حي السفارات .. من الهدوء الدبلوماسي إلى «بطحاء أخرى»

حي السفارات .. من الهدوء الدبلوماسي إلى «بطحاء أخرى»

تحوّل حي السفارات المخصص لمقار البعثات الدبلوماسية في السعودية إلى حي مكتظ بالعمالة في وضع مشابه لحي البطحاء الشهير باستيطان العمالة الأجنبية فيه.
فمنذ يومين وضاحية السفارات تعاني من ازدحام لا ينتهي، وطوّق البشر سفارات الهند ومصر وإثيوبيا وإندونيسيا وباكستان والفلبين.
كان اقتحام صفوف العمالة للوصول إلى باب السفارة صعباً، ووضح على البعض أنه لا يرغب في الحديث أو الإدلاء بمعلومات إلا لمسؤول سفارته، ولكن الأحاديث الجانبية بين العمالة كانت كافية لتعرف أنهم جميعا هنا لتسجيل أسمائهم بحثا عن فرصة لتصحيح أوضاعهم.
الازدحام لم يكن من قبل العمالة، بل شهدت السفارات ازدحاما من قبل سعوديين وسعوديات أتوا بحثا عن سائق أو عاملة منزلية ممكن تصحيح أوضاعها بطريقة مباشرة دون انتظار ومماطلة وأسعار مكاتب الاستقدام، لكن الرواتب التي كانت تطلبها العمالة لم تكن مجدية، وقال لـ ''الاقتصادية'' عبد الرحمن الراجح إنه جاء لسفارة الفلبين بحثا عن سائق يستطيع جلبه، خاصة أنه منذ ثلاثة أشهر وهو في انتظار سائق، وذكر أن السائقين طلبوا راتبا شهريا ألفي ريال غير تحمله مصاريف تصحيح الأوضاع وغرامات المخالفة، معتبرا أن الراتب الذي يطلبونه غير مجد، ومن الصعب أن يوفق أحد في الحصول على سائق أو خادمة من الموجودين حول السفارات بتلك الأسعار المرتفعة، مطالبا بأنه إذا أرادت السفارات أو وزارة العمل إتاحة الفرصة للاستفادة من العمالة الموجودة الآن، فعليهم مساواة راتبهم بالعمالة التي تأتي بعقود من شركات الاستقدام، إضافة إلى إعفاء العامل والمواطن من مصاريف تصحيح الأوضاع ومخالفات تأخير الإقامة.
ويقول عامر أحمد ''عامل هندي'' إنه يعمل منذ ثماني سنوات في السعودية بدون إقامة وبعد قرار تصحيح الأوضاع جاء للسفارة ليتمكن من تصحيح وضعه، مطالباً من يرغب في أن يعمل لديه بتحمل ثمانية آلاف ريال مصاريف وغرامات، إضافة لتخصيص راتب ألفي ريال شهريا.
من جهتها، تقول فائزة الغامدي إنها جاءت وأخوها إلى حي السفارات للبحث عن خادمة. بعد أن ملت من انتظار خادمتها من الاستقدام – على حد قولها - ومن حاجتها لاستخدام عمالة ليست مضمونة ودفع مبلغ يقارب ألفي ريال لمن يحضرها، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع أن تجد الكثير من العمالة وتستطيع الاستفادة من إحداهن، إلا أنها فوجئت بأنهن لا يرغبن في العمل وتصحيح الوضع إلا براتب يقارب ألفي ريال، لأنه مساو للراتب الذي كن يحصلن عليه قبل القرار وقبل مجيئهن لتصحيح أوضاعهن، وهو ما جعلها تعود خالية الوفاض مضطرة لانتظار خادمتها من مكتب الاستقدام، متسائلة إذا كن يرغبن فعلا في تصحيح أوضاعهن فلماذا يطلبن راتبا أعلى بكثير من الراتب المتعارف عليه.

الأكثر قراءة