معظم الشركات تقتصر خدماتها الاجتماعية على التبرعات المالية

معظم الشركات تقتصر خدماتها الاجتماعية على التبرعات المالية

كشف لـ ''الاقتصادية'' المهندس لؤي هشام ناظر رئيس مجلس إدارة شركة بوبا العربية للتأمين التعاوني أن مستوى الشركات السعودية في تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية ما زال ضعيفا إلى حد كبير، وأن معظم الشركات تقتصر خدماتها الاجتماعية على التبرعات الماليه، وأن الأفضل هو تدخّل الشركة الفعلي لتكون المحرك الرئيس أو الداعم القوي لتحسين وضع أو حاجة اجتماعية ملحة حتى لا يضيع تبرعها هدراً دون فائدة ملموسة.
وأوضح المهندس لؤي هشام ناظر أن هناك فرقا كبيرا بين الزكاة والعمل الاجتماعي، حيث تعتبر الزكاة فريضة شرعية وهي من أركان الإسلام الخمسة ولا يمكن التخلي عنها، أما المسؤولية الاجتماعية فإنها تعتبر عملا تطوعيا إضافيا يعبر عن إحساس المؤسسة بمشكلات المجتمع المختلفة كونها جزءًا منه ورغبتها في إيجاد حل لهذه المشكلات بواسطة تسخير مواردها البشرية والمالية وعلاقاتها الاجتماعية، مشيراً إلى أن العمل المؤسسي له مميزات كبيرة، منها تسخير موارد الشركات المالية والبشرية تجاه البرامج التي تحددها الإدارة العليا، أما التطوع الفردي فهو عمل يجذب تعاطفا ويحفّز الفرد حسب رغباته الشخصية.
وبيَّن المهندس ناظر أنه ليس هناك حاجة إلى إنشاء هيئة مستقلة للمسؤولية الاجتماعية في المناطق ولا يشجع على زيادة البيروقراطية عن طريق المجالس والإدارات والاجتماعات وأنه يحبذ العمل المؤسسي الذي ينبع من تحرك واهتمام المجتمع المدني.
يقول المهندس ناظر ''ما نقدمه في بوبا هو أكثر من مجرد تأمين صحي، فالموارد المتخصصة لدينا والنصائح التي نقدمها تساعد عملاءنا على اتخاذ القرارات الصحية عن وعي وإدراك، وتمنحهم إمكانية تحديد المخاطر وتجنبها مما يسهم ــــ بإذن الله ـــــ في تحسين جودة حياتهم ويقلل من حاجتهم لرؤية الطبيب. كما أننا نضع كادرنا من الإخصائيين في خدمة المجتمع عبر نطاق واسع من برامج المسؤولية الاجتماعية بما في ذلك تنظيم المحاضرات التي تتناول أبرز القضايا الصحية التي تهم أفراده''.
تتنوع التجارب وتختلف الأهداف في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات حسب تخصص كل شركة وتوجهاتها، ومع الازدهار المضطرد الذي تشهده المملكة، يتنامي دور القطاع الخاص يوماً بعد يوم في دعم مسيرة التنمية المستدامة في البلاد، وبتنا نشهد الشركات الوطنية الرائدة تضطلع ببرامج ومبادرات عديدة كان لها الأثر الفاعل في خدمة المجتمع ورفعته، والتي كان من أهمها البرامج والمبادرات المتميزة تلك التي تقدمها بوبا العربية لخدمة مجتمعها السعودي.
تعتبر مبادرات بوبا العربية الأكثر جرأة وابتكاراً، حيث انطلقت منذ عامين تقريباً لتوفير غطاء تأمين صحي مجاني لجميع الأيتام المسجلين تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية. وقد كان لهذه المبادرة المهمة حتى الآن الأثر الكبير في تحسين واقع شريحة الأيتام في المملكة لتساند الجهود الحكومية الضخمة الموجهة لخدمة شريحة الأيتام، وتبني على النجاحات التي تحققت خلال الفترة الماضية لتوفير أفضل خدمات الرعاية الصحية لما يزيد على ثلاثة آلاف يتيم ويتيمة من القاطنين في دور إيوائية في مختلف أنحاء المملكة.
بدأت المبادرة بفكرة للمهندس لؤي هشام ناظر، رئيس مجلس إدارة شركة بوبا العربية للتأمين التعاوني، استوحاها من حديث الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ ''أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة''.
وانطلاقاً من هذه الاستراتيجية، أوضح المهندس ناظر ''بالتفكير فيما يمكن لبوبا أن تقدمه للمجتمع الذي تعمل فيه، قمنا بدراسة إمكانية تقديم خدماتنا دون مقابل، وقد وجدنا أن الأيتام في المملكة الذين لا يملكون معيلاً إلا الله تعالى ثم الدور التي تؤويهم، يعانون صعوبة نوعية في الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها، كما أن مستويات الوعي الصحي لديهم تتسم بالانخفاض بشكلٍ عام''.
وجاءت انطلاقة البرنامج مع توقيع بوبا أول اتفاقية مع بيت الرفيف لرعاية الأيتام في مدينة جدة يوم 17 نيسان (أبريل) عام 2011، والتي تغطي نزيلات الدار كافة. وشهد عام 2011 توقيع الشركة عددا من الاتفاقيات المماثلة مع المزيد من دور رعاية الأيتام في جدة والرياض والدمام والمدينة المنورة. وفي العام الماضي، توسّع هذا الغطاء ليشمل أكثر من 1100 يتيم ويتيمة في أكثر من 16 موقعاً بعد أن وقّع المهندس لؤي ناظر، والدكتور عبد الله اليوسف، وكيل الوزارة للرعاية الاجتماعية والأسرة، مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم بموجبها خدماتها لدور الأيتام التابعة للوزارة بشكل رسمي، وقد جاءت هذه الاتفاقية لضمان سهولة الوصول لبيانات الأيتام وكفاءة أكبر في جمعها.
ولضمان تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للأيتام، تقوم ''بوبا'' بتنظيم فريق مؤهل من الأطباء والممرضين للقيام بفحوص طبية شاملة للأيتام قبل ضمهم لبرنامج التأمين الصحي، وذلك لتحديد أي إشكالات صحية قد يعانونها، والظروف الطارئة التي قد تتطلب عنايةً خاصة.
يقوم فريق ''بوبا'' الطبي بمراجعة نتائج الفحوص الطبية، ويقدم لائحة توصيات خاصة بالمرضى من الأيتام. إضافة إلى أن الفريق الطبي يكون طوال الأسبوع وعلى مدار اليوم على أهبة الاستعداد لإعطاء تقييمات إضافية بخصوص الأيتام داخل أو خارج شبكاتهم كلما تطلب الأمر ذلك.
يحظى الأيتام ببطاقات عضوية خاصة، وبخط هاتفي مخصص لهم لتسهيل التواصل معهم وضمان حصولهم على أعلى مستويات الخدمة. كما طورت بوبا مقطعاً مرئياً صمم بطريقة مرحة لإرشاد موظفي دور رعاية الأيتام والأيتام أنفسهم حول كيفية استخدام البطاقة، وحول الخدمات المقدمة لهم بموجبها.
برنامج تغطية الأيتام بالتأمين الطبي لم يكن فقط نتاج أفكار المهندس لؤي هشام ناظر، بل فريق عمل متكامل يفخر بقيمه وببيئة العمل الخاصة به التي تحثه على العطاء وتحفّز أفراده على المنح والتفكير بالآخرين، وبالتالي، فإن موظفي ''بوبا العربية'' يولون أهمية كبيرة للنشاطات المختلفة التي من شأنها كسر الروتين ورد الجميل للمجتمع في الوقت نفسه.
وكنتيجة مباشرة للفحوص الطبية التي أجريت على الأيتام خلال تسجيلهم في البرنامج، اكتشف الأطباء أن أكثر من 90 في المائة من الأطفال يعانون مشكلات فيما يتعلق بصحة الفم والأسنان. ولذلك، قامت ''بوبا'' بتنظيم ورشة عمل ماتعة وشيقة للأيتام وأبناء الموظفين لرفع وعيهم حول نظافة الفم، وتعليمهم الطريقة الأمثل للعناية بأسنانهم. أقيمت ورشة العمل باللغتين العربية والإنجليزية لقرابة 150 طفلاً وطفلة. وقد صاحبت الورشة فعاليات ''بوبا'' الترفيهية، والتي شملت مسابقة في الرسم، طُلب خلالها من الأطفال التعبير عن أفكارهم حول نظافة الفم والأسنان.
وقامت الشركة أيضاً بإشراك موظفيها في حملة خيرية، حيث طلبت منهم التبرع بالجديد أو الفائض من الملابس وأغراض وأدوات المنزل لتوزيعها على الأيتام والأسر الفقيرة. استمرت حملة جمع التبرعات أسبوعاً كاملاً وفاقت نتائجها كل التوقعات، حيث تم جمع ما يزيد على ألفي قطعة ملابس نسائية ورجالية وللأطفال، كما تم تجميع الكثير من الألعاب والإكسسوارات المنزلية. وقد سلمت التبرعات ليلة أول أيام شهر رمضان المبارك، وذلك لإدخال السعادة على نفوس الأطفال الأقل حظاً، والعائلات الفقيرة خلال الشهر الكريم.
ويختتم المهندس لؤي هشام ناظر ''نحن نعمل من أجل صنع الفرق الإيجابي، وتحفيز الأفراد عبر المجالات التي نتميز فيها بدءاً بفريق العمل والمجتمعات التي يعيشون فيها، لتكوين صورة شمولية حول احتياجات المجتمع والبيئة من حولهم''.
هذا، وتلتزم ''بوبا العربية'' بالاهتمام بالمجتمع من خلال برامج متنوعة للمسؤولية الاجتماعية والتي تشمل المحاضرات والندوات للتوعية بالقضايا الصحية الرئيسة في المملكة والتي تتنوع حسب احتياجات العملاء ومدى إلحاح تلك القضايا اجتماعياً، محافظة بذلك على مكانتها الريادية في القطاع على مستوى المملكة. إضافة إلى ما تقدمه لعملائها من أرقى مستويات الابتكار في المنتجات والخدمات وذلك للوفاء بوعدها بأن تكون شريك الرعاية الصحية الموثوق به.

الأكثر قراءة