«عمل حائل» يتلقّى شكاوى «غير رسمية» عن «مساومات الكفلاء»
قال لـ "الاقتصادية" مصدر مطلع في مكتب العمل في حائل، إن غياب الأدلة على قيام بعض الكفلاء بمساومة مكفوليهم خلال مهلة التصحيح ومطالبتهم بمبالغ مالية كبيرة من أجل إعطاء العامل وثائق سفره أو إنهاء إجراءات نقل كفالته، حال دون استطاعة الفصل في تلك المنازعات، مؤكدا ورود شكاوى من عمالة طلب فيها الكفيل مبلغا مقابل التنازل عنهم، إلا أن هذه الشكاوى لم تأخذ صفة الرسمية للسبب السابق.
ولفت إلى انتشار الظاهرة خاصة في الفترة الأخيرة من مهلة التصحيح، مؤكدا عدم قيام أي عامل بتقديم شكوى رسمية مثبتا فيها بالدليل مساومة الكفيل، مشيرا إلى أنه في حال ثبوت هذه المساومة من الكفيل، فإن هناك إجراءات رسمية تتخذ في حقه.
وفي جولة ميدانية لـ "الاقتصادية"، روى عدد من العمالة المقيمة قصصا لاستغلال كفلائهم بطلب مبالغ مالية مقابل السماح لهم بتصحيح أوضاعهم وتسليمهم جوازات السفر، تمهيدا لنقل كفالتهم على آخرين.
وقال أحد العمالة من الجنسية المصرية في أثناء وجوده عند صالح الأحمري مدير مكتب العمل في حائل، إن كفيله طلب منه 50 ألف ريال مقابل منحه جواز سفره وخطاب تنازل لنقل كفالته، معتبرا أن هذا المبلغ مبالغ فيه ولا يستطيع دفعه، طالبا من مدير مكتب العمل في حائل حلا لهذه المشكلة.
ورد عليه الأحمري: "تقدم بشكوى رسمية تثبت فيها ذلك وسنتعامل معها وفق الأنظمة".
وروى محمد ياسين أحد العمالة اليمنية أنه قدم للسعودية قبل سنة تقريبا بعد أن وفر له أحد أقاربه تأشيرة عمل مقابل 12 ألف ريال، وبات يعمل بعيدا عن كفيله بعد أن تم استخراج إقامته منه فور مجيئه، وفي فترة التصحيح بحث عن كفيله، وعندما وجده رفض استقباله ومساعدته في تصحيح أوضاعه بنقل الكفالة أو توفير عمل له لديه، وطالبه بدفع خمسة آلاف ريال حتى يعطيه تنازلا لنقل الكفالة، ولما تأخر عليه ضاعف المبلغ إلى عشرة آلاف ريال مع قرب نهاية فترة التصحيح.
ولم يتوقع عمر محمود "مصري الجنسية" أن يطالبه كفيله بنحو 25 ألف ريال من أجل السماح له بنقل كفالته، ويقول: "أعمل منذ ثلاث سنوات في إحدى الشركات، وعدت لكفيلي السابق لإنهاء إجراءات نقل الكفالة، لكني فوجئت بطلبه 25 ألف ريال مقابل نقل الكفالة، بحجة أن الشركة التي أعمل بها من الشركات الكبرى ورواتبها عالية"، ووفر عمر المبلغ كي يستطيع إنهاء إجراءات نقل الكفالة.
أما جميل نيتاشو "باكستاني" فطلب كفيله خمسة آلاف ريال مقابل منحه التنازل، إضافة على 20 ألف ريال يسددها كأقساط كل شهر 300 ريال، ولم يكتف الكفيل بطلبه، بل قام بتوثيق ذلك عبر جعل المبلغ "سلفة مالية"، وقال نيتاشو: "رفضت ذلك لكني لا أجد حلا غير الخضوع لمطالبه، فقد جئتُ لطلب الرزق، وفي حالة رفض مطالبه لن يمنحني نقل كفالة ولا أستطيع العمل"، مؤكدا أنه ليس لديه أي دليل على مساومات الكفيل له.