الـحــارثي.. ماجستير في تجارة السيارات
ناصر الحارثي.. يعتبر من الرائدين في مجال الاستيراد بأمريكا وبعد أن وثّق خطواته وفتح مكتبا في ميامي وفروع بجدة والرياض.. اتجه إلى أوروبا حيث المعدات الثقيلة والشاحنات وأسس مكتبا في ألمانيا وآخر في إسبانيا ويعمل فيه موظفون أوروبيون يجيدون اللغة الإنكليزية وهي اللغة الرسمية للتعامل بين مكاتبه.
درس الماجستير بنيويورك تخصص تجارة إلكترونية والآن على مشارف إنهاء الدكتوراه من فلوردا.. حاليا متواجد في إسبانيا وعند سؤاله عن سبب فتح مكتب إسبانيا فأجاب أن الأزمة المالية التي نمر بها، أفرزت في المقابل فرصا كبيرة، ولا سيما فيما يتصل بتجارة استيراد السيارات.. والسبب الآخر هو شغفه بتعلم اللغات والإسبانية، لأن إتقانها يعني معرفة الكثير من الإيطالية والفرنسية.
لم يجد الحارثي الفرصة المواتية لمزاولة عشقه للتجارة إلا بعد وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعلم أشياء لا توجد في البلاد العربية عامة والسعودية بصفة خاصة، ومنها خدمة ما بعد البيع والتعامل باحترافية مع العملاء. ويرى أن دراسته للتجارة الإلكترونية في مرحلة الماجستير، وهو ما فتح أمامه آفاقا واسعة لتحويل التجارة التقليدية إلى إلكترونية، وأصبح حلمه إيجاد مثل المواقع العالمية الشهيرة في السعودية، حيث تشتري ما تريد من بيتك بضغطة زر.
وتابع قائلا: بعد أول فصل دراسي لي في الجامعة رجعت إلى السعودية وتزوجت، ثم قفلت راجعا بمبلغ بسيط اشتريت به سيارة من نوع ''قراند ماركيز'' موديل 2002، ولما عرضتها على أحد الأقارب في السعودية أبدى موافقته على شرائها فشحنتها له، لكن السيارة تأخرت في الجمارك ودفعنا عليها غرامات حتى راح المكسب كله، ورغم أنها كانت تجربة غير موفقة إلا أني أقنعت الوالد بشراء سيارة له من أمريكا وفعلا اشتريت له سيارة، وكانت عقباتها أقل حيث عينت شخصا يعمل معي كمخلص جمركي وأصبح لدينا شركة شحن، وعندما وصلت السيارة، أعجب بها الجميع وأصبح الأقارب يطلبون سيارات ويستفسرون عن الأسعار. ويواصل الحارثي: لم يكن طموحي الأهل والأقارب، حيث إنني لا أستطيع أخذ عمولة منهم، فأعلنت عن نفسي في أحد مواقع السيارات، وكانت ردة الفعل غير متوقعة، حيث وصلني أكثر من 30 اتصالا في اليوم الأول.
أحدهم اتصل يسأل عن إحدى السيارات، وطلب مني أن أكون وسيطا في شرائها فطلبت عربونا وضعه في حسابي، وبعد بحث مضن وجدت السيارة التي تناسبه، ومن بعدها انهالت علي الاتصالات، فكانت الخطوة التالية أن افتتحت مؤسسة ومكتبا في جدة، فأصبح لدي الكثير من المندوبين في أغلب مدن المملكة، اتجهت بعدها للمعدات الثقيلة، حيث إن المنافسة فيها أقل من السيارات، ولكنها تحتاج إلى رأسمال أكبر فتكونت لدي قاعدة عريضة من العملاء والزبائن الذين منحوني ثقتهم، مرجعا أسباب نجاحه إلى رضا الوالد، وتعامله مع عملائه وكأنه يعرفهم، فضلا عن اتصاله بهم في الأعياد والمناسبات العامة واستخدامه وسائل التقنية الحديثة والإعلان بشكل فعـال.
وأضاف بقوله: أتوصل مع العملاء بـ ''الإيميل'' و''الوتساب'' على الجوال الأمريكي والإسباني وصوتيا على الجوال السعودي، وليس لدي وقت راحة.. طوال الوقت أرد على الجميع سواء جمعة أو سبت.. أتوقف وقت النوم والصلاة فقط.
ويستطرد قائلا: بدأت فكرة الاستيراد من الخارج تدخل كل بيت وأصبحت مقبولة.
وأوضح أن معظم طلبات الاستيراد هو من السعودية بحكم وجود عقود ومكاتب، لكن هناك طلبات من الإمارات وعمان والكويت بدون أوراق، وإنما فقط على سمعتنا في السوق وبتزكية ممن تعامل معنا سابقا.
ويتطلع الحارثي إلى التوسع في نشاطاته وقال: ندرس فتح مكتب في دبي وفي الكويت، وأيضا التوجه للصين ودخول العالم الصيني.. وتعلم لغتهم أيضا.. فتعلم لغة يعني علما جديدا وتوسع في المدارك، مردفا ''إن تحديد أعمار السيارات المستوردة أضر المستهلك بالدرجة الأولى، حيث إن أقل سيارة يمكن استيرادها الآن هي 2008 وليس هناك الكثير من المستهلكين من يملك قيمة سيارة حديثة، خصوصا الطلاب لذا أقترح استثناء طلاب الجامعات ممن يحملون رخصة قيادة بسيارة واحدة من الخارج طوال فترة الدراسة، أيضا السماح للطلاب المبتعثين بإرسال سيارات مهما كان موديلها إذا ثبت أنه استخدمها على الأقل نصف مدة الابتعاث''.