هيئة السياحة: ترميم مسجد جواثا تم وفق أسس علمية

هيئة السياحة: ترميم مسجد جواثا تم وفق أسس علمية

اطلعنا على التقرير المنشور في صحيفتكم في عددها الصادر يوم السبت 18 ذو الحجة 1433هـ الموافق 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بعنوان ''مسجد جواثا يثير جدلا بين (السياحة) ومؤرخين''، للمحررة فاطمة الحسن، الذي رأى خلاله الباحث عبد الخالق الجنبي أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قامت بترميم مسجد جواثا في محافظة الهفوف في المنطقة الشرقية وفق تصميم معماري غريب عن الفن المعماري السائد في المساجد القديمة، كما رأى أن الهيئة تفتقر إلى الكوادر الخبيرة بالآثار.
وتؤكد الهيئة أن موظفي الآثار التابعين لها هم من المتخصصين في الآثار، ويمتلكون القدرات التي تؤهلهم لأداء عملهم وفق الأسس العلمية الصحيحة، وقامت الهيئة بتطوير قدرات منسوبي قطاع الآثار والمتاحف، وتحرص على صقل قدراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال الدورات التدريبية وورش العمل سواء داخل المملكة أو خارجها وإشراكهم في المشاريع التي تنفذها الهيئة مع البعثات العلمية الأجنبية، ولا تقبل الهيئة بما قال به الباحث الجنبي بأن موظفي الهيئة لا خبرة لهم بالتاريخ والآثار، وهي مقولة كررها في أكثر من جريدة أخيرا متجاوزا بها الطرح الإعلامي إلى الإثارة المتعمدة، ونحن نرحب بالنقد البناء وطرح المعلومات المفيدة وإثراء جهود الهيئة ودعمها بالمعلومات والاقتراحات والملاحظات، لكن دون المساس بالكوادر العلمية المؤهلة من موظفي الهيئة العاملين في مجال الآثار.
وبشأن ما ذكره الباحث الجنبي من أنه تم ترميم مسجد جواثا وفق تصميم معماري غريب عن الفن المعماري السائد في المساجد القديمة، فإن الهيئة توضح أنه تم ترميم المسجد وفق الأسس العلمية لترميم المباني الأثرية، وذلك ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة الذي تتبناه مؤسسة التراث الخيرية بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهو البرنامج الذي انطلق منذ سنوات ويهدف إلى العناية بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة التي تحتاج إلى عناية فائقة وإنقاذ سريع، وإعادة تهيئة المعطل منها.
وحول ما ذكره الباحث عن قصور تصور الهيئة عند ترميم مسجد جواثا وأنه غير محيط بخصائص المكان الأثري في المنطقة، فإن الهيئة تؤكد أنه تم إعداد دراسة معمارية تاريخية للمسجد لتحديد نوعية الأسقف المستخدمة في البناء الأصلي، وشكل الأبواب والنوافذ، وبعد ذلك قامت بإعادة بناء الأجزاء المنهارة من المسجد وترميم بقية الأجزاء بما يحفظ للمسجد أصالته ويبقيه على هيئته الأولى قدر المستطاع، ليظل محتفظا بطابعه المعماري، وذلك بتنسيق تام مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وتحت إشرافها.
وتكفلت الهيئة الملكية للجبيل وينبع بتكاليف ترميم مسجد جواثا مع عدد آخر من مساجد المنطقة الشرقية، ومنها مسجد البطالية ومسجدا التهيمية الأول والثاني، ومسجد العقير وجامع الجبري، وانتهت مؤسسة التراث من ترميم هذا المسجد مطلع شهر ذي القعدة الماضي وفق الأسس العلمية لترميم المباني الأثرية وبإشراف فني من الهيئة العامة للسياحة والآثار.
كما وقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد اتفاقية للحفاظ على مباني المساجد العتيقة ومباني الأوقاف التراثية بهدف تفعيل التعاون والتنسيق بين الطرفين للمحافظة على المساجد العتيقة والمباني الوقفية التراثية التابعة للوزارة باعتبارها جزءا مهما من التراث العمراني الوطني، إضافة إلى التنسيق بين الجانبين عند تجديدها أو ترميمها أو صيانتها لإعطائها الطابع المعماري الذي يعكس تاريخها وهويتها المعمارية الأصيلة، علاوة على قيامهما بإعداد قائمة استرشادية بالمساجد والأوقاف التي تعد مباني تراثية.

ماجد بن علي الشدي
مدير عام الإعلام والعلاقات العامة

الأكثر قراءة