مؤرخ سعودي: القصر المكتشف يعود للعصر الأموي وليس العباسي

مؤرخ سعودي: القصر المكتشف يعود للعصر الأموي وليس العباسي

خلافا لما تم تداوله أمس بأن القصر الذي عثر عليه فريق تنقيب من قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، في أثناء عمله بموقع قصور عروة بوادي العقيق في منطقة المدينة المنورة أخيرا على أجزاءً كبيرة منه، ويعود إلى القرن الأول الهجري ينسب إلى العصر العباسي، أكد مؤرخ سعودي أن القصر ينسب للعصر الأموي.
وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور تنيضب الفايدي الباحث والمؤرخ المعروف، أن القصر المكتشف في منطقة قصور عروة بوادي العقيق بالمدينة المنورة، يعود للعصر الأموي تحديدا، إذ إن الدولة العباسية كانت على النقيض تماما من الأموية، حيث تجاهلت القصور في وادي العقيق حسب تصريحه.
وأضاف بقوله: إن العناصر المعمارية للقصر، تتمثل في أساسات معمارية تمثل ثماني وحدات لغرف موزعة داخل القصر، وبنيت جدران القصر بالحجارة البركانية التي تغطي مساحات واسعة من المنطقة، وهذا أمر طبيعي حيث إن عملية البناء تخضع للإمكانات البيئية المتوافرة.
وبين الفايدي أن المجموعات المتنوعة من الفخار والزجاج والأدوات الحجرية والأواني الحجرية الصابوني، والخزف ذي البريق المعدني يمثل تطوراً في صناعة الخزف الإسلامي خلال القرنين الأول والثاني الهجريين، ويماثل الخزف المكتشف في موقعي المابيات والربذة الإسلاميين، إضافة إلى كسر من الفخار المزجج.
وأشار إلى أن جميع هذه المواد تتناغم مع الصناعات والمواد البيئية المستخدمة في ذلك العصر التي كانت سائدة في تلك الحقبة مع تطور نوعي تمثل في الإضافات في كثير من المفردات للوسائل المنزلية من مثل: الأواني الزجاجية، منها مسارج وأجزاء من أواني الطهي وحفظ الأطعمة والمسنات وقواعد لمباخر، إضافة إلى العثور على أدوات معدنية قد تكون استخدمت لأغراض الزينة ومنها قدم إنسان من البرونز قد تكون قاعدة لإناء.
وأضاف المؤرخ السعودي أن وادي العقيق يُعد من أشهر أودية المدينة المنورة، وهو جزء من تاريخ المدينة المنورة، حيث ذكرته عديد من المصادر التاريخية والجغرافية والدينية، وسمي وادي العقيق بذلك لأنّ سيله عق في الحرة أي شق.
وصرح بأن الكتابات والآثار القائمة في الموقع تدل على وجود استيطان بشري موغل في القدم، حيث بقايا قصور ترجع للعصرين الأموي والعباسي التي من أشهرها قصر عروة بن الزبير، وقصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر سكينة بنت الحسين، كما أقيمت على ضفتي الوادي المزارع الخصبة والحدائق التابعة للقصور المكتشفة في هذا الوادي، مشيرا إلى أن القصور قد انتعشت خلال العصر الأموي.
يشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار اضطلعت بمهام التنقيب من خلال فريق متخصص ترأسه الدكتور خالد أسكوبي إضافة إلى عدد من المتخصصين الأثريين والفنيين من قطاع الآثار والمتاحف وهم عائض المزيني وماجد العنزي وأحمد صباح.

الأكثر قراءة