استخدام اللوح الإلكتروني في المدارس الأهلية
يتعلم الإنسان في حياته أكثر عندما يجد الوسيلة الشيقة الفعالة التي يتعلم من خلالها، فليس كل ما يعرض أمام الشخص من معلومات يدخل ضمن بند التعليم لأن التعليم يختلف عن التعلم في أن الأول هو العملية التعليمية المقصودة والمنظمة التي تقوم بهدف زيادة رصيد معلومات المتلقي لتحقيق هدف ما وهذا عكس التعلم وهو الموجود في جميع متغيرات الحياة من حولنا حيث نتعلم من كل المحيط ومنها تجارب الآخرين وخبراتهم بل ربما نلتقط أحيانا سلوكياتهم وألفاظهم وبصورة غير مقصودة، في الواقع إن التعليم هو أكثر تركيزا وفيه يتم انتقاء المعلومات التي يرغب الفرد أن يتعلمها، ولكن فائدة التعليم وتحقيق الهدف منه يتوقفان وبلا جدل على الأسلوب الذي تنقل فيه المعلومة وهذا ما يصنف تحت بند مهارات التعليم وهي الطريقة التي تصل بها المعلومة بل الأسلوب الذي يستطيع من خلاله الفرد تلقي المادة المطلوبة، ومن المعروف أن الدول العربية ما زالت تعاني كثيرا في أساليب التعليم ما يجعل المدرسة للطفل مقترنة بالضيق والخوف بل المرض النفسي، حيث لا مشوق ولا مشجع على اكتساب المعلومات ولكن ربما البعض يذكر في أجيال سابقة أسلوب الضرب والقسوة في التعليم بشكل عام منذ عصر "الكتاتيب" وكيف أن السابقين كانوا يتعلمون على الرغم من ذلك، ولكن من ينظر إلى الواقع فعليا سيجد أن المؤثرات البيئية من حولنا أصبحت تتبلور في صور أكثر تشويقا من التعليم ذاته وأصبحت الجوانب الترفيهية على مستوى العالم متعددة وفي متناول عدد غير قليل من الناس، وبالتالي فإنه أثناء عقد المقارنة سنجد أن التعليم بأساليبه النمطية التقليدية لا يشكل متغيرا ناجحا في جذب الجوانب العقلية للطلاب ليست الفكرة في مناهجنا تحديدا بل بالعكس بمعنى كثير من المناهج الدراسية في المملكة أصبحت تحوي جوانب متعددة من تطوير المعلومات بل لقد أصبح كثير من الكتب الدراسية تطرح المعلومات الحديثة بل مقترنة بالصور والألوان والمعلومات المفيدة المبسطة وهذه فعليا هي لغة التعليم في الوقت المعاصر إذاً الأمر يتعلق ببعض السلبية في عدم اقتران المعلومة في الميدان بل في عقلية بعض المعلمين الذي يجعلون من التعليم عنصرا ميتا لا روح ولا حياة فيه بأساليبهم وشخصياتهم وطريقة تدريسهم، ومع ذلك ما زلنا نتطلع إلى مزيد من تفعيل مهارات التدريس من خلال أجيال جديدة عبر احتواء الطلاب وتوفير الأدوات التعليمية الشيقة، فهناك بعض المدارس الأهلية في المملكة قامت بتفعيل فكرة الألواح الإلكترونية (الآيباد) في فصولها الدراسية وهي فكرة وخطوة في الحقيقة أكثر من رائعة لعل أولها تعليم الطالب الاستخدام الإيجابي لمصادر التقنية ثم بعدها كيفية الاستفادة من المعلومات المنهجية من خلال تلك الوسيلة الشيقة وهذا ما أراه أحيانا لدى بعض طالبات الجامعة عندما يفعلون المنهج الدراسي من خلال "الآيباد" كاجتهاد شخصي فيكون طرح المعلومات والاستفادة من الإنترنت في التعليم أمرا غاية في الأهمية لتنمية البناء العقلي للتخصص.. ولكن تظل الخطوة الأولى لبناء الطالب هي القبول غير المشروط من قبل المعلم لكل ما يحمله الطالب من أفكار وسلوكيات مضطربة حتى تتم عملية الاحتواء ثم البناء.