أين المرور

لا أبالغ أن قلت أن المرور في السعودية مهدد بالانقراض,فبعد نظام " ساهر " وشركة " نجم " أصبح المرور نادر الوجود في الشوارع,وإذا أردت أن تشاهد أحد سيارات المرور عليك الذهاب إلى طريق الملك فهد في مدينة الرياض لتشاهد بعض السيارات تقف عند مداخل الطريق الرئيسة ,وأظن أن المرور يقصد بهذا الوقوف أن يشعرنا أنه إلى ألان لازال متواجد على قيد الحياة,لأنه لا فائدة حقيقة من وقوفه في هذا المكان بهذه الطريقة .

ظاهرة الزحام يعاني منها الجميع,وهي تزداد بشكل دائم في المدن الرئيسية في المملكة ,ومن قرابة الخمس سنوات وهذا الزحام يزداد بشكل كبير ولا ينقض,وللأسف دون حلول ذات جدوى,فمطاردة الشاحنات "صباحاً" أصبح مسلسل ممل نشاهده يوميا دون جدوى حقيقة,وذلك بسبب عدد الشاحنات المتسربة كما يطلقوا عليها بعض المتحدثين في المرور في وسائل الإعلام,والتي تزاحمنا كل صباح بأعداد هائلة,ولا ادري متى تكون الحلقة الأخيرة من هذه المسلسل المكسيكي الذي يبدو أن لا نهاية له .

في جميع دول العالم,دائماً ما يبحث المسئول عن حلول للمشاكل التي لم يستطع حلها,آما باستخدام التقنية أو بأخذ المشورة من قبل المختصين في أي مكان في العالم,ولكن هذا الأمر غير موجود في قضية الزحام المروري في السعودية,فعلى سبيل المثال لا الحصر,قضية الشاحنات ودخولها إلى الشوارع الرئيسية وقت الذروة يستطيع المرور تطبيق نظام التتبع الآلي الذي يستطيع تحديد مكان تواجد الشاحنة بالوقت المحدد من خلال استخدام خرائط (نفتيك ) أو قوقل إيرث ,الذي يستخدم من خلال الأقمار الصناعية,والذي يتيح تحديد مكان الشاحنات بالضبط,كما يمكنه تحديد السرعة التي تسير بها الشاحنة,وللتوضيح هذه الخدمة تقدم في السعودية من قبل بعض شركات الاتصالات,ويستطيع الاستفادة منها حتى الأفراد الذين يرغبون بالحصول على هذه الخدمة لتحديد مكان سيارة السائق أو العامل الخاص به,ولكن المرور إلى الآن يستخدم نظام ( توم وجيري ) في تتبع الشاحنات .

في الأخير أتمنى ويتمنى الجميع أن توجد حلول سريعة لقضية الزحام المروري في المدن الرئيسية في السعودية,فالوضع في ازدياد ,وأخشى أن يأتي اليوم الذي تشل به الحركة المرورية بشكل كامل,فقضية الزحام المروري ليست قضية ثانوية أو ترفيهي ,إنما ترتبط بحياة بشر في بعض الأحيان,كما تؤثر على جوانب عديدة منها اقتصادية ونفسية وغيرها ,وهذه رسالة مني لقيادات المرور لعلهم يفيقون من سباتهم الذي طال .