قائمة الآداب الدولية
ذات يوم، بينما كان الثعلب يقتفي أثر بطة سقطت في مجرى ماء عميق، وكاد أن يلقى حتفه لولا أنه التقط غصن شجرة كان يتدلى قريبا من المجرى فخرج إلى الضفة غير مصدق أنه نجا من موت محقق.
ومنذ ذلك الحين أصبح الماء يعني للثعلب هولا وثبورا.
وذات مرة، وبينما كان يغط في نوم عميق أحس بلسعة أفاق على أثرها مذعورا فوجد سلطعونا منهمكا في قرض ذيله.
عمي من شدة الغضب، قرر الثعلب أن ينتقم من السلطعون أشد الانتقام فانقض عليه وحمله إلى مجرى نهر قريب ورماه في الماء قائلا بكبر:
- هذا جزاء من يعتدي على الثعلب.
ويحكى أن رجلين شديدي المرض كانا يتشاركان غرفة واحدة في مستشفى. كان الأول يعاني مرضا عضالا جعله يرقد على ظهره ولا يستطيع الحراك إلا قليلا. أما الثاني الذي كان يرقد بجانب النافذة فقد كان يجلس على سريره لبضع ساعات في النهار، لأن ذلك يساعده على التخلص من الماء الذي تجمع في رئتيه وكتم أنفاسه، بسبب قلبه الضعيف. لم يكن لهما من زوار، لذلك قضيا الساعات الطوال يتجاذبان أطراف الحديث ويسترجعان ذكريات شبابهما الماضي.
في كل نهار كان الرجل الذي بجانب النافذة يصف لزميله وحدته وما يراه في الخارج. يصف له حركة الناس جيئة وذهابا، يتحدث عن البط في تلك البحيرة الجميلة التي تمتد على جوانبها الورود الملونة. يرسم له بالكلمات تلك الأشجار الخضراء الباسقة ويصور له الأطفال الذين يتراكضون فرحا في تلك الحديقة. كان هو عيون ذلك الرجل المستلقي على ظهره بلا حراك بعيدا عن النافذة. نقله إلى العالم في الخارج وجعله يعيشه في مخيلته. وصف له يوما فرقة موسيقية تعبر الشارع فجعله يعيش مع الحشود، وجعله يسمع موسيقاهم تصدح في أذنيه رغم أن الغرفة كانت معزولة صوتيا ولا ينفذ إليها ضجيج الشارع.
مرت الأيام والشهور وهما على تلك الحالة، وذات صباح وعندما جاءت الممرضة لعمل الفحوص اليومية للرجل الذي بجانب النافذة وجدته قد أسلم روحه أثناء نومه بسلام وهدوء. حزن الرجل الآخر وأجهش بالبكاء، فقد خسر صديق أيامه الماضية وأنيس وحدته. وبعد فترة من الوقت طلب من الممرضة وضعه بجانب النافذة عله يروّح عن نفسه. وما إن وُضِع هناك حتى تحامل على نفسه ورفع جسده الثقيل الذي أنهكه الرقاد الطويل ليصل بنظره إلى الخارج، وإذا بالنافذة تطل على جدار كبير لعمارة مجاورة تحجب كل شيء! دهش الرجل وألقى بنفسه على سريره وأخذ يصرخ مناديا الممرضة ''ما الذي حدث؟ كيف أصبح هذا الجدار هنا؟'' ردت عليه قائلة: ''هذه النافذة لم تطل يوما على غير هذا الجدار!'' فأخذ يقول: ''لا يمكن.. كيف كان صاحبي يصف لي الناس والبحيرة والحديقة والأشجار والفرقة الموسيقية في الخارج؟''، قالت: ''كان صاحبك أعمى ولم يكن يرى شيئا قط، وقد قال لك تلك الأشياء قطعا من خياله''.
ويحكى أن رجلا دعا رجلا آخر إلى منزله، وقال: لنأكل معك خبزا، وملحا، فظن الرجل أن ذلك كناية عن طعام لذيذ أعده صاحب المنزل، فمضى معه فلم يزد على الخبز والملح، فبينما يأكلان إذ وقف سائل فقير يسأل، فزجره صاحب المنزل مرارا فلم ينزجر، فقال له: اذهب وإلا خرجت وكسرت رأسك، فقال المدعو: يا هذا انصرف فإنك لو عرفت من صدق وعيده ما عرفت من صدق وعده ما تعرضت له.
نقلت هذه الحكايات من المنتديات ''الإنترنتية'' إن صح التعبير وهي على حد قولهم: من الأدب العربي والصيني والإنجليزي، ألم تستمتع بقراءتها لأعرف لماذا لا نحذو بالأدب حذونا بالطعام وننشئ أدبا عالميا كما أنشأنا قائمة طعام عالمية؟ إن الفكرة بكل بساطة هي أن نقوم بدراسة الأدب العالمي ونترجم ما يصلح منه ليكون عالميا ونختار من أدبنا ما يصلح، لأن ينضم إلى تلك القائمة، وبذلك تكون لدينا قائمة بالأدب العالمي ومن الممكن أن نجعل الأمم المتحدة تشاركنا في الاختيار، أنا شخصيا أرى أن امتزاج الحضارات الغنية ببعضها يزيد كل منها غنى، أما امتزاج حضارة غنية بحضارة فقيرة فسيجعل الحضارة الفقيرة تنصهر في الحضارة الغنية، وأنا أرى حضارتنا غنية للغاية.. فهل تتفقون معي في ذلك؟