الملف النووي الإيراني في ضوء زيارة أوباما
مما لا شك فيه أن الملف الإيراني سيكون أحد محاور زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، وهي في الواقع فرصة تاريخية ومسؤولية تاريخية.إن مسار برنامج إيران الحالي يجعل السنوات المقبلة فترة زمنية حاسمة. لقد حاولت الولايات المتحدة التصعيد الأخير للضغط الدولي على إيران والرد الإيراني الشرس المواجه إلى حالة تأهب قصوى، ومن المحتمل أن يضع الجانبين في مسار نحو صراع عسكري مباشر. لهذا السبب، من المناسب تمامًا أن يشارك الرئيس الأمريكي حكومات المنطقة في نقاش جاد حول كيفية التعامل مع طهران؛ نظرًا للمخاطر والسجل غير المحفز لإيران.
هناك من يقول إن إيران أثبتت نفسها لفترة طويلة كتهديد شرس وسهل المناورة على حد سواء لواشنطن، ومع ذلك ينبغي اتخاذ قرار لإلزام الدولة بالحرب إذا لزم الأمر، لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي، وهو ما يتطلب الصراحة والشجاعة من واشنطن. وعلى الطرف الآخر، هناك من يطالب بالدبلوماسية وأن تأخذ مركز الصدارة، فمن خلال الاستثمار في مجال الدبلوماسية الخلاقة أثبتت الحملة الجزائية ضد إيران في السنوات الأخيرة تأثيرات لا ينبغي تجاهلها، والتأكيد على طهران بفوائد التقيد بالتزاماتها بالقانون الدولي بشكل واضح ودون مماطلة أو تسويف. كما يمكن للولايات المتحدة القيام بتعزيز تحول ذا مغزى في القوى السياسية الإيرانية.
إن الآلية الوحيدة المأمونة من الفشل لإنهاء سياسات إيران المزعزعة للاستقرار بشكل دائم هي التحول من سيكولوجية دورها القيادي المزعوم، وهي النتيجة التي لا تزال قائمة، لأسباب تتعلق بكل من الشرعية والقدرة، والامتياز الوحيد للشعب الإيراني. ويمكن فقط لواشنطن وحلفائها تقديم المساعدة ـــ أو على الأرجح أن تصبح أقل فاعلية.
إذا كان ينبغي فشل الدبلوماسية ولا تزال الديمقراطية بعيدة المنال، فلا يزال يوجد خيار آخر متاح للولايات المتحدة وحلفائها: التأجيل والردع. على مدى الـ33 سنة الماضية، تم الحد من قوة تأثير الجمهورية الإسلامية ونواياها في الغالب من قبل مجموعة من مخططات القوة الأمريكية والتحالفات الدائمة لواشنطن مع وبين الدول المجاورة لإيران، والقيود المفروضة على القدرات الخاصة بإيران. إن السياسة التي تهدف إلى تأجيل التقدم النووي الإيراني من خلال العقوبات والتدابير الأخرى، فضلاً عن ردع قدرتها على زعزعة الاستقرار في المنطقة يمكن أن يدافع عن المصالح الأمريكية ومصالح حلفائها، ولا سيما أن نفوذ النظام الإيراني الاقتصادي والأيديولوجي والعسكري التقليدي لم يعد يؤتي ثماره.