دراسة لربط بعض المدن الصناعية بـ «الخط الحديدي»

دراسة لربط بعض المدن الصناعية بـ «الخط الحديدي»
دراسة لربط بعض المدن الصناعية بـ «الخط الحديدي»

تعمل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية على تطوير الميناء الجاف في الرياض الذي يشهد ضغطا كبيرا بسبب كثافة عدد الحاويات الواردة في ظل محدودية صغر مساحته حيث شهد خلال شهر أيار (مايو) الماضي أكبر عدد للحاويات الواردة منذ تأسيسه بلغ 26,840 حاوية نمطية.

وأفصح لـ''الاقتصادية'' مسؤول بأن الميناء الجاف سيشهد إعادة للبنى التحتية مما يسهم في رفع الطاقة الاستيعابية للحاويات وزيادة كفاءة مناولة الحاويات بأعداد أكبر وبفترة إنجاز قياسية, لافتا إلى أن العقد الحالي لمشغل الميناء يتجه إلى طريقة الخصخصة والمشاركة بالعائد بين مقاول التشغيل والمؤسسة.

#2#

وبين المهندس محمد السويكت الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية, أن الميناء الجاف سيشهد تطورا كبيرا في المستقبل القريب وذلك من خلال العقد الحالي مع مقاول تشغيل الميناء الجاف ''مجموعة باس الدولية'' والذي يتضمن تطوير البنى التحتية للميناء الجاف على أعلى المواصفات العالمية مثل استبدال أرضية الميناء الجاف الحالية بأخرى خرسانية، وإنشاء مبان إدارية، وتوريد معدات حديثة، واستقطاب عدد من الخبرات التي ستساهم بشكل كبير في تسهيل عملية مناولة الحاويات وزيادة أعدادها.
وأضاف '' أنا شخصيا أهدف إلى نقل الميناء الجاف إلى مستوى متقدم من حيث رفع الطاقة الاستيعابية للحاويات وزيادة كفاءة مناولة الحاويات بأعداد أكبر وبفترة إنجاز قياسية للحاويات لما سيمثله ذلك من دور كبير في دفع عجلة التقدم والنمو الحالية والمستقبلية كذلك''.
وحول الدور الذي تقوم به المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في المساهمة في تقدم وتطور الميناء الجاف في الرياض, أوضح أن للمؤسسة دورا كبيرا جدا في الميناء الجاف ويبدأ هذا بنقل الحاويات المحملة بالبضائع من الدمام إلى الرياض عن طريق القطارات اليومية، وإرسال الحاويات المصدرة أو الفارغة منها إلى ميناء الدمام، إضافة إلى أنها تقوم بإدارة الميناء الجاف في الرياض وساحة الحاويات الفارغة في الدمام بمبدأ المشاركة مع مقاول الميناء الجاف ''مجموعة باس الدولية''، كما أن الميناء الجاف يضم عددا من الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة سواء في الرياض أو الدمام، والتي تستوجب المتابعة والمساهمة في تذليل العوائق التي تواجه العمل مهما كانت.
لافتا إلى أن ما يتعلق بنسبة حجم النقل عن طريق القطار خاصة مع القطارات والعربات الجديدة التي تم إدخالها في الخدمة أخيرا ساهمت برفع القدرة على نقل عدد كبير من الحاويات في كلا الاتجاهين، كما أنه منذ ما يزيد على الشهر وعدد القطارات التي تصل إلى الميناء الجاف يوميا يصل إلى عشرة قطارات يوميا ومثلها في خط العودة إلى الدمام، منوها إلى أن أعمال الصيانة ما زالت مستمرة ومن المتوقع أن ترتفع قدرة النقل بالقطار بعد الانتهاء من أعمال صيانة الخط الحديدي.
كما نوه إلى أن الميناء الجاف حقق خلال شهر أيار (مايو) الماضي أكبر عدد للحاويات الواردة منذ تأسيس الميناء الجاف عام 1982, تمثل في مناولة حاويات واردة بعدد 26,840 حاوية نمطية, مشيرا إلى أن إجمالي الحاويات التي تمت مناولتها في جميع عمليات الميناء من حاويات واردة وحاويات مجهزة للمعاينة الجمركية وحاويات مسلمة وحاويات فوارغ في الرياض وحاويات فوارغ تم تسليمها للوكلاء الملاحيين في الدمام بلغ 126,000 حاوية نمطية, مضيفا ''هذه النتائج لم تكن وليدة الصدفة بل هي ثمرة التخطيط المدروس والعمل بروح الفريق الواحد والنظر دائماً إلى أعلى طموح والعمل على تحقيقه، وإنني أثق بأن هذا الرقم لن يكون الرقم القياسي الأعلى لفترة طويلة ونطمح إلى أن يصل إلى أرقام أعلى، نظراً لما يشهده الميناء الجاف من تقدم وتطور سريع وارتقاء بكفاءة العمل التشغيلي بصورة تستحق الإشادة''.
وتابع ''إن ما تم إنجازه في الميناء الجاف في الرياض بتفعيل نظام NAVIS لمراقبة حركة الحاويات في بداية هذا العام أدى إلى تغيير جذري لأسلوب العمل في الميناء وتحويله إلى أحد الموانئ الذكية التي تعتمد التقنية الحديثة، لأنها الآن تمثل الطريق الأقوى للنجاح عند وجود القدرة على الاستفادة منها بالشكل الصحيح والأمثل''، مشيرا إلى أن ما حدث فعلا في الميناء الجاف ساهم في الوصول إلى زيادة تداول الحاويات.
وعن خطة المؤسسة للتعامل مع الكم الهائل من عدد الحاويات الواردة بين السويكت أن مساحة الميناء الجاف ليست كبيرة مقارنة بالموانئ الأخرى حيث يعتبر ثالث ميناء في المملكة بعد ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبد العزيز من حيث عدد الحاويات الواردة ولذلك كانت خطة المؤسسة في العقد الجديد مع مقاول تشغيل الميناء الجاف ''مجموعة باس الدولية'' بزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء الجاف باستخدام التخزين الرأسي لزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء الجاف بثلاثة أضعاف السابق.
كما كشف أن المؤسسة بصدد إضافة ساحة الحاويات الفارغة إلى الميناء الجاف ونقل ساحة الحاويات الفارغة إلى منطقة أخرى وذلك يرفع الطاقة الاستيعابية للميناء الجاف, لافتا إلى أن طريقة العقد الحالي مع مقاول الميناء هي الخصخصة والمشاركة بالعائد بين مقاول التشغيل والمؤسسة، وفي السابق كانت العقود لتأجير مقاولين لتشغيل الميناء بقيمة ثابتة ومقطوعة.
ولفت إلى أنهم يسعون نحو التوسع وفق استراتيجية لربط بعض المدن الصناعية القريبة من الخط الحديدي متى ما أثبتت جدواها الاقتصادية وتحقيقها للأهداف المرجوة منها، ويجري حاليا التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في هذا الشأن, مشيرا إلى أن الاستخدام الحالي للشاحنات على الطريق البري بين مدينتي الدمام والرياض، لا يخلو من الآثار السلبية التي من أهمها الخسائر المادية والبشرية نتيجة الحوادث الدائمة نظراً لكثرة تلك الشاحنات، كما أنه يؤدي أيضاً إلى استهلاك الموارد في عملية الصيانة والإصلاح الدائم لتلك الطرق، مضيفا ''على الرغم من أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية توفر خدمة نقل البضائع بالقطار وبكفاءة عالية، والتي تساهم في جانب حفظ الموارد المادية والبشرية وتخفيف الازدحام المتزايد على تلك الطرق البرية، إضافة إلى توفير كبير في تكاليف الصيانة المستمرة للطرق، خاصة أن الميناء الجاف الآن يقدم خدمة متميزة وبمستوى تشغيلي مرتفع، والحاويات يتم إنجازها وخروجها في وقت قياسي، ناهيك عن التخفيف من التلوث الصادر من ذلك العدد الكبير من الشاحنات''.

الأكثر قراءة