«ملك القلوب».. وقفة الاعتدال بين الخصوم
تشير صحيفة لبنانية، إلى شخصية عبد الله بن عبد العزيز خلال منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حين كان أميرا، يختار لبنان مصيفا سنويا، لتلفت إلى شخصية جامعة لكل اللبنانيين دون تفرقة، استطاع بكاريزما القبول أن يحظى باحترام الجميع ومحبة الكثيرين.
تقول الصحيفة، إن أحد المقربين من زعيم لبناني نقل إلى زعيمه خبر لقاء الأمير عبد الله - رئيس الحرس الوطني حينها - بزعيم يساري هو كمال جنبلاط، ليصف الأمير السعودي بالأمير الأحمر نسبة إلى المعسكر الشرقي الذي كان يقوده الاتحاد السوفياتي، إلا أن الزعيم اللبناني الرئيس سليمان فرنجية رفض هذا الوصف قائلا: "بل هو الأمير الأبيض وسيكون يوما الملك الأبيض"، مشددا بذلك على رمزية النقاء لكل الفرقاء في لبنان عند الأمير عبد الله بن عبد العزيز "لأنه لا يضمر إلا المحبة ولا يجيش صدره إلا بالوداعة" - كما نقل عن الرئيس فرنجية.
كان الرئيس سليمان فرنجية يردد - كما يشير فؤاد دعبول في صحيفة "الأنوار" اللبنانية - "إن في لبنان خلافات، وفيه أيضا صداقات، إلا أن الأمير عبد لله هو الوحيد المؤهل لجمع الشمل ورأب الصدع"، فيما كانت مجالسه تضم الأطياف المختلفة في طاولة واحدة، يتسنى لهم خلالها إذابة الخلافات وتحجيم المشكلات، فيما أكد دعبول أنه لم يتبق رئيس ولا زعيم لبناني لم يلتقه الأمير عبد الله في تلك الفترة الحرجة من عمر لبنان، معربا عن شكره لتلك المساعي الحثيثة لمنع انزلاق الوطن اللبناني للفوضى.
ما يرويه المؤرخ اللبناني عن شخصية عربية فذة، يعرفه المقربون وأبناء الوطن السعودي بشكل أكبر، حيث زعيم لا يعرف للصلح بابا إلا طرقه في كل مشكلة اجتماعية أو سياسية برزت، وحيث مشكلات كادت تولد جرى بتر شوكتها وإطفاء شعلتها، إذ تبرز الكاريزما القيادية في التأثير في أصحاب القرار في ظل الأزمات أو قبلها، لتستل شعلة الفتنة قبل أن تستفحل في موقف اعتدال ميز قيادات هذه البلاد طوال تاريخها - بحسب شهادات الخصوم قبل الموالين.
تستذكر الذاكرة الشعبية للسعوديين قصصا شتى لشخصية الملك عبد الله، التي وقفت باعتدال بين طرفي نقيض كليهما مسؤول عن تطرف ما، لكن الشخصيات المسؤولة المقبولة شعبيا لطالما استطاعت أن تزيل جذوة التطرف لتستبدلها بقيم الاعتدال المتسامحة مع الجميع، والمحافظة في الوقت ذاته على خصوصيتها التاريخية والدينية.