من وكيل لشركات عالمية إلى صاحب علامتين تجاريتين بارزتين عربيا
لم يكن وليد العمودي مالك شركة بيكرز تشويس المختصة ببيع المواد الأولية لمنتجات المخابز والحلويات ومنتجات الألبان والمعجنات، يتوقع أن تتوسع دائرة عمله خلال خمس سنوات من دخوله ساحة العمل، لعمل علامتين تجاريتين منافستين، والتوجه إلى التصدير الخارجي لمصر والبحرين واليمن، وفي فترة زمنية قصيرة.
واستطاع العمودي أن يتحول من مستورد للمنتجات الأولية للمخابز، إلى منتج ومصدر لها محليا وعربيا، لتتحول شركته من المشاريع الصغيرة إلى المتوسطة، وأصبح لها اسم في السوق السعودي.
وأشار العمودي إلى المرحلة الانتقالية في شركته، التي وصفها بأنها من أصعب المراحل، حيث كانت تعتبر مجازفة بمشروع رأسماله 300 ألف ريال، وقال: ''استطعت الحصول على وكالة حصرية لشركة كبيرة والعمل معها لعامين، ثم تغير الهيكل الإداري للشركة، وطرحت اشتراطات تفوق قدرة مشروعي، إلا أن الشركة أصرت على استيفاء الشروط، وكانت هذه الشركة بمثابة الداعم الرئيسي للمشروع، وكان لا بد من إيجاد مخرج لعدم الوقوع في الخسارة''.
وتابع: ''قررت عمل علامة تجارية خاصة لأتحول من وكيل إلى منتج، وكان القرار صعبا، خاصة أن تعتمد على منتجات أولية، بمعنى أن العملاء يفضلون الأسماء والشركات المعروفة، ففكرة طرح منتج جديد بعلامة تجارية جديدة كانت تحتاج إلى كسب ثقة العملاء والتجار، لكن مع الإصرار على النجاح طرحت العلامة التجارية الأولى، وشكلت فريق عمل للنهوض بها وكسب ثقة الشركات والعملاء على حد سواء، واستطعت خلال عامين من وضع اسم في سوق العمل بعلامتين تجاريتين والتوجه للتصدير الخارجي''.
ولفت العمودي إلى أن ''الظريف في الأمر معاودة الشركة لعقد عمل جديد معنا وبالاشتراطات التي نحددها، ولكن لعدم التفرغ لم نستطيع القبول''، وأوضح أنه يسعى الآن إلى تحقيق حلمه والتوسع الفعلي بعمل مصنع محلي بجودة عالية والاستفادة من الكوادر الوطنية، بدلا من الاعتماد على الاستيراد الخارجي، استقطاب وكالات وعلامات تجارية تكون قيمة مضافة للنشاط، وأيضا التوسع الجغرافي للتصدير إلى أماكن لم نتطرق لها، وأسواق واعدة مثل قطر والعراق والدول الإفريقية وغيرها.
واستعرض وليد قصة نجاحه التي سجلت ضمن أكثر المشاريع نموا في لجنة شباب الأعمال في جدة، وقال ''منذ أن تخرجت في الجامعة لم تكن الوظيفة ما أطمح إليه، بل كنت أبحث عن العمل التجاري الخاص. عملت دراسة جدوى للسوق لبحث الفرص الاستثمارية الموجودة في السوق، وكانت المواد الأولية من أكثر المنتجات المطلوبة فيه، وحصلت على الدعم المادي من والدي الذي يقدر بـ 300 ألف ريال، واستطعت سدادها بعد خمس سنوات من بداية المشروع، إضافة إلى التسهيلات المصرفية والمساعدة المعنوية من الغرفة التجارية بجدة ومساندتها لي لاستمرار المشروع.
واستطاع العمودي تجاوز المعوقات التي واجهت المشروع، يتصدرها عدم المعرفة الفنية والدراية الكافية بالمنتجات، خصوصا أنها مواد صناعية وليست استهلاكية، ''بمعنى يعاد تصنيعها وذات تقنية عالية في مكوناتها، ومع الاحتكاك بالسوق وفريق العمل المصاحب استفدت كثيرا لنيل المعرفة وما زلت أتعلم.
وأكد العمودي أنه سيبقى يتعلم ''إلى أن أحقق ما أطمح إليه بعمل مصنع محلي بجودة عالية، والاستفادة من الكوادر الوطنية بدلا من الاعتماد على الاستيراد الخارجي، استقطاب وكالات وعلامات تجارية تكون قيمة مضافة للنشاط، وأيضا التوسع الجغرافي للتصدير في أماكن لم نتطرق لها وأسواق واعدة''.