عاملات المشاغل يرفضن التصحيح ويتجهن إلى «تجارة الشنطة»
رفض عدد من العاملات في المشاغل النسائية تصحيح أوضاعهن وفضلن العمل من المنزل أو ما يسمى "تجارة الشنطة " رغم اقتراب المهلة التصحيحية من نهايتها.
وبينت لـ "الاقتصادية" الجوهرة العقل - مستثمرة سعودية في مجال المشاغل النسائية - أن المشاغل تعاني تسرب أعداد كبيرة من العاملات الوافدات فيها ، بعد إعلان الفترة التصحيحية التي أطلقتها وزارة العمل أخيرا.
وقالت العقل إن "كوافيرات أجنبيات" خاصة من لهن باع طويل في مجال التجميل، رفضن تصحيح أوضاعهن ونقل كفالتهن على صاحبات المشاغل اللاتي يعملن لديهن ، وفضلن العمل من منازلهن، خاصة أن بعضهن مرافقات لأزواجهن، في حين أن "سوق التجميل السوداء" أو كما تسمى "تجارة الشنطة" لا يوجد فيها رقيب من قبل الجهات المعنية.
وبينت العقل أن هناك انتشارا لظاهرة " تاجرات الشنطة" اللاتي كسبن خبرتهن في العمل في مراكز التجميل المتخصصة لفترة من الزمن ومن ثم سحب زبائن هذه المراكز عبر تقديم خدمات التجميل من منازلهن.
وزادت المستثمرة السعودية "إن المشاغل عاشت خلال الأشهر الأخيرة حالة من الإرباك في مجابهة التسرب وتصحيح أوضاع العاملات"، لافتة إلى أن بعض صاحبات المشاغل تكبدن مبالغ باهظة في سبيل تصحيح أوضاع العاملات لديهن وصلت لدى البعض إلى نصف مليون ريال لبعض المشاغل نتيجة مساومة "سماسرة العمالة" وكفلاء بعض العاملات الماهرات لصاحبات المشاغل مقابل التنازل لهن.
وأشارت العقل إلى أن الحملة التصحيحية ستكون لها نتائج إيجابية في تنظيم سوق العمل وخاصة المشاغل ، مطالبة الوزارة في ذات الوقت بتكثيف الجهود التفتيشية والرقابية على جميع المشاغل والمراكز النسائية للتأكد من تصحيح الجميع أوضاع العاملات لديهن ما سيحد من مشكلات الهروب مستقبلا، في الوقت ذاته لا تضيع جهود من قمن بتصحيح أوضاع مشاغلهن لمصلحة من لم تصحح. وأضافت " لقد قمنا بجهد جبار في دعم الحملة وتطبيق بنودها، لذا نطالب وزارة العمل وجميع الجهات المسؤولة بأن تضع حدا "لتاجرات الشنطة " اللاتي يعملن دون تراخيص وتسببن في خسائر لمشاغلن، خاصة أن غالبيتهن رفضن التصحيح وتوجهن للعمل من منازلهن. وتعد حصة السعوديات من العمل في قطاع المشاغل النسائية ضعيفة؛ إذ لا تتجاوز 10 في المائة فقط، بينما تسيطر العاملات الوافدات على نحو 90 في المائة من مهن قطاع التجميل والخياطة، بواقع 40 ألف وظيفة تقريبا تشغلها الوافدات، وذلك حسبما أوضحت نتائج دراسة أعدتها غرفة الشرقية أخيرا، حول واقع قطاع المشاغل النسائية في المنطقة الشرقية، أكدت نتائجها «نظرة المجتمع السعودي السلبية وثقافة العيب تجاه مهنتي الخياطة والتجميل»، وهو ما بينت الدراسة أنه «أسهم إلى حد كبير في إحجام الفتيات السعوديات عن تعلم هذه المهن أو ممارستها، ما أدى إلى اعتماد المشاغل والمراكز النسائية على العاملات الوافدات من جنسيات مختلفة، وباتت المشاغل تعج بهذا النوع من العاملات».