بعد تعيين المرأة في مجلس الشورى

يعتبر دخول المرأة لمجلس الشورى حلماً شعبياً تحقق بعد طول انتظار ,فالمرأة السعودية الغائبة الحاضرة تمثل نصف المجتمع ولذلك كان لا بد من مشاركتها في اتخاذ القرار في السعودية ,كما أن قضاياها كانت سبباً في الكثير من الجدال والنقاش إعلامياً واجتماعياً وذلك لتولي الرجل بالنيابة عنها طرح ما تعانيه أو تحتاجه وهذا بالتأكيد كان بسبب غيابها الكلي عن مناصب اتخاذ القرار في الدولة.

قرار خادم الحرمين الشريفين دخول المرأة لمجلس الشورى للمرة الأولى في تاريخه، هو قرار حكيم وبه الكثير من العدالة والمساواة الاجتماعية ،فالمرأة يحق لها المشاركة في اتخاذ القرار وكذلك المطالبة بحقوقها وحقوق النساء في السعودية بشكل مباشر ،دون الحاجة إلى رجل يمثلهن أو يقوم بإيصال أصواتهن فيما يواجهن من مشاكل أو ما يطالبن به من حقوق .

مشاركة المرأة في مجلس الشورى هي تجربة جديدة كما ذكرت ,لذلك هي بحاجة إلى الدعم والمساعدة للبدء بالشكل الصحيح ,وإثبات قدرتها على تولي زمام الأمور بما يخص المرأة وقضاياها أولا، والمشاركة ثانياً في تطوير عمل المجلس فيما يتم نقاشه وطرحه من قضايا تمس المواطن بشكل مباشر ,وهذا لن ينتج إلا بتكاتفهن داخل المجلس ,وتمثيل جميع شرائح المجتمع من النساء .

أمضينا سنوات عديدة والرجل هو صاحب القرار والمشورة وكان هنالك العديد من الإخفاقات والهفوات, ولعل دخول المرأة للمجلس يكون وسيلة لتفادي أخطاء السابق ,وعنصر مساعد في أتخاذ القرارات المستقبلية , فغياب المرأة التام لصوتها و أراءها, يعتبر غياب لنصف المجتمع ,وهذا بالتأكيد يحدث خلل في كثير من الأمور والقضايا التي تناقش أو وجهه بها المجلس .

تحققت أمنية لا أظنها شخصية بمشاركة المرأة وأتمنى وهذه أمنية أخرى لا أظنها شخصية كذلك ,وهي إعطاء الفرصة لشريحة الشباب بالمشاركة في مجلس الشورى , فهؤلاء الشباب يمثلون أكثر من 50% من المجتمع السعودي , وآرائهم ووجهات نظرهم بالتأكيد لها أهمية لا تقل عن أهمية آراء النساء في السعودية , لذلك أتمنى من قائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ,أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار في الدورة القادمة حتى يصبح مجلس الشورى أكثر فاعلية وتنوع , ويمثل جميع طبقات المجتمع السعودي بحيث يكون التقسيم عادل بين جميع الفئات الاجتماعية وأقصد بذلك الرجال من أصحاب الخبرة ,والدماء الشابة بالإضافة للنساء.

وأخيراً أمنياتي لكل النساء في مجلس الشورى بالتوفيق والنجاح في هذه التجربة الجديدة ،وأن يثبتن للجميع إنهن قادرات على تحمل المسئولية التي منحت لهن بتعينهن في هذا المجلس، و أن تكون قضايا مجلس الشورى تطرح وتناقش حسب الأولوية ,وحسب ما يعانيه المجتمع السعودي، وأكثر سرعة و فاعلية فيما يتم التطرق إليه من اقتراحات أو قضايا .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي