أبو قبيس المكي.. أول جبل نصب على الأرض
جبل أبو قبيس هو أحد الأخشبين في مكة المكرمة، جبل في الجهة الشرقية للمسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه 420 متراً.
سمي بذلك لأن رجلاً يقال له أبو قبيس أول من قام بالبناء عليه، ويعرف جبل أبو قبيس بأنه أول جبل نصب على الأرض، وأول جبل وضعه الله على وجه الأرض، ثم مدت منه الجبال ويسمى أيضا الجبل الأمين، بسبب احتفاظه بأمر من الله بالحجر الأسود في بطن الجبل، وكان جبل أبو قبيس يسمى في الجاهلية الأمين، لأن الركن الأسود كان مستودعاً فيه عام الطوفان، فلما بنى إبراهيم الخليل البيت نادى أبو قبيس أن الركن مني بموضع كذا وكذا، وقيل أتى به جبريل من الجبل وسلمه إلى إبراهيم.
وسمي بـ "أبوقبيس" لأن الحجر الأسود اقتبس منه، ويمتاز جبل أبو قبيس عن بقية الجبال، بأنه أول جبل وضع على وجه الأرض، وأن الله استودعه الحجر الأسود زمن طوفان نوح، كما أنه يشرف على الكعبة، بل إن الربوة التي بنيت عليها الكعبة تتصل بأصل جبل أبو قبيس.
يقول المؤرخ حمد الشويع إن أصل الصفا الذي يبدأ السعي منه يقع في أسفل أبو قبيس في مقابلة ركن الحجر الأسود، لافتا إلى أن انشقاق القمر حصل عليه، وذلك معجزة للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم.
وأكد الشويع أن جبل أبو قبيس العتيق له منزلة عند أهالي مكة المكرمة خاصة، وعند المسلمين عامة، مشيرا إلى أن تاريخه وثباته وشموخه وذكره في الحديث النبوي، إنما يرسخ حبه في القلوب.
ومن أشهر جبال مكة كذلك، جبل قيقعان يقع في الجهة الغربية ، ارتفاعه 430 متراً ويسمى اليوم جبل هندي، وسمي جبل قيقعان لتقعقع السلاح به في حرب جرهم مع قطورا وهما يومئذ أهل مكة، فكانت جرهم بأعلى مكة وقيقعان وملكهم مضاض بن عمرو ، وكانت قطورا في أسفل مكة وأجيادين وملكهم السميدع ، وجبل قيقعان جبل عظيم طويل ممتد وفي أصله تقع المروة من جهة المدعى في الشمال الشرقي للمسجد الحرام.
ويجب كذلك ألا ننسى جبل ثور الذي يعد أحد الجبال التاريخية المعروفة ويقع في الجهة الجنوبية، ارتفاعه 759 متراً، ويقال له ثور أطحل نزله ثور بن عبد مناف، فنسب إليه اسم الجبل، وهو الجبل الذي اختبأ في غاره رسول الله مع أبي بكر الصديق أثناء الهجرة إلى المدينة بعيدا عن المشركين قال تعالى: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا".
أما جبل حراء فيقع في الشمال الشرقي وفيه أول ما نزل من القرآن قال تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، وهو الجبل الذي كان يتعبد رسول الله في غاره ويسمى أيضا جبل النور.