الاقتصاد يرفع من حالات تحسس الأطفال للفستق

الاقتصاد يرفع من حالات تحسس الأطفال للفستق

تتصاعد حالات التحسس من الفستق بين الأطفال في الولايات المتحدة. وربما يكون أحد الأسباب وراء ذلك هو الوضع الاقتصادي. ووفقا لدراسة حديثة عرضت في الاجتماع العلمي السنوي الذي تعقده الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، فإن أعدادا أكبر من حالات الإصابة بحساسية الفستق توجد بين العائلات ذات الوضع الاقتصادي المرتفع. وهذا يؤيد ''فرضية النظافة الصحية'' التي يقول بها كثير من المختصين في الحساسية.
وترى هذه النظرية أن عدم التعرض إلى الجراثيم في مرحلة الطفولة المبكرة يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض التحسسية. إذ يمكن أن تعمل النظافة الصحية المبالغ فيها على كبح التطور الطبيعي لنظام المناعة.
وقالت أخصائية الحساسية الدكتورة ساندي ييب، التي تحمل رتبة رائد في سلاح الجو الأمريكي، وكبيرة مؤلفي الدراسة وعضو في الكلية الأمريكية للحساسية والربو: ''يرتبط الدخل الإجمالي للأسرة فقط بمدى التحسس من الفستق لدى الأطفال الذين تقع أعمارهم بين سنة واحدة وتسع سنوات. ربما يشير هذا إلى أن اكتساب التحسس ضد الفستق في عمر مبكر مرتبط بالرفاهية، لكن الحالات التي يُكتسَب فيه التحسس في مراحل متأخرة من العمر لا علاقة لها بمستوى الرفاهية''.
واستعرضت الدراسة حالة 8306 مرضى، منهم 776 مريضا كان لديهم عدد مرتفع فوق العادة من الأجسام المضادة للفستق. وكانت الحساسية من الفستق أعلى بصورة عامة لدى الذكور والأقليات العرقية عبر جميع فئات الأعمار. كذلك وجد الباحثون أن مستويات الأجسام المضادة المحددة ضد الفستق تبلغ الذروة لدى الأطفال في الفئة العمرية عشر سنوات إلى 19 سنة، لكنها تتراجع بعد مرحلة منتصف العمر.
وأوضح أخصائي الحساسية ورئيس الكلية الأمريكية للحساسية وأمراض الربو الدكتور ستانلي فاينمان: ''في حين أن كثيرا من الأطفال يكتسبون تحملا للحساسيات من المواد الغذائية المختلفة مع تقدمهم في السن، إلا أن نسبة 20 في المائة فقط تستطيع التخلص من حساسية الفستق. لذلك فإن من المهم أن يبقى الأطفال تحت رعاية أخصائي في الحساسية مؤهل من البورد الأمريكي، لكي يتلقوا العلاج''.
وفقا للكلية الأمريكية للحساسية، تصيب حساسية الفستق حوالي 400 ألف من الأطفال الواقعين في عمر الدراسة. وهي من أكثر حساسيات الطعام ارتباطا بردود الفعل المفاجئة والحادة مثل الصدمة التحسسية. وفي حين أن تجنب تناول الفستق ربما لا يكون في مثل صعوبة تجنب القمح، إلا أن هناك في الغالب خطر التلوث عن طرق شركات تصنيع المواد الغذائية.
وتوصي الكلية الأمريكية للحساسية الأشخاص المصابين بحساسية الفستق بأن يكونوا على حذر في المطاعم، حيث ربما يظهر الفستق على أنه أحد المكونات الخفية للطعام. وربما يستخدم بعض الطهاة زبدة الفستق في تحضير سوائل الصوص أو خلطات التوابل الحريفة التي تضاف إلى اللحوم والأسماك. كذلك ينبغي على الأشخاص المصابين بهذا النوع من الحساسية أن يحملوا معهم دواء الإبنفرين epinephrine، الذي يصفه أخصائيو الحساسية، في حالة حدوث أمر طارئ.

الأكثر قراءة