السبت, 3 مايو 2025 | 5 ذو القَعْدةِ 1446


إنه يوم وفاء للقائد وشكر عميق

إنها الذكرى الثامنة للبيعة.. مناسبة يجدد فيها الشعب السعودي قاطبة عبارات الولاء والحب لملك العطاء والسخاء، بل لملك القلوب الذي يبادر في كل مناسبة وفي كل موقف لإعلان حبه لشعبه مقدما مصلحة الأمة على كل مصلحة بالدعم المعنوي والمادي حتى فاق توقعات أكثر الناس تفاؤلاً.
إنه يوم وفاء للملك الساهر على مصلحة الوطن وشعبه، المتابع لمتطلبات حياة الناس، فما من حادثة أو معاناة إلا ويكون للملك فيها موقف وبذل عطاء. إن من يريد سرد مواقف الملك الإنسانية يعجز عن حصرها، ولعل أهم ما يمكن أن يتصدرها اهتمامه - حفظه الله - بمعيشة الإنسان السعودي، فقد حرص على تسخير المال العام للمصلحة العامة وتخصيص ميزانية قياسية يعم خيرها جميع مناطق المملكة ومحافظاتها ومراكزها وقراها.
وإذا كان الأمن والاستقرار من نعم الله على هذه البلاد، فإن حجم الأحداث في الدول المجاورة لم ولن يؤثر في مجريات حياتنا اليومية، حيث حرصت قيادتنا الرشيدة على أن تجنب الشعب السعودي ويلات ما يجري من صراعات وحروب وخلافات لسنا طرفاً فيها ولن يعود علينا منها أي خير، فنأت بسياستها الخارجية عن الغوص في التجاذبات والتوتر الذي تعيشه دول مجاورة، وحرصت على أن يكون أبناؤنا وأموالنا وقدراتنا بعيدة عن الدخول فيما لا شأن لنا فيه.
إن لدينا وطنا عظيما وقيادة شامخة وشعبا متوثبا للمعالي وإلى بلوغ أفضل المراتب في الخدمات التعليمية والصحية والأمنية، وإن من حقنا أن نعيش لنحقق أهدافنا الوطنية، فهناك أجيال قادمة تنتظر منا البناء وإكمال مشاريع التنمية وإيجاد الحلول العملية الفعالة لقضايانا المحلية في الإسكان والبطالة ورفع مستوى أداء المرافق الحكومية وغير ذلك كما هو شأن داخلي بحت. وعلينا أن نوجه شبابنا وشاباتنا للعمل الجاد والانخراط في برامج العمل في القطاعين العام والخاص، والسعي للتفوق والنجاح وتقديم الصورة المشرقة للإنسان السعودي في عالم أصبح متواصلاً ومتبادلاً للتأثر والتأثير سلباً وإيجاباً.
لقد تفردت المملكة عن دول كثيرة بأنها الأكثر استقراراً في منطقة الشرق الأوسط، وهذا بفضل الله - سبحانه وتعالى - ثم بفضل سياسة حكيمة تبنتها هذه البلاد منذ عهد مؤسسها الإمام والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - الذي جنّب هذه البلاد ويلات الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقد سار أبناؤه الملوك - رحمهم الله - على هذا النهج حتى عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله.
إن لمّ الشمل ووحدة الكلمة والبُعد عن إثارة الفتن أو الدخول في مهاترات الجدل العقيم سمة القيادة الحكيمة التي يترسمها شعبنا معها إيماناً منها بأن العمل الهادف البناء هو الذي يبقى للحاضر والمستقبل وللأجيال القادمة، فالوقت كله مخصص للعمل الإيجابي والتصدي للأخطار التي تمس الوحدة الوطنية أو تهدد الأمن والاستقرار أو تعرض أياً من مصالحنا للضرر أو ما يعكِّر الصفو وغيرها من حالات وأوضاع غير مقبولة. فقد أثبتت أحداث أن هناك من يسعى سراً وجهراً للمساس بأمننا الوطني، كما أن هناك من يسعى لجرنا إلى صراعات القصد منها شغلنا عن همومنا الوطنية في إنجاز تنميتنا ليدخلنا في أعمال تستهلك الجهد والوقت وتصرفنا عن صناعة المجد.
إن قيادتنا واعية لطبيعة الأخطار ونوعها وحجمها ومصدرها، فقد تعلمنا من دروس الماضي وأحداث التاريخ الكثير ما لا تحويه كتب الساسة ولكنه من عناصر ومكونات خبرة العمل وسداد الرعاية لدى القيادات، ولذا فإن كل مواطن يجد نفسه مدفوعاً تلقائياً وبصادق الامتنان إلى تجديد البيعة والولاء لقيادتنا ممثلة بجلال قدر خادم الحرمين الشريفين الذي أعطى ولم يدخر جهداً في التوجيه والرعاية والعناية والتمويل.. أبداً قريباً من قلوب مواطنيه، حريصاً كل الحرص على عز هذا الوطن وفخاره.. نسأل الله له دوام الصحة والتوفيق وأن يسدد خطاه لكل ما فيه الخير للجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي