مدرسة «الصانع».. متحف المجمعة التعليمي
أصبحت البلدة التاريخية في المجمعة مقصدا لمحبي السياحة الثقافية في منطقة الرياض بعد ترميم وتأهيل أجزاء كبيرة من البلدة وإقامة عدد من الفعاليات التراثية فيها. وتوجد في وسط البلدة القديمة مدرسة أحمد الصانع، أسّسها الشيخ أحمد بن صالح الصانع في مدينة المجمعة عام 1336هـ، وجعلها ميداناً لتعليم أبناء المجمعة والقرى المجاورة لها، وكان مؤسس المدرسة إماماً لمسجد (حويزة) القريب من المدرسة، وواعظاً وموجِّهاً، وتُروى عنه قصص في متابعة مَن يتخلفون عن الصلاة أو يتأخرون عنها بالموعظة الحسنة والحكمة وعدم التشدُّد الذي قد يدعو إلى التنفير، وقد رممت المدرسة عام 1420هـ.
وينتظر أن تستقبل البلدة أعدادا كبيرة من الزوار الذين يفضلون معايشة التاريخ من خلال التجول في هذه البلدة والبلدات التراثية المشابهة في المنطقة.
ومن أهم معالم البلدة مرقب جبل منيخ وهو رمز ومَعلم تفتخر به هذه المحافظة، وقد شارك جميع الأهالي في بنائه، ويعتبر المرقب أقدم المباني الأثرية الباقية في مدينة المجمعة حتى الآن، حيث تم بناؤه في عام 830هـ، علماً أن بناء البرج الداخلي المعروف عند أهل نجد باسم (القصبة) كان قبل تاريخ 830هـ، فقد تم بناؤه مع المجمعة وإحاطته بسور طيني يلتف حوله على قمة الجبل.
وفي إطار اهتمامها بالتنمية للسياحية والتراث الوطني في المحافظة تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال فرعها في منطقة الرياض بعدد من البرامج، فضمن مشروع تطوير مراكز المدن التاريخية طرحت الهيئة أخيرا مشروع تطوير الوسط التاريخي لبلدة المجمعة، وذلك بالتعاون بين الهيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في بلدية محافظة المجمعة ووكالة أمانة منطقة الرياض لشؤون بلديات المنطقة. كما تم ترسية ترميم مرقب جبل منيخ الأثري، وتشمل أعمال الترميم القلعة والمقاصير والأسوار، إضافة إلى معالجة بعض النواقص للإضاءة والتمديدات الكهربائية، وترسية إنشاء مطعم وجلسات بالموقع. وأيضاً ترميم وتأهيل (قصر الربيعة) ليكون متحفا يحوى العديد من القاعات والعروض المتحفية لجميع العصور التاريخية، وإعادة تأهيل مدرسة أحمد الصانع التاريخية.
إضافة إلى طرح عملية هدم وإعادة بناء جامع الملك عبد العزيز في الوسط التاريخي بمبلغ 20 مليون ريال، فيما يجري تنسيق مشترك بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون البلدية والقروية لاستكمال المخططات النهائية لطرح المشروع. وكذا التنسيق بين الهيئة والشؤون الإسلامية لتسليم دكاكين وقف الملك عبد العزيز وملحقاته لإعادة ترميمه والإشراف عليه وإعادة تشغيله. إضافة إلى ترميم عدد من المساجد الطينية بدعم وتشجيع من مكتب السياحة والآثار في المجمعة ودعم من قبل الأهالي، وهي: (مسجد الحارة –مسجد باب البر – مسجد حويزة – مسجد ركية ناصر – مسجد الظهيرة – مسجد ركية إبراهيم – مساجد تحت التنفيذ – مسجد قصر الإمارة – مسجد الرؤساء).