عمرها 21 عاما وتمتلك أول مركز «سبا» وتدير 12 موظفة
أبرار محمد سعد لا يتجاوز عمرها 21 عاماً طالبة في جامعة الملك عبد العزيز، إدارة أعمال، مالكة مركز لافيندرا spa، مركز متخصّص في المساج بخلطات طبيعية (سبا)، من صُنعها، لم يقف العمر أمامها في تحقيق مشروعها والنهوض به ليصبح أول مركز ''سبا'' متخصّصاً في تقديم الخدمة في المنازل. استطاعت بإصرارها وشغفها باحتكار وإعداد مستحضرات وخلطات طبيعية للمساج، تحويل مشروعها الذي انطلق من المنزل وفي مساحة لا تتجاوز 4x4 عبارة عن معمل لإنتاج المستحضرات الطبيعة بالخلطات المختلفة وجهاز هاتف وثلاث موظفات متخصّصات في ''سبا''؛ لتصبح مالكة مركز متخصّص خلال خمس سنوات وبمساحة تتجاوز 900 متر و12 موظفة متخصّصة في المجال، ومعمل إعداد الخلطات التي تحرص أبرار على إعدادها بنفسها.
وقالت أبرار لـ ''الاقتصادية'': دخلت عالم الأعمال بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية في عمر 18 ربيعاً عام 2008، وكلي ثقة وإصرار بنجاح المشروع، حيث انطلق المشروع من المنزل وبإمكانات بسيطة لعدم قدرتي على توفير رأس المال والخوف من عدم تقبل الشارع السعودي لهذه النوعية من الخدمات، خاصة أن هناك لبسا كبيرا بين السبا والعلاج الطبيعي في محيط النساء، مما كان يتطلب جهدا كبيرا بالتثقيف والتسويق عن الخدمات، بدأ المشروع في غرفة من المنزل لا تتجاوز مساحتها 4x4 عبارة عن معمل صغير أقوم بإعداد الخلطات والمستحضرات الطبيعية وخط هاتف مخصّص لتلقي الطلبات وثلاث موظفات يعملن باستخدام الخلطات يتم تدريبهن بشكل دوري على جلسات ''سبا'' وتوفير الخدمة في المنازل، وكانت تعد الخدمة الأولى من نوعها في المملكة، وقالت ''لم أكن أسعى إلى الكسب والشهرة بقدر رغبتي في تحقيق حلمي وإثبات قدرتي في النجاح، نظراً لتخوف المحيطين لي من الفشل وعدم القدرة على النجاح لصغر سني''.
وقالت كان والدي من أهم َن يقومون بدعمي معنوياً ومادياً بعد النجاح الذي استطعت أن أحققه خلال السنة الأولى، موضحة أن ضريبة عملها كانت بفقدها صديقاتها فلم يعد لديها الوقت للقاء صديقاتها، فبمجرد أن تأتي الإجازات تبدأ رحلة البحث عن أهم المستحضرات التجميلية الجديدة المتخصّصة في المساج والخلطات الطبيعية، وأتواصل مع مراكز طبيعية بالخارج لمعرفة ومتابعة المستجدات في هذا المجال، والاطلاع على كل جديد في السوق، والحرص على أخذ رأي العملاء بالخلطات.
وقالت: ركزت في مشروعي على نقاط عدة أهمها الاهتمام بالزبائن والتواصل المباشر معهم وأخذ ملاحظاتهم في عين الاعتبار بغرض تحسين الأداء، حيث كانت الخدمة في المنازل فكرة جديدة وغير معروفة استلزمت متابعتها لسد الثغرات وتحسين الأداء، ففي بداية الأمر كنت أسعى بنفسي إلى توصيل العاملات والتأكد من إتمام الجلسة، حرصت على التسويق بمختلف الوسائل عن الخدمة وبأسعار زهيدة نوعاً ما، وعند إعداد مستحضر جديد أسعى إلى إقامة جلسات مجانية للمستحضر بغرض الترويج عنه، لم أكن أتوقع أن يلقى المشروع الطلب المتزايد، وبعد مرور السنة الأولى أصبحت لديّ قائمة كبيرة من العملاء الدائمين ممّن يطلبون الخدمة أسبوعياً وشهرياً، خاصة كبار السن والموظفات، أعددت على أثرها جدولاً للمواعيد والحجوزات لتنسيق الطلب، ولكن مع تزايد الطلب عمدت إلى مضاعفة عدد العاملات وتوسيع دائرة العمل.
وأبانت أبرار أنها تعرّضت لعدد من المحطات التي كادت تقضي على مشروعها، ولكن - على حد وصفها - اعتبرت هذه المحطات قوة دعم وإصرار على النجاح، فبعد مرور السنة الأولى من عملها وبدء بروز الاسم دخلت مجموعة من المشاريع المماثلة بالفكرة نفسها، ولكن بأسعار زهيدة عمدت إلى إخراجي من السوق عبر البلاغات المتكررة للجهات الرسمية، إضافة إلى اعتبار أن هذه المشاريع مخالفة لتعاليم الدين الحنيف والمنافسة غير الشريفة في الأسعار، ولكن ولاء الكثير من العملاء للتواصل معي زادني ثقة وإصراراً على نجاح المشروع.
وقالت بعد مرور أربع سنوات استطعت التوسع في المشروع وإقامة مركز متخصّص للشباب مكون من ثلاثة أدوار وبكادر وظيفي بلغ 12 موظفة ''سبا'' متخصّصة ومعمل لإعداد الخلطات والمستحضرات أقوم بإعداده بنفسي مع كادر وظيفي يعمل على إعداد الخلطة وحفظها في علب، خاصة تزايد الطلب على الخلطات، وأغلب الزبائن من كبار السن والموظفات، إلا أنها وفي الفترة الأخيرة أصبح هناك إقبال من صغيرات السن لعمل الــ ''سبا''، مبينة أن الــ ''سبا'' ثقافة جديدة ولدينا كثير من السيدات تخلط بينها وبين العلاج الطبيعي رغم اختلافها، حيث يعمل الــ ''سبا'' على تجديد خلايا الجسم وتنشيط جهاز الدورة الدموية لبحث الطاقة والتجديد.
وحول المعوقات التي تواجه المشروع، قالت: قلة الكوادر الوظيفية الوطنية المتخصّصة في هذا المجال أهم المعوقات، فالعمل في هذا المجال غير مرغوب لدى أغلب السعوديات، خاصة الخدمة في المنازل، وعدم وجود معاهد تدريبية لهذا التخصُّص.