص بسرطان عنق الرحم، و55 مريضة تموت بسبب هذا المرض. ومن المتوقع مضاعفة هذه الأرقام في عام 2025 إلى ثلاثة أضعاف إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية، مع العلم أن نسبة هذا السرطان في البلدان الكبرى تتقلص بشكل كبير لوجود برامج عديدة للفحص المبكر وطرق الوقاية.

ما أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالأورام السرطانية؟
الخلايا الطبيعية في الجسم تتبع مسارا منتظما لنمو – تقسيم – موت الخلايا Apoptosis ويتم تغيرها بشكل منظم في حالة وجود أضرار أو طفرات على الحمض النووي داخل الخلية يجعل الخلايا لا تموت بطريقة البرمجة وتستمر في النمو وتتحول إلى خلايا غير طبيعية فيتكون الورم ويكون (كتلة) والتي بدورها تنتشر في الأعضاء الأخرى وتسبب الوفاة.
المواد المسببة للسرطان وبشكل مباشر على الحمض النووي للخلية كالتبغ (التدخين)، والاسبستوس، والزرنيخ، والإشعاع، وكثرة التعرض لأشعة الشمس.
وهناك فيروسات عديدة لها علاقة بالسرطان مثل الحليمي البشري HPV المسبب لسرطان عنق الرحم، والتهاب الكبد C,B(سرطان الكبد) وفيروس أبشتاينبار (سرطان الأطفال) وهناك عوامل بيئية وغذائية تساعد على ضعف الجهاز المناعي للجسم ضد السرطان ومن أهمها فيروس الإيدز والسمنة والأكل الدسم غير الصحي وقلة الحركة. ويمكن للسرطان أن يكون نتيجة زيادة في نسبة الهرمونات في الجسم أو تعاطي هرمون الإستروتجين بطريقة غير صحية والذي يسبب سرطان المبايض والثدي، إضافة أن هناك قليلا من الناس يكون لديهم استعداد وراثي ولديهم طفرات جينية معينة أو خلل من الجين يكونون أكثر عرضة للسرطان في وقت لاحق في الحياة.
الأورام النسائية تنتشر بسرعة كبيرة في السعودية هل لديكم تفسير لهذه الظاهرة؟
لا شك أن هناك تزايدا ملحوظا إلا أن الأعداد المسجلة في السجل الوطني في السعودية تعتبر قليلة إذا ما قارناها بدول أوروبا وأمريكا وذلك للأسباب التالية: أن السجل الوطني للأورام يحتاج إلى إمكانات إضافية بطريقة مقننة أكثر حتى نتمكن من حصر جميع الحالات والملاحظ أن هناك حالات تسجل تعتبر حالات ما قبل السرطانية، ولم يعط أورام الحمل العنقودي القدر الكافي من الإحصاء. إلى جانب أن هناك تطورا في تخصص الأورام النسائية خلال السنوات الماضية قبل عام 2000 ولم يكن هناك استشاريون في هذا التخصص، والآن بلغ عدد الاستشاريين في هذا التخصص قرابة 20 طبيباً في مناطق المملكة الأمر الذي أدى إلى دقة في التشخيص وعلاج مرضى الأورام النسائية على مستوى المملكة كافة.

ما أصعب الأورام التي استطاع المركز علاجها والتعامل معها؟
تعتبر وحدة علاج الأورام النسائية من المراكز المتطورة لدينا، وتتولى الوحدة علاج الحالات التي تحولت بعد عمل علاج غير كامل في مراكز غير متخصصة ولكن يتم التعامل معها بأسس علمية وعمل جراحات معقدة باستخدام أحدث الوسائل الجراحية. وقد تم استخدام تقنية الرجل الآلي في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في علاج هذه الأورام والذي سهل بشكل كبير الجراحات المعقدة. وقد تمكنا بفضل الله من استئصال ورم خبيث في المبيض من سيدة سعودية يزن 17 كيلو جراما في السنة الماضية بطريقة دقيقة ودون الحاجة إلى اللجوء إلى العلاج الكيماوي. كما يتم في الوحدة علاج الورم الرجيع والعمليات التي تستغرق 12 ساعة بنسبة نجاح عالية. ويعتبر مركز العلاج بالإشعاع في المستشفى من أفضل المراكز في منطقة الشرق الأوسط حيث يحتوي على أجهزة ذات تقنية حديثة وطاقم طبي على مستوى عالمي.

كيف ترون أهمية الكشف المبكر عن الأورام النسائية قبل استفحالها في الجسم وصعوبة علاجها؟
الحقيقة إن الكشف المبكر والوقاية بطبيعة الحال أفضل من العلاج، وما نفتقده في المملكة هو قلة الوعي عند السيدات عن أعراض الأورام وطرق الكشف المبكر عنها، ونرجو منهن الاستفادة بقدر الإمكان من الخدمات التي نوفرها لهن عن طريق وسائل الإعلام والملصقات والحملات التوعوية ومواقع الإنترنت.

الأكثر قراءة