شباب دبي

سألت شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، في المؤتمر الصحافي على هامش فعاليات الدورة الثانية عشرة لمنتدى الإعلام العربي في دبي هذا الأسبوع، عن الرسالة التي يوجّهها للشباب المغرر بهم لنحر أرواحهم وأرواح الآخرين تحت راية "الجهاد". الشباب المسلم يمر اليوم بأدق مرحلة وربما أكثرها تحولاً في عالمنا العربي.
أكثر ما أسعدني في فعاليات المنتدى، إلى جانب مشاركة أكثر من 250 شخصية إعلامية مرموقة من أكثر من 25 دولة عربية وأجنبية، هم الشباب الذين قاموا على إنجاح المنتدى.
أحمد خالد بابتسامته المعهودة وأدبه الجم في التعامل مع المشاركين، سارة عبد الكريم باتصالاتها المهنية الهادئة للاطمئنان على مواعيد حضور الجلسات. الجميع هنا إماراتي، من الفريق الذي استقبلنا، والوفود المشاركة الأخرى في المطار إلى المرحبين بهم في الفندق وقاعات المنتدى؛ وجوه سمحة تحكي قصة إمارة دبي العريقة.
لا يمكنك إلا الإعجاب بدقة العناية بكل التفاصيل المتعلقة باستقبال الضيوف وتنقلهم وإقامتهم. نادي دبي للصحافة غني عن التعريف، فالقائمون عليه تولوا بمهنية عالية جميع ترتيبات المنتدى بدعم من عدد من الشباب والفتيات المتطوعين الذين عملوا لساعات طويلة. الهدف واضح وجلي؛ العمل على راحة الضيوف وإمدادهم بكل المعلومات المتعلقة بمجريات المنتدى.
الجلسات عرجت على مواضيع عدة ومهمة، ومن ضمنها التحديات التي تواجهها صناعة الأخبار والانفتاح على العصر الرقمي وغيرها. وضع الشباب بصمتهم في إحدى هذه الجلسات بعنوان "الشباب يصنع منبره"، حيث ناقش الإعلاميون الشباب في دولة الإمارات التحديات التي تواجههم في مسيرتهم النبيلة.
تميز الأجيال الشابة في دبي ليست ظاهرة حديثة، فقد تحمس الشباب منذ الخمسينيات على هيئة مجموعات، كل مجموعة كانت البذرة الأولى لتأسيس الأندية التي تطرح رسالتها النبيلة التي نراها اليوم في دبي. البداية الأولى كانت مع مجموعة من الشباب من أبناء البلد عام 1958م ومنهم علي الميدور، ومحمد سعيد حارب، وخليفة بن دسمال، وخليفة الشاعر، وغيرهم. كيف ينسى شباب دبي محمد عبد الله المري، الذي أخذ على عاتقه تبني قضية الشباب الإماراتي في بداية السبعينيات الميلادية؟
في اليوم نفسه الذي انعقد فيه منتدى الإعلام، كان 280 طالباً وطالبة من مدارس الإمارات يتنافسون من أجل الوصول إلى 40 عالماً إماراتياً في الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء.
الشباب في حاجة لإتاحة الفرصة لهم لتفجير طاقاتهم العلمية وصقل قدراتهم ومواهبهم. هذه فرصتنا لرصد تطورهم الفكري والإبداعي، بل من الواجب علينا تأمين كل السبل المتاحة لأداء دورهم في المجتمع.
شعار المنتدى هو "الإعلام العربي في المراحل الانتقالية". أقول بكل وضوح... المرحلة الانتقالية لصُنع المستقبل سيقودها الشباب فافسحوا لهم الطرقات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي