1 فبراير .. سيء جدًا
استقبلني شهر جديد بحزن عميق, ودموع تنساب, وقلب يرتجف, ولسان لا يتوقف ساعة من الوقت, وحال لا يسر, وصدر ضيّق, والحمد لله على كل حال.
هذه المرة كان 1 فبراير سيء جدًا, لن ينسى 1 فبراير الأوفياء والمخلصين والأحبة لها، من هي لها؟ إنها أنثى عن كل النساء ومواقفها بعشرة رجال, 1 فبراير كنت مباغتًا وذقت فيك مغامرة مريرة وفي النهاية نجحت ولله الحمد, لم تعد علاقتي بك كسابق عهدها, لا بد من اختلاف, لأن الحدث مختلف, دوّنت الواقعة التي وقعت في 1 فبراير لكي أسردها لهم, لعلهم يتعظون.
في 1 فبراير أصيبت جدتي بجلطة ونزيف بالدماغ, وقبل أن تدخل في غيبوبة تامة حتى الآن, قالت: جلطة .. جلطة!
الغريب حقًا كيف علمت بأنها غيبوبة, ناهيك عن أنها ليست بطبيبة وليست هذه الجلطة الثاني, يقولون ثلة: معها ملائكة أخبروها, ثم إنه لا يهم والله يعلم.
ترقد الآن في العناية المركزة, فاقدة الوعي لا ترى ولا تتحدث ولا تسمع, تمامًا كالميت.
جدتي ليست ككل النساء, لا وألف لا, ومن الظلم نعم!
في رمضان لا تنسى أن تُغلق أفواه المساكين والفقراء بوجبات الإفطار التي تُعدّها هي بنفسها, ومنهم من يصوم لأيام وليس لساعات معدودة مثلنا, وفي العيد تكون هي العيد بالنسبة للجميع وبالأخص الأطفال, لأنهم ينالون منها, قدرًا من الهدايا والحلوى, والكثير من عطائها المتجدد والذي لا ينقطع إلا بظرف قاهر.
حبيبتي وجدتي ومدرستي, أحبها جدًا ولا يكاد هذا الحب يصغر, حتى لو انقلبت الموازين بفعل المواقف والتصرفات, مُتعلق فيها صغيرًا وكبيرًا, ومع الوقت يشتد تعلّقي, أرتاح لها كثيرًا وأحب أن أمازحها, فهي حس الفكاهة والمرح وخفة الدم, ومن مواقفي معها, يومًا أصيبت قدمي بجرح بالغ أثناء لعب كرة القدم, عالجتني وشفيت بسببها, ولن أنسى تلك الحادثة ما حييت.
حزين على حاضرها, وأتصفّح بأنامل حزن ماضيها.
آه يا جدتي وفي قلبي آهات لا تعد, كم من الشوق فيني, اشتقت لتقبيل رأسك كل صباح وأنتِ ترتشفين كوبك الساخن, والله الذي لا إله إلا هو أنني أحترق من الداخل شوقًا بأن أراك بصحة وعافية, وتمازحيني وأمازحك, لو كان الشفاء يباع لقمت بشرائه لكِ, ما أصابك كفارة لخطاياك وأجر, وأنا صابر على المصيبة التي حلّت ومتفائل بأن رب العالمين سيشفيك وتعودين كما أنتي وأفضل, وواثق بأن الله لا يختار لعبده إلا الخير حتى لو كان بأعيننا شر.
أسأل الله أن يشفيها عاجلاً غير آجل, شفاء لا يغادر سقما, ولا أنسى أطلب من كل من يقرأ هذه السطور الحزينة أن يدعوا لها, ولمرضى المسلمين أجمعين.