د. فيصل العقيل: تحويل برامج المسؤولية الاجتماعية إلى استراتيجيات مستدامة لن يتحقق دون ميثاق
أكد الدكتور فيصل العقيل مدير إدارة تطوير الأعمال ورئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية بشركة مواد الإعمار القابضة ''أن أهم أهداف التنمية المستدامة هي خدمة المجتمع من خلال تخصيص جزء من أرباح الشركات وتدويرها والاستفادة منها لدعم برامج المسؤولية الاجتماعية، كما أن تنمية مستدامة دون تقييم ومعايير فهي كشجرة بلا ثمار، لذلك لا بد من التركيز على إصدار ميثاق للمسؤولية الاجتماعية للشركات على مستوى دول الخليج العربي من أجل وضع الضوابط التي تحكم التنمية المستدامة، والخروج بتقرير لتنظيم درجات برامج المسؤولية الاجتماعية في شركات القطاع الخاص.
وقد أعلنَّا عن الحاجة إلى ميثاق للمسؤولية الاجتماعية يُبنى على وضع ضوابط ومعايير تحكم برامج المسؤولية الاجتماعية في شركات القطاع الخاص لتأمين تنمية مستدامة في المجتمع وتقييم البرامج التي تطبق في شركات القطاع الخاص، بعد ذلك قمنا بوضع تصور للميثاق وتم مناقشة هذه الفكرة مع مركز المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، وقد أبدوا تأييدهم لهذه الفكرة.
وبين الدكتور فيصل العقيل أن المطلوب الآن هو تفعيل مشروع الميثاق بدعم كلٍّ من الغرفة التجارية الصناعية في جدة، متمثلةً في مركز المسؤولية الاجتماعية ووضع الآليات والأسس التي تحكم مفهوم المسؤولية الاجتماعية على أنه ليس بالعمل الخيري، وكيفية تطبيق الميثاق في شركات القطاع الخاص، وتحديد اللوائح التنظيمية وبنود الميثاق، التي مما لا شك فيه ستصب في خدمة المجتمع.
وأشار الدكتور فيصل العقيل إلى نشاط شركة مواد الإعمار القابضة (CPC)، في برامج ومبادرات للمسؤولية الاجتماعية، التي كان من أبرزها الاستثمار في دعم برامج ذوي الاحتياجات الخاصة السلوكية والمهنية وتفعيل صندوق منح بالتعاون مع شركة البرامج التعليمية الأهلية، وذلك بتأسيس صندوق خاص يدعم تسديد رسوم الدراسة لمساعدة الأُسر التي ليس لديها الإمكانية المادية بتسديد الرسوم الخاصة ببرامج تأهيل مرضى التوحد الذين ينضمون لبرامج (World Care)، وذلك تحقيقاً لمبدأ التنمية المستدامة، وأيضاً خلق فرصة لتدوير مبالغ الاستثمار في المسؤولية الاجتماعية واستخدام الأرباح لدعم البرامج التعليمية والصحية، كما أن (CPC) ما زالت مستمرة في دعم برنامج المنح الدراسية في جامعة عفت الأهلية للبنات، إضافة إلى أننا في هذا العام قمنا برعاية وفد من طالبات كلية دار الحكمة لتمثيل المملكة العربية السعودية في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الذي عقد في البرازيل، إيماناً بأهمية المحافظة على البيئة وتنمية الموارد الطبيعية ومكافحة الفقر، كما أن هذا الدعم يركز على الاهتمام بالصحة العامة والبنية الأساسية والبحث العلمي ونقل التقنية في ظل تخطيط استراتيجي لتحقيق تنمية مستدامة وإعطاء الفرصة للعنصر النسائي للمشاركة، وتعتبر مشاركة (CPC) في هذا المؤتمر الأولى من نوعها في برامج دائرة المسؤولية الاجتماعية في الشركة، وهذا نابع من اهتمامنا ببناء المجتمع.
#2#
#3#
وبكل فخر تستمر شركة (CPC) في رعاية المنتديات المرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة ورعاية الأسر المنتجة ودعم الشركات المتوسطة والصغيرة، والمشاركة أيضاً في الأنشطة المرتبطة كرد فعل نابع من حسِّنا الوطني تجاه الشباب ورغبةً في دعم أنشطتهم الاجتماعية في إطار الوفاء بالتنمية المستدامة، مما أتاح لنا الفرصة لنظهر برامج دائرة المسؤولية الاجتماعية، وقد حصلنا - بفضل من الله - على جائزة أفضل شركة سعودية في مجال المسؤولية الاجتماعية لعام 2011، وقد تم تكريمنا أخيراً من قِبَل عدة جهات داخل وخارج المملكة في دعم أنشطة الشباب والرياضة والتعليم وإظهار أهمية الثقافة العربية في مجتمعنا العربي الأصيل، فكما تلاحظون أن هذه الأنشطة الاجتماعية ليست في مجال تخصص ونشاط شركة مواد الإعمار القابضة والشركات والمصانع التابعة لها، وهذا أكبر دليل على صدق واهتمام مجلس الإدارة في الشركة على خدمة المجتمع الذي تنتمي إليه.
ويضيف حول التحديات التي لا تزال تواجه نشاط المسؤولية الاجتماعية ''هو الخلط بين مفهوم نشاط المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري ما زال موجودا، وعدم توافر الدراسات والمعلومات الخاصة بمجال المسؤولية الاجتماعية، كما أن النقص في الكوادر البشرية المؤهلة على تحمل مسؤولية العمل في مجال المسؤولية الاجتماعية واضح، وتحرص دائرة المسؤولية الاجتماعية في الشركة بتدريب منسوباتها وإشراكهن في دورات لرفع مستوى أداءهن في البرامج التي تطبق من قبل الشركة، ومما لا شك فيه أن غياب ميثاق للمسؤولية الاجتماعية هو من أكبر التحديات التي تواجه الارتقاء ببرامج المسؤولية الاجتماعية في الشركات''.