أمراء ومشايخ ومواطنون دُفنوا في مقبرة العدل
ظلت مقبرة العدل التي ووري في ثراها جثمان الأمير الراحل سطام بن عبد العزيز، يرحمه الله، البارحة، معلمًا بارزًا شهيرًا على أقدم المقابر في العاصمة المقدسة؛ وذلك لضمها قبور عدد من الأمراء، كما تضم قبورًا لعدد من العلماء والمواطنين و الأعيان على مر عشرات العقود، ودفن فيها كثير من أمراء السعودية وبعض الشخصيات البارزة في الدولة.
واعتنت أمانة العاصمة المقدسة بها من جميع النواحي، البنائية والإنشائية، من تسوير وتنظيم ما بداخلها، ويشرف عليها إداريون وموظفون لمتابعة تحسينات هذه المقبرة العريقة؛ وسميت بهذا الاسم ''العدل'' لوجودها في حي العدل المقابل لمقر إمارة منطقة مكة المكرمة. وتصل مساحة المقبرة إلى خمسة آلاف متر مربع تقريبًا وشهدت توسعات وتحسينات عديدة في مداخل المقبرة.
#2#
وتعود المقبرة إلى عصور ماضية وقامت أمانة العاصمة المقدسة بتخصيص أكثر من مقبرة في أنحاء مكة كافة، إضافة إلى تعزيز مقابر أخرى قديمة لتستقبل من جديد الموتى وأصبحت المقبرة للشخصيات التي يأمر أمير المنطقة بدفنهم فيها.
وقد يكون أبرز الذين دفنوا في مقبرة العدل أبناء الملك عبد العزيز الأمير منصور بن عبد العزيز والأمير عبد المحسن بن عبد العزيز والأمير ماجد بن عبد العزيز والأمير عبد الله الفيصل والأمير نايف بن عبد العزيز، وعدد من أبناء الملك سعود وزوجة الأمير الراحل عبد الله الفيصل، كما دفن فيها عدد من علماء المملكة مثل الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين وإمام الحرم الشيخ علي جابر، كما تضم أسماء مشهورة من الأسرة المالكة، وتعد مقبرة الأمراء حاضنة لأسماء أخرى من عائلات وأسر سكنت العاصمة المقدسة على مدى عقود من الزمن، حيث يرى الزائر للمقبرة أسبوعيًا، وغالبًا بعد صلاة يوم الجمعة عديدًا من الزوار ممن يأتون للسلام على موتاهم من الرجال، مصطحبين معهم بعض الصغار لأخذ العبر في الحياة.
وكانت أمانة العاصمة المقدسة عبر وحدة التجهيزات قد طورت المباني الخاصة بها من أسوار وتجهيزات وعاملين فيها، ويوضع الجثمان - عادة في لحد وسط الأرض على عمق متر ونصف المتر عن سطح الأرض، ثم يغلق على الجثمان باللبن والطين، ويدفن بتراب القبر نفسه ولا توضع على القبور، مهما علا شأن أصحابها، مبان أو أضرحة أو علامات تميزها عن عموم المسلمين. وهي سُنة إسلامية من سنن السلف الصالح.
وتقع مقبرة العدل وسط مكة المكرمة بجانب المقر الرئيس لإمارة منطقة مكة المكرمة، وعلى شارع الملك فهد أحد أبرز شوارع العاصمة المقدسة الذي يربط بين الحرم المكي الشريف ومشعر مِنى.