المدينة المنورة .. منطقة تنمو طولا وعرضا ووجهة تجتذب الزائرين

المدينة المنورة .. منطقة تنمو طولا وعرضا ووجهة تجتذب الزائرين
المدينة المنورة .. منطقة تنمو طولا وعرضا ووجهة تجتذب الزائرين
المدينة المنورة .. منطقة تنمو طولا وعرضا ووجهة تجتذب الزائرين

تحظى منطقة المدينة المنورة برعاية خاصة من جانب الحكومة السعودية، إذ تتكثف مشروعات التنمية في منطقة الحرمين من غرب المملكة، التي يعد المسجد النبوي ثانيهما إلى جانب المسجد الحرام في مكة المكرمة، وسجلت المدينة المنورة أخيرا نفسها كرابع المدن السعودية من حيث تعداد السكان خلف الرياض ومكة وجدة، أما منطقة المدينة فهي من بين الأكبر مساحة من بين مناطق المملكة الـ 13 وأكثرها غنى بيئيا وتنوعا سياحيا.
وأظهرت الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لمنطقة المدينة المنورة في أيلول (سبتمبر) الماضي، حجما كبيرا لملفات التنمية في هذه المنطقة التي توليها الحكومة السعودية رعاية خاصة، إذ هي المنطقة الأولى التي زارها العاهل السعودي بعد مبايعته ملكا على البلاد صيف عام 2005 عقب أن أمضى حينها أياما في العاصمة المقدسة مكة المكرمة.
وبالأرقام فإن منطقة المدينة المنورة حازت في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز نحو 119 مشروعا بلديا مقارنة بـ 53 مشروعا بلديا كانت قبل عام 2005 (1426هـ)، بقيمة فاقت ثمانية مليارات ريال، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 54 في المائة في ميزانية أمانة منطقة المدينة المنورة، كما يؤكد أمينها الدكتور خالد بن عبد القادر طاهر.

#2#

ويشير الدكتور طاهر إلى أن ميزانية أمانة منطقة المدينة المنورة خلال فترة تولي خادم الحرمين الشريفين منذ عام 1426هـ ارتفاعا كبيراً بنسبة 54,17 في المائة - أي بمبلغ 5,768,437 مليار ريال من المشاريع الجديدة، وارتفع عدد المشاريع المعتمدة في الميزانية من 53 مشروعاً إلى 119 مشروعاً، وبلغت التكاليف التراكمية للميزانية من المشاريع القائمة والجديدة بمقدار 8,715,241 مليار ريال، لافتا إلى أن هذه الأرقام تعكس النهضة التنموية التي تشهدها طيبة الطيبة، من خلال تنفيذ المشاريع الخدمية التي من المنتظر أن تحقق نقلة نوعية في منطقة المدينة المنورة.
ويؤكد أمين منطقة المدينة المنورة أن ذلك يمثل "استكمالا لمسيرة سائر ملوك هذه الدولة - رحمهم الله - ابتداء من عهد مؤسس هذه الدولة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مروراً بأبنائه البررة الملوك: سعود، فيصل، خالد، فهد - رحمهم الله جميعاً - وصولا إلى العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".

#3#

وأشار الدكتور طاهر إلى العهد الحالي بقيادة الملك عبد الله – حفظه الله - وأنه استطاع خلال مسيرة حكمه أن يوازن بين أمور عديدة، "حيث قاد الإصلاح والتنمية في وطننا العزيز ليكمل مسيرة النماء والعطاء التي بدأها - حفظه الله - في كل مناطق المملكة، والسياسة الحكيمة التي عبر بسفينتها بكل أمن وأمان بما يلبي طموحات هذا الشعب الكريم، إلى أن وصل مراحل متقدمة تبشر بالخير في المجالات الاقتصادية والسياسية والعلاقات المشرفة في كل مواقف المملكة العربية والإسلامية والدولية".
ويعود أمين منطقة المدينة المنورة إلى ما يتعلق بالدعم الحكومي للمدينة المنورة، إذ يقول إبان الزيارة الملكية: "لعل ما قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين لمنطقة المدينة المنورة ممثلة في أمانتها وبلدياتها من دعم لا محدود من خلال الميزانيات الضخمة التي شهدتها المملكة في عهده الميمون، تظل شاهدا على اهتمامه بما يحقق الازدهار لهذه البلاد".

المدينة المنورة في أرقام
تبدو المدينة المنورة في عصرها الحالي في حالة نمو لم تشهدها طوال تاريخها الحديث، مع التوسع العمراني والنمو السكاني، حيث فاق عدد سكان المدينة النبوية المليون نسمة، بينهم نحو ربع مليون مقيم من جنسيات عربية وإسلامية ودولية مختلفة فيما البقية ممن يحملون الهوية السعودية، وأظهرت إحصاءات السكان والمساكن الصادرة أخيرا ارتفاع عدد الذكور عن الإناث بنسبة ضئيلة، خصوصا فيما يتعلق بالجنسيات الأخرى غير السعودية، المكونة في الغالب من الموظفين والعمال.
وتحتوي منطقة المدينة المنورة على ست محافظات، فيما ينضوي تحت إمارة المدينة المنورة 14 مركزا إشرافيا تابعا مباشرة للإمارة، فيما تتوزع نحو 800 قرية على المدن السبع الرئيسة في المنطقة، هي: المدينة المنورة، العلا، ينبع، بدر، خيبر، الحناكية، ومهد الذهب.

المدينة المنورة في العقد الأخير .. اتجاه نحو المعرفة
خطت المدينة المنورة في العقد الأخير خطوات جسورة نحو التحديث، على ألا تفقد هويتها المحببة للنفوس والجاذبة لملايين الزوار، إذ أنشئت مشروعات قائمة لمدنٍ تعتمد المعرفة والتقنية أسلوبا للتطور الاجتماعي والاقتصادي، إلا أن الفكر الإداري لأمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز يحاول المزاوجة بين التقليد والإبداع في مدينة لا تزال تفخر بتقاليدها وتنتمي كثيرا لدينها الذي انطلقت إشعاعاته الأولى من أراضيها، وبرزت لدى الأمير الخامس للمدينة المنورة ( في تاريخ المملكة) عناية خاصة بالعلم الشرعي، استحدثت معها جائزة الأمير عبد العزيز بن ماجد لحفظ القرآن الكريم، كما اقتربت المراكز البحثية والثقافية بشكل أكبر من رجال عرفوا بالعلم الشرعي كالشيخ صالح المغامسي.
وتميزت الفترة الأخيرة (العقد الماضي) بارتفاع درجة الأمن الاجتماعي وانخفاض حوادث السرقة والجريمة بشكل طفيف رغم كثافة أعداد الزوار القادمين من خارج المملكة (أرقام تتحدث عن نحو 20 مليونا خلال العشرة أعوام)، ويعود الفضل في ذلك بعد الله - بحسب مراقبين - إلى دعم كبير تلقاه الجهات الأمنية من الإمارة لتنفيذ واجباتها بشكل يتطور باستمرار، وهو أمر يدفع المستثمرين بشكل أكبر للاستثمار في أجواء جاذبة ومستقرة وتنعم بالأمن والأمان، وهو أمر تتوفر عليه المدينة المنورة، كما يؤكد الدكتور غازي محمد أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية، الذي يشير إلى أن "هذه البلدة تبقى محفوظة - بإذن الله - بفضل الله ثم بفضل دعوات النبي - عليه الصلاة والسلام ودعوة إبراهيم الخليل - عليه السلام - الشاملة في معناها". , ,وتبقى الجاذبية السياحية لمدينة تضرب في جذور التاريخ كالمدينة المنورة، إلى جانب حالة الاستقرار التي تسود البلاد علامتين مضيئتين في صدر المدينة الأكثر جذبا للزوار بعد "أم القرى"، إذ يتجه إليها سنويا نحو 90 في المائة من الحجيج الذين يقصدون المشاعر المقدسة في مكة المكرمة.

الأكثر قراءة