إلهامات الموهبة بدايات مشروع ناجح
عشقت فاطمة الدوسري منذ الصغر فن التصوير، استجابة لنداء الموهبة التي اكتشفتها في نفسها، فقامت بتصوير أقاربها وإخوتها ثم درست التصوير وعرفت أنه فن وليس تجارة فاحترفت المهنة. ومن ثم حصلت على دبلوم في التصوير الفوتوغرافي، وبدأت التصوير قبل أربع سنوات، ثم انضمت إلى جماعة التصوير الضوئي في القطيف، التي تميزت بنشاطها الدائم والفاعل في مجال التصوير، ثم شاركت في معارض ومسابقات التصوير الفوتوغرافي، ومنها منتدى المرأة الاقتصادي، الذي أقامته الغرفة الصناعية والتجارية في المنطقة الشرقية، حيث شاركت بأعمالها مع 29 مشاركة أخرى، وتم اختيار أعمالها ضمن أفضل تسعة مشاريع رشحت للنهائيات.
وبعد أن شاركت في دورة ''كيف تبدئين عملك التجاري من المنزل''، التي نظمها البنك الأهلي التجاري، ضمن برنامج الأهلي للأسر المنتجة، قررت تأسيس مشروعها الخاص، وهو استوديو نسائي للتصوير.
وفور حصولها على القرض الذي ساعدها في تنفيذ المشروع، قامت باستئجار مكان مناسب، واستقدمت عاملة متخصصة من الفلبين لمساعدتها في التصوير في الحفلات والمناسبات. ثم قامت بتجهيز الأوراق اللازمة للإجراءات القانونية مثل التراخيص للأيدي العاملة. وتشير الدوسري إلى أن والدها مد يد المساعدة لها معنويا وماديا، ومكنها من التسجيل في دورة التصوير الفوتوغرافي، واشترى لها الأدوات اللازمة التي تحتاج اليها. وكثيرا ما كانت فاطمة تعبر عن طموحها الذي لا حدود له، فهي تريد أن تحترف التصوير، وأن تفتتح محلا خاصا بتصوير الأطفال، حيث لا يوجد في الجبيل مثل هذا المحل الخاص بالأطفال. مثلما تحلم بافتتاح مركز تصوير شامل لكل الأقسام. ويهمها كثيراً أن تحترف مهنة التصوير، لا أن تتاجر بها، وتطمح إلى أن تصل إلى العالمية.
ولفتت إلى أنها استفادت من دورة البنك الأهلي، لأنها وضعت لها النقاط فوق الحروف، وساعدتها أيضا على وضع خطة عمل كاملة، من ضمنها دراسة المشروع من حيث شراء الأدوات، واختيار المكان المناسب، وتوفير الأيدي العاملة، ووضع ميزانية مالية مناسبة للمشروع، وتجنب الخسارة. وأيضا تعلمت كيفية التعامل مع الزبائن والموظفين. فقد حولتها هذه الدورة من هاوية إلى محترفة للتصوير، واستثمار موهبتها التي وهبها الله ومنحها إياهاـ كما ألهمتها الدورة وشجعها طموح الحاضرات واجتهادهن على بدء المشروع. ومن ثم حققت التعاون وتبادل الأفكار مع الحاضرات، مما أدى إلى تحفيز طموحها لتحقق حلمها في افتتاح استوديو التصوير. كما لم تثنها انتقادات البعض عن استكمال مسيرتها، ولم يفتّ من عزيمتها ما صادفها من معوقات وصعاب. وأكدت أن المرأة السعودية تستطيع تحقيق الكثير، لكن مشكلتها أن عليها قيودا وحدودا، يجب أن تتحرر منها بالعزيمة والطموح والإصرار. ونصحت الفتيات بأن يطورن من أنفسهن، وألا يقفن عند الفشل، بل يغامرن من أجل التغلب على العقبات، مع عدم الاعتماد على الغير في شيء يخصهن، فهن يعرفن نقاط ضعفهن ويستطعن تغييرها إلى نقاط قوة لهن.