مزارعو النخيل يلجؤون إلى «التطفيش» قبل المحصول
خوفاً من هجوم العصافير والطيور على محصول النخيل في فترة النضج ومن أجل حرمانها من عذوق النخيل (القنية) يبتكر المزارعون وسائل متنوعة لصد الهجمات عبر عملية التكميم أو التطفيش الذي يستخدم لحفظ المحاصيل من النخيل.
ويقصد بـ "التطفيش" أو التكميم، تغطية العراجين بما يحميها ويصونها من الأحوال الجوية والآفات، ولضمان العقد وتقليل تساقط الثمار والإسراع في عملية نضجها التي تتم في أوقات مختلفة تبعاً للهدف من إجرائها، ويستمر التطفيش لأكثر من 45 يوماً أو حتى نضج الثمار وبدء الحصاد.
وبيّن عبد الله عبد العزيز الردادي المهندس الزراعي، أن فكرة تغطية ثمار النخيل التكميم أو التطفيش معروفة منذ القدم عند مزارعي المدينة المنوّرة، وهي عبارة عن تغطية آمنة للرطب أو البلح في بعض الأصناف، مثل العجوة والصفاوي والعنبرة والمجدول والصقعي، حتى تنضج بالكامل وتصبح تمراً، وهي آخر ما يجنى من تمور النخيل. وفي السابق كانت تستخدم أكياس "الخيش"، أما الآن فقد أنتجت بعض الشركات أغطية بلاستكية شبكية ذات ألوان مختلفة حسب نوع الثمرة، حيث يفضل لتمر الصفاوي والعجوة اللون الأسود لزيادة نسبة الظل عليهما، حتى يصبح لون الثمرة أكثر سواداً، أما العنبرة والصقعي فيغطيان باللون الأبيض الشفاف لأنهما لا يحتاجان إلى زيادة الظل، ليبقى لون الثمرة فاتحاً، وهو اللون المرغوب تسويقياً، أما اللون الأخضر فيستخدم في الأماكن الحارة إلى معتدلة، لإسراع عملية النضج لأصناف تتأخّر عادة بنضجها إلى أواخر فصل الصيف كالمجدول. وأضاف الردادي "اللون الأبيض يستخدم لتأخير النضج وليس لإسراعه، للحفاظ على مرحلة البسر أطول فترة ممكنة، لتحقيق عائد سوقي أفضل، مثل صنف البرحي".