للباحثين عن عمل .. لا تخافوا من المقابلة الوظيفية

بعد أن طرحنا الثلاثاء الماضي إرشادات للباحثين والباحثات عن عمل تعينهم في عملية البحث عن الوظيفة المناسبة، نستكمل اليوم الجزء الثاني من المقال، في محاولة لإيقاظ ''السعلو'' الذي يقبع داخل كل باحث وباحثة عن العمل، ونركز هنا على الإرشادات التي تفيدهم عند الخضوع للمقابلات الوظيفية:
1. قم بعملية ''استخباراتية'' حول الشركة
تبدأ هذه العملية فور تلقيك إشعارا من الجهة الراغبة في مقابلتك. عادة ما يكون هذا الإشعار هاتفيا، وأحيانا يكون عبر رسالة جوال أو رسالة إلكترونية. ومن المهم أثناء عملية البحث عن وظيفة ألا تعمد إلى تغيير بيانات الاتصال الخاصة بك (رقم الهاتف الثابت والجوال والبريد الإلكتروني). وإذا اضطررت إلى التغيير، فغير أحدها، ولا تغيرها جميعا دفعة واحدة، فربما فقدت فرصا بسبب تغييرك بيانات الاتصال. كما أن الفترة النهارية (9 صباحا – 3 عصرا) هي الفترة المتوقعة لاتصال الشركات على ''المرشحين''، فإذا كنت نائما خلالها، فستفقد الكثير. ما إن يردك الاتصال من الشركة، عليك أن تصغي جيدا للمتكلم. دوّن اسمه ومسماه الوظيفي واسم الشركة، وتحقق من موقع المقابلة (قد يكون في مقر الشركة أو في مكان آخر). أسأل المتكلم عن كيفية الوصول إلى الموقع، وقبل أن ينهي الاتصال ردد عليه موعد المقابلة كي تضمن أنك سمعت الموعد جيدا وتتفادى سوء الفهم (إذن موعدنا.. السبت 10 نوفمبر 2012، الساعة العاشرة صباحا.. صحيح؟). ومنذ لحظة وضع السماعة إلى ما قبل خضوعك للمقابلة بساعات، سيكون لديك متسع من الوقت، كي تحضر نفسك وتبحث وتتحرى عن هذه الشركة. فالورقة التي دونت عليها بيانات المتصل والشركة استخدمها وادخل على ''موقع الشركة الإلكتروني''، وقم بجولة على أقسامه كي تبني تصورا كاملا عن الشركة: القطاع الذي تعمل فيه (قطاع نفطي، صناعي، تجاري..)، وخدمات الشركة ومنتجاتها، وفروع الشركة (داخل المملكة وخارجها)، والأسئلة المتكررة، والمخطط التنظيمي للشركة. ليس مطلوبا منك أن تجري ''بحثا مطولا'' عن الشركة، لكن المطلوب منك امتلاك الحد الأدنى من المعلومات عن الشركة التي ربما تعمل فيها في المستقبل. إذا كنت تعرف أحدا يعمل في الشركة، فحاول أن تجمع منه معلومات أكثر عن الشركة وفرص العمل فيها. وإذا لم تكن تعرف مكان المقابلة، فأنصحك بأن تزوره قبل موعد المقابلة، كي تتعرف على المكان، وتحسب المدة والمسافة من منزلك إلى مقر المقابلة، لكيلا تضيع في يوم المقابلة، فتتأخر أو تفوتك الفرصة.
2. أجرْ ''بروفات'' قبل موعد المقابلة الوظيفية
إذا كانت المقابلة التي ستخضع لها هي الأولى في حياتك، فأنصحك بأن تجري ''بروفات'' تتمرن من خلالها على المقابلة الفعلية. اطلب من أخيك الأكبر أو أحد أصدقائك أن يقوم بدور مجري المقابلة، دعه يمسك بنسخة من سيرتك الذاتية ثم يطرح عليك مجموعة من الأسئلة حول دراستك أو وظيفتك، ويمكنك الاستعانة بالأسئلة التالية، وهي أسئلة ''تقليدية'' غالبا ما تطرح في المقابلات:
- عرفنا عن نفسك باختصار.. من أنت؟
- لماذا اخترت التخصص الفلاني في دراستك الجامعية أو الدبلوم؟
- ما المواد التي درستها؟ ما أحبها إليك؟ ولماذا؟
- ماذا تعرف عن شركتنا؟
- ما السبب الذي يدعونا إلى توظيفك عندنا في الشركة؟
- ما نقاط قوتك؟ وما نقاط ضعفك؟
من المهم جدا، أن تؤدي هذه الخطوة بجدية تامة بدون مزاح، كي تعتاد على أجواء المقابلات (شديدة الرسمية)، وتعود عقلك على سرعة البديهة والتفكير المنطقي المترابط، وبالإمكان إعادة هذه الخطوة أكثر من مرة، على أن يقوم ''مجري المقابلة'' (الوهمي) بتقييم أدائك في المقابلة (البروفة). لا تسهر أو تواصل ليلة المقابلة، نم جيدا ليلتها (ثماني ساعات على الأقل)، كي تركز في الأسئلة ''الحقيقية'' وتجيب عنها بصورة وافية.
3. اترك انطباعا جيدا عنك لدى الشركة
أهم عنصر يترك انطباعا جيدا عنك في أذهان مسؤولي الشركة حضورك قبل موعد المقابلة بوقت كاف (20 دقيقة)، وإضافة إلى هذا عليك أن تعتني بنظافتك الشخصية ومظهرك (الاستحمام والحلاقة وقص الأظافر والاعتناء بالفم والأسنان واللبس النظيف)، مع الابتعاد عن التدخين والأطعمة المسببة للروائح المزعجة. البس لكن لا تبالغ في اللبس، ويجب على الفتيات والشباب على حد سواء تجنب العطور الصارخة والإكسسوارات اللامعة (كبك، خاتم..)، تذكر أنك ستخضع لمقابلة وظيفية، ولن تشارك في عرض أزياء (لا تدخل المقابلة وفي يدك ''مسبحة'' كأنك شاعر شعبي، ولا تدخل وفي أصابعك سبعة خواتم وكأنك مشعوذ!). كن نظيفا ومرتبا وبسيطا في الملبس والمظهر وابتعد عن التكلف. احرص على إحضار نسخ من شهاداتك ومستنداتك (لا تقل إنها في السيارة أو البيت كيلا تبدو غير مبال). إذا دخلت على مكتب إجراء المقابلات، فسلم على مجري المقابلة وصافحه إذا بادر هو بذلك، اجلس في المقعد المخصص لك، واستمع للأسئلة التي ستطرح عليك. معظم المقابلات تبدأ بعبارات تلطيفية أو بسؤال لكسر الحاجز النفسي.
4. أدْ جيدا وحافظ على ثقتك بنفسك
في هذه الخطوة، تكون أنت قد جلست أمام مجري المقابلة أو لجنة التوظيف. وهنا عليك أن تدرك أن المقابلة الوظيفية ليست امتحانا شفويا، يفترض منك أن تحفظ غيبا في البيت وتأتي لتسمع. لا، إنها فرصة تمنحك إياها الشركة لتكشف أمام مسؤوليها مستوى تفكيرك وقدراتك المحتملة في غضون دقائق محدودة. هي فرصة كذلك لتظهر الصفات التي تملكها: القدرة على الإقناع أو التسويق أو تحمل الضغوط أو سرعة البديهة. أصغ إلى الأسئلة جيدا، فكر مليا في الإجابة ريثما يكمل السائل سؤاله. لا تستعجل في الرد أو تقاطع مجري المقابلة. كن مهذبا في المقابلة. أغلق جوالك. لا تنشغل بأي شيء سوى الإجابة عن الأسئلة. انظر في وجه مجري المقابلة، وإذا كان أكثر من واحد فوزع نظراتك عليهم وأنت تجيب. اجلس جلسة مريحة بدون هز للساق أو وضع رجل على رجل. إجاباتك يجب أن تكون بسيطة ومميزة ومنطقية من دون فذلكة أو تكلف أو استظراف. وإذا حدث لك أي موقف محرج أثناء المقابلة، لا ترتبك، ابتسم، ودع الموقف يمر بسلام.
5. تابع نتيجة المقابلة لكن من دون إزعاج
إذا قضى معك مجري المقابلة أو لجنة التوظيف أكثر من 20 دقيقة لإجراء المقابلة، فهذا قد يكون مؤشرا إيجابيا يوحي بأنك ستتأهل إلى مرحلة التصفيات النهائية. في هذه الحالة، عليك أن تتابع نتيجة المقابلة بعد المدة الزمنية التي حددتها الشركة للمتابعة، فإذا لم تحددها، فبالإمكان أن تتواصل مع ''الموظف'' (منسق التوظيف) الذي اتصل بك لأول مرة لتحديد المقابلة وتستفسر منه عن نتيجة المقابلة بعد أسبوع أو أسبوعين من خضوعك لها. متابعتك لنتيجة المقابلة يجب أن تتوقف بعد المرة الثانية. فإذا لم تحصل على رد صريح من الشركة بالقبول أو الرفض، فقد يعني هذا في بعض الشركات ''رفضا ضمنيا'' أو أنك ''مرشح احتياط''!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي