الحوسبة السحابية تغزو خصوصيات المستخدمين.. الملفات من الأدراج إلى الأبراج

الحوسبة السحابية تغزو خصوصيات المستخدمين.. الملفات من الأدراج إلى الأبراج
الحوسبة السحابية تغزو خصوصيات المستخدمين.. الملفات من الأدراج إلى الأبراج

ضمن موجة المد الهائل التي يعيشها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الصعيد العالمي، بات بإمكان المستخدمين حفظ مستنداتهم وملفاتهم وصورهم الإلكترونية في قواعد بيانات وأجهزة حاسب آلي تستضيف عمليات نقل البيانات الرقمية عبر الأبراج، تلك الملفات إلى قريب من الزمن كانت تحفظ بعناية في الأدراج.
"الحوسبة السحابية" أتاحت بساط الريح الإلكتروني ناقل الملفات عبر أبعد القارات، فبات مستخدمو الأجهزة الذكية المرتبطة بالإنترنت في الوقت الحالي يستطيعون تخزين المعلومات وإعادة استدعائها في أي وقت وفي أي مكان.
مزيد من التفاصيل في التقرير الذي سيجيب عن التساؤلات التالية: كيف تتم عمليات التخزين؟ وما الأجهزة التي تخزن بيانات المستخدمين؟ وما مستوى الأمان؟

#2#

غزت التطبيقات التي تعتمد على حلول الحوسبة السحابية كافة الأجهزة الذكية الحديثة التي تعمل بنظام "ساموسنج" و"آي أو إس" و"ويندوز" و"فايرفوكس" والبقية، في الوقت الذي بات يهدد خصوصيات مستخدميه التي أصبحت تعتمد على الاتصال بالإنترنت للحصول على البيانات الخاصة به.
خالد الزومان خبير في شؤون تقنية المعلومات أوضح لـ "الاقتصادية" أنه من المضحك أن تكون معلوماتك وبياناتك التي تمتلكها كالصور والفيديو التي تنشئها محفوظة في خادم وجهاز حاسب آلي ليس ملكك، ليس هنا فقط، بل الأدهي كيف يمكن أن تصل إلى تلك الخصوصيات بدون إنترنت؟ وقال: "كيف يمكن أن نحفظ ملفاتنا وخصوصياتنا في أجهزة ذكية وفق حلول الحوسبة السحابية، بعد أن كنا على الأرفف نركنها في منازلنا ونخاف عليها!".
فيما حذر من تلك التطبيقات التي تعطي لنفسها صلاحيات استخدام الملفات الشخصية، وإمكانية حفظها عبر تلك الحلول الجديدة.
في المقابل أوضحت جامعة "بريكلن" الأمريكية عبر تقرير أعده مجموعة من خبراء أمن المعلومات، أن مشكلة حماية حقوق الملكية الفكرية التي تثير مخاوف المستخدمين، أنه لا يوجد ضمانات بعدم انتهاك هذه الحقوق، مؤكدين أن المستخدمين يتخوفون من مشكلة أمن وخصوصية المعلومات واحتمالية اطلاع الغير على معلوماتهم الخاصة.
وقالت الجامعة في التقرير الذي أعدته إ
ن حلول الحوسبة السحابية أظهرت تطبيقات اقتصادية كثيرة، اتّسع نطاقها إلى كل أفراد المجتمع، إذ يمكن لعمالقة الحوسبة السحابية بناء مراكز بيانات ضخمة بتكاليف متدنّية، معوّلين في ذلك على خبرتهم العالية في معالجة البيانات وتنظيمها وخزنها، في الوقت الذي لا يعلم فيه المستخدم النهائي أن معلوماته وبياناته المحفوظة عبر الإنترنت موجودة في مكان آخر.
وأكدت الجامعة أن التكاليف المتدنّية تزيد من مردود الحوسبة السحابية التي سعت أغلب الشركات الربحية إلى تطوير مثل تلك الحلول، فهي توفر موارد بخسة حسب الطلب، وتستجيب لطلبات المستخدمين، كل حسب حاجته، بتقاسم مرن للموارد، بمجرد ارتباطه بالإنترنت، يمكنه حفظ كميات كبيرة من المعلومات والبيانات بمجرد موافقة المستخدم على تثبيت التطبيق.

تخوف الأفراد والشركات
أجمع عدد من المختصين في تقنية المعلومات خلال حديثهم لـ "الاقتصادية"، على أن أكثر ما يقلق من غزو تلك التطبيقات المجتمع السعودي، في ظل مستوى انتشار الأجهزة الذكية، هو ضياع الخصوصية بين دهاليز الإنترنت والحلول السحابية، مؤكدين أن القطاع التجاري ما زال مترددا في استخدام الحوسبة السحابية في ظل ارتباطها بشبكة الإنترنت، على الرغم من أنه قد تكون هذه الحلول أكثر أمناً من الأجهزة الذكية، إلا أن هناك احتمالا ولو كان ضئيلا يثير المخاوف، فمديرو الشبكات والأفراد الذين يرغبون في حفظ خصوصيات بياناتهم ومعلومات أجهزتهم ينبغي عليهم فعليا البحث عن وسائل لا يمكن لأي شخص الوصول إليها. وذكرت مدونة "مكاوي دوت كوم" عددا من التجارب المؤلمة التي دهمت بعض المستخدمين، منها:
مات هونان، صحافي تقني تعرَّض لتجربة مؤلمة العام الماضي حين تم اختراق حسابه في سحابة آبل، وبسرعة البرق قام المخترق بمسح كل بياناته على كل أجهزة آبل الخاصة به: آيفون وآيباد وماك، والتي لم يكن قد قام بعمل نسخ احتياطي خارجي لها، فإذا كان المرء يحفظ بياناته على السحابة خوفاً من عطل يصيب أجهزته أو سرقة لها، فماذا يحصل حينما تكون السحابة هي المصابة؟
ويرى البعض أن هذه القصة تبين مدى سهولة اختراق سحابة آبل، حيث لا تحتاج سوى اسم المستخدم وكلمة السر، في حين يبدو الوضع مختلفاً لدى "جوجل" الذي يتيح للمستخدم إضافة درجة ثانية من الحماية إضافة لكلمة السر، وذلك عن طريق إرسال رسالة تحمل رقماً سرياً إلى هاتفه المحمول بما يشبه الدخول لحسابات البنوك الإلكترونية. وهناك مخاوف أخرى مثل الخوف من انقطاع الخدمة (Cloud Outage) لسبب متعمد مثل إجراء التحديثات اللازمة، أو غير متعمد كخلل فني غير متوقع، والتجارب في هذا المجال تذكر أن خدمات السحب الأقدم والأشهر مثل جوجل، وأمازون، ومايكروسوفت، وسيليز فورس قد تعرضت لاضطرابات في خدمتها ما بين العام (2008-2009) لفترات راوحت بين ساعة وأسبوع. الجدير ذكره أن أنصار الحوسبة السحابية ما زالوا يجادلون في أن الإحصاءات تشير إلى أن نسبة توافر الخدمات الإلكترونية لدى الشركات المعتمدة على أنظمتها الداخلية الخاصة هي 99.8 في المائة، في حين أن استمرار الخدمة وتوافرها من قبل شركات خدمات الحوسبة السحابية المعروفة هي 99.9 في المائة، أي أن السحب لا تزال متفوقة هنا.

الأكثر قراءة