السعودية: شركات التأمين ترفض فحص فيتامين «د» وعلاجه

السعودية: شركات التأمين ترفض فحص فيتامين «د» وعلاجه

فوجئ عدد من مراجعي المستشفيات الخاصة بعدم قبول شركات التأمين إجراء التحليل الخاص بفحص فيتامين "د" في حالة طلب الطبيب المعالج إجراءه للوصول إلى التشخيص الدقيق لحالة المريض ونوع المرض الذي يعانيه، وذلك وبناءً على نتائج التحاليل المطلوبه مسبقاً، حيث يتم صرف العلاجات الدوائية المناسبة، ولم تذكر الشركات أسبابا واضحة للرفض، في حين أن المعلومة المتداولة أن نقص فيتامين "د" يعد الأكثر انتشاراً بين المواطنين في السعودية.
في هذا الإطار أوضحت دراسة علمية أجراها أكاديميون سعوديون في جامعة الملك سعود في الرياض، من خلال عمل مسح ميداني على عينات عشوائية، أن نسبة نقص فيتامين "د" لدى الأطفال تصل إلى أكثر من 60 في المائة، ونسبة نقص الفيتامين عند الكبار أكثر من 80 في المائة، وغالبيتهم من النساء بسبب قلة تعرضهن للشمس بشكل مباشر، باعتبارها مصدرا مهما لإمداد الجسم بفيتامين "د"، فيما لاحظت الدراسة أن زيادة فيتامين "د" تقلل عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب مثل الكوليسترول الحميد والكوليسترول الخبيث، فيما يسبب إعطاء جرعة زائدة منه بطريقة خاطئة للمريض لرفع مستوى الكالسيوم في الدم، مما يؤدي لتصلب الشرايين وأمراض القلب وحتى تكلس عضلة القلب، الأمر الذي يحتاج لفحص دقيق لمعرفة احتياج المريض له".
وخلال دراسة أخرى قام بها فريق علمي مكلف بالإشراف على كرسي الأمير متعب بن عبد الله لأبحاث المؤشرات الحيوية لهشاشة العظام، لوحظ أيضا أن فيتامين "د" يرتفع لدى الأشخاص في فصل الشتاء وينخفض في الصيف، وهذا يدل على أن هناك أكثر من سبعة أشهر خلال السنة لا يمكن الحصول فيها على مصدر لفيتامين "د" من الشمس لشدة حرارة الجو. ووجدت الدراسة خلال متابعة الأشخاص على مدى عام ونصف بعد إعطائهم جزءا من فيتامين "د"، أنه يزيد حساسية الاستجابة للأنسولين، وهذا يدل على أنه مهم جداً لمرضى القلب، وكذلك الأشخاص العاديين لتفادي الإصابة بمرض السكري.
وقال لـ "الاقتصادية" عبد الله علي، أحد المرضى المراجعين للمستشفيات الخاصة، إنه فوجئ بطلب المستشفى منه دفع مبلغ مادي مقابل تحليل فيتامين "د" رغم أنه يحمل بطاقة تأمين من شركة كبرى في هذا المجال وتحظى بانتشار واسع بين المواطنين وإقبال كبير على مستوى الأفراد والشركات، حيث تتحمل شركة التأمين المنتسب لها تغطية جميع التكاليف المادية اللازمة للعلاج. وأضاف أنه عند توجهه إلى المسؤولين في المستشفى ومخاطبتهم حول المبلغ المطلوب وعدم مطالبتهم الشركة المتكفلة بعلاجه بالدفع بدلاً من مطالبته شخصياً، أوضحوا له أنه تمت مخاطبة شركة التأمين، التي بدورها رفضت تحمل أي مبلغ مادي يخص تحليل فيتامين "د"، ويجب إلزام المراجع بتحملها بدون ذكر أسباب مقنعة، مضيفاً أن قيمة تحليل فيتامين "د" مرتفعة، ولا يعد هذا الأمر وضعا مقبولا في ظل ما تشمله بوليصة العلاج للمريض، حيث لا توجد فقرة واضحة في العقد المبرم بين الطرفين تنص على عدم تحمل الشركة تكلفة الفحص كاملة فيما يخص تحليل فيتامين "د".
من جهة أخرى، استطلعت "الاقتصادية" آراء بعض شركات التأمين في السعودية حول تكفلها بتحليل فيتامين "د" وعلاجه، أكدت معظمها أنها تتبع إجراءات نظامية محددة تقرها اللجنة الطبية لديها للموافقة على تحمل تكاليف فحص فيتامين "د" للمريض، مما يؤكد أن هذا الوضع يعد إجراء معقدا تتخذه الشركات فيما يخص تحليل فيتامين "د"، ويصعب حصول المريض على الموافقة بسهولة وبشكل طبيعي أسوةً بباقي الفحوص الأخرى.
يشار إلى أنه لوحظ خلال الفترة الأخيرة توجه بعض المستشفيات الخاصة بتقديم عروض مخفضة تهدف لاستقطاب عدد أكبر من المراجعين لفحص مستوى فيتامين "د"، حيث بلغت نسبة التخفيضات إلى 50 في المائة من سعر التحليل، وذلك عبر الملصقات الإعلانية ورسائل البريد الإلكتروني والجوال، ما يدل على أن هناك ضرورة لإجرائه وإقبالا شديدا على هذا النوع من التحاليل.

الأكثر قراءة