طالبات سعوديات ينافسنى الرجال في«تصميم الجرافيك»

طالبات سعوديات ينافسنى الرجال في«تصميم الجرافيك»

على أيدي طالبات جامعة نورة في الرياض، انتهى احتكار الرجال سوق التصميم الجرافيكي في السعودية، حيث يعد من الأسواق النشطة والأعمال التي تجد إقبالا كبيرا على مستوى الشركات والأفراد، كما أنه يتطلب من المصمم أن يكون ذا خيال واسع وذوق رفيع ولمسات جمالية، وعادةً ما توجد مثل تلك الصفات في الإناث أكثر من الرجال، بحكم طبيعتهن العاطفية التي تنعكس على أعمالهن.
بيد أن هذه الوظيفة ظلت فترة طويلة حكراً على الرجال دون النساء في السعودية، لعدة أسباب من ضمنها ندرة وجود تخصصات جامعية تدعم تأهيل النساء للانخراط في سوق العمل، ولكن هذا أصبح من الماضي، فمع قيام جامعة الأميرة نورة باستحداث قسم جديد يسمى التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية الأول من نوعه على مستوى المملكة للفتيات فإن طالبات "نورة" أصبحن ينافسن الرجال بقوة في هذا المجال، كما عزز القسم وجود العنصر النسائي في سوق العمل.
وفي جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" في ملتقى ألوان السعودية الذي أقيم في الرياض، تجولت في الركن الخاص بأعمال طالبات قسم التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية في جامعة الأميرة نورة واطلعت على أعمالهن الفنية التي نالت استحسان الزوار ولفتت إليها الأنظار لتميزها باللمسات الإبداعية وطريقة عمل احترافية ذات مهنية عالية في الفنون البصرية.
وأكدت لـ "الاقتصادية" نهى الشريف عضو هيئة التدريس في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض أن قسم التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية يعد الأول من نوعه في السعودية على مستوى الجامعات الحكومية.
وأضافت: إن الإقبال على القسم في بداياته كان متواضعا كونه غير معروف مسبقاً وبلغ عدد الطالبات المسجلات في القسم كأول دفعة 18 طالبة و45 في الدفعة الثانية. مضيفة أن خريجات القسم مهيآت بشكل كامل لسوق العمل، وقد تبنت شركات كثيرة أعمال الطالبات على المستويين الخارجي والداخلي، فيما ضمنت أغلب الشركات التي طبقت فيها الطالبات الفنون التي درسنها في القسم وظائف لـ 85 في المائة منهن، وذلك إثبات لكفاءة الطالبات ومهنيتهن العالية.
وأوضحت أريج الغامدي وشدن المانع مدرستان في نفس القسم أن طريقة تدريس الطالبات تتم بشكل مهني وتلبي احتياجات سوق العمل المحلية والعالمية وتقوم بتهيئة كوادر تنافسية في التفكير الإبداعي المتميز للفنون البصرية في مجال التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية. موضحين أن المناهج لا بأس بها ولكن تحتاج إلى تطوير بشكل أفضل يتواءم مع مجتمعنا، كون المناهج الغربية تمثل طبيعة تلك المجتمعات الأجنبية التي لا تتوافق مع عادات وقيم ورؤية المجتمع ما يضع الطالبات في حرج.
من جانبها ذكرت الطالبة العنود اليوسف تجربتها في دراسة التصميم الجرافيكي والوسائط الرقيمة، أن أبرز المصاعب التي واجهتها في بداية مشوارها هي تقبل العملاء لها كفتاة سعودية تقوم بالتصميم وتدخل في سوق عمل التصاميم كونه جديدا عليهن.
وأضافت: إن المصممات السعوديات هن الأجدر بمعرفة أشكال التصاميم التي تتقبلها النساء السعوديات من منطلق ديني وثقافي ويحتاجها المجتمع ككل.

الأكثر قراءة