الخيول تنام واقفة

عرف الإنسان الحصان وبهر به منذ العصر الحجري، أي قبل قيام أي مجموعات سكانية ومجتمعات وأمم تجمع شمل الشعوب في أي بقعة في العالم.
اعتمد المؤرخون على ظهور الحصان في تدوين وتحديد المجسمات والرسوم الصخرية بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها.
ليس غريباً أن تجد مجسمات الخيول الشامخة في أكثر من ميدان ومتحف حضاري في جميع أنحاء العالم، ربما اعترافاً برشاقة حركتها وعنفوانها ومقدرتها العالية على التّكيُف وحدة ذكائها.
لم يعشق الفرسان شيئاً كعشقهم للخيل، ولم يتغن الشعراء بالكائنات كما أبدعوا في وصف الحصان بمشيته الممشوقة وكبريائه. ربما لا يكاد يخلو مجلس بيت عربي من مجسم لحصان أو عدة أحصنة اعتزازاً وفخراً بها.
كيف لا تكون الخيول العربية من أعرق سلالات الخيول في العالم وأغلاها ثمناً وهي تتمتع بجمال الهيئة وسرعة العدو وتناسب أعضائها وجمالها الفائق الذي يميزها عن بقية الخيول في العالم؟
ويكفي أن نعرف أن أهمية وقيمة الخيول العربية أنها تعود أصلاً للجزيرة العربية، حيث ظهرت فيها قبل عام 2500 قبل الميلاد. يكفي أن الخيول العربية هي أقدم سلالات الخيل في العالم. يكفي أنها شاركت في الفتوحات الإسلامية العظيمة على يد عقبة بن نافع وطارق بن زياد، فدخل العرب كتب التاريخ على صهوات الجياد العربية الأصيلة.
ومن حرصنا على التعريف بتاريخ الحصان العربي - على الأقل خارجياً، افتتحت السعودية معرضاً خاصاً في بريطانيا بمناسبة اليوبيل الماسي لارتقاء الملكة إليزابيث العرش البريطاني. ضم المعرض قطعا فنية ثمينة من لوحات مرسومة وصورا وأعمالا نحتية وتماثيل من المعدن ومنحوتات تاريخية.
أجمل ما في المعرض، مجسمات جميلة صغيرة وكبيرة للأحصنة بمختلف أحجامها وألوانها تقف عالية الرأس دليلاً على اعتزازنا وفخرنا بالخيل العربي الأصيل.
لم يجمع مكان واحد تاريخ الخيول ومكانتها كما فعل متحف الخيل في دبي. تم تصميم المبنى وتأهيله ليكون متحفًا جامعاً وشاملاً لشرح تاريخ الخيول وسلالاتها وأنواعها وتوصيفها ومكانتها عند العرب وأسمائها وذكرها في الأدب العربي.
وردت الخيول في القرآن الكريم، في أكثر من آية، مثل العاديات في قوله تعالى "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً"، والموريات في قوله "فالْمُورِياتِ قَدحاً" والصافنات، حيث قال تعالى: "إذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد".
الخيول من أجمل مخلوقات الله.. رؤوسها شامخة تعانق السماء.. نعم الخيول تنام واقفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي