مائة وعشرون ألف دقيقة هي الإجازة !
كل سنة تزورونا مرة فنستقبلها استقبال المحب الولهان ثم ما هي إلا لحظات وهل العمر كله إلا لحظات!, وبعد ذلك نودعها وداع الخائف من أن لا تعود, تلك هي الإجازة الصيفية.
ومن أشهر علامتها كثرة النوم حتى أن الأسِرَّة والمخاد لتشتكي من ذلك , و من علاما تها أن المعدة تئن من التخمة , و يولول فيها التلفاز و يصيح بأنه لا يستريح لأنه في شغل شاغل على مدار الساعة. و أما المطارات فهي أيضا لها روادها الذين كانوا ينتظرون أيام الإجازة بشغف وولهه, فقد حلموا وخططوا وحجزوا منذ أشهر.
ولكن دعونا نقف لحظة لنتساءل هل حلمنا و خططنا بأن نقوم بشيء مفيد في الإجازة كما نفعل عندما نريد السفر. لا أريد أن أكدر عليكم صفو الإجازة بكلام ثقيل فقد خرجتم لتوكم من أمر هو لكم جلل ألا وهو الدراسة والاختبارات ! , ولكن بعد أن تأخذوا قسط من الأيام للراحة ماذا أنتم فاعلون ؟.
ليس المقصود أن نعقد الأمور و نجعلها ثقيلة على النفس ولكن لابد من استغلال بعض من مواهبنا فيما ينفع. وأعتقد أن وقت الإجازة هو مناسب جدا لانجاز بعض الأعمال التي تكاسلنا عنها طوال السنة. ولعلنا لو اختارنا هدف واحد أو فكرة واحدة على الأقل وركزنا عليها طوال الفترة الصيفية لكفانا ,على أن يكون ذلك الهدف أو الفكرة مما يوافق ميولنا ومواهبنا حتى نتمتع بالوقت .
وهناك عدة أهداف وأفكار يمكننا انجازها, فعلى سبيل المثال قراءة مجموعة من الكتب, أو حفظ بعض السور من القران الكريم, أو حفظ بعض القصائد المشهورة , أو العمل التطوعي أو كتابة قصة قصيرة , أو الرسم أو كتابة مقالات أو حضور بعض الدورات التدريبية , والأمثلة كثيرة إذا وجدت الهمة والعزيمة , والتي قد لا يتسع المقال لأحصاها.
واسمحوا لي أن نتذكر جميعا أن عدد أيام الإجازة هو 86 يوما , أي ما يعادل 2064 ساعة , وهو بالدقائق 123840فقط !, فماذا نحن فاعلون بهذا الوقت ؟.
وأود أن أختم بهمسة في أذن من كان مُصر على إضاعة وقته ووقت الآخرين أو من كان همه إيذاء وإزعاج الناس في الطرقات أو الأماكن العامة أن يكثر من النوم ويسرف فيه ليكف شروره عن الناس فربما يكون له بذلك أجر , فقد قيل نوم الظالم عبادة !.