مستشفى الملك فيصل في الطائف .. من مبنى شعبي إلى مشروع عملاق

مستشفى الملك فيصل في الطائف .. من مبنى شعبي إلى مشروع عملاق

تحوّل مستشفى الملك فيصل الجديد في الطائف، الذي يمتد تاريخ تشييده إلى 90 عاماً، من مبنى شعبي خيري في عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه، إلى مشروع صحي عملاق متكامل.
وأعيد بناؤه على أحدث طراز في شارع الحدائق في الطائف، بتكلفة 90 مليون ريال، بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حجر الأساس لهذا الصرح الطبي، كي يمارس دوره في بيئة أفضل، ومساحة أكبر، لخدمة سكان الطائف.
وجاء التصميم الجديد للمشروع، البالغة مساحته الإجمالية 159 ألف متر مربع عقب إزالة المبنى القديم في عام 1427هـ، بعد أن أصبح يشكل خطراً بالغاً على المرضى نتيجة تصدعات خطيرة حدثت فيه.
ويضم المبنى الحديث 500 سرير للمستشفى الرئيس, و300 سرير لبرج النساء والولادة، والمساحة الطابقية الإجمالية 73400 متر مربع، كما تمت مراعاة تطبيق أعلى المعايير والمقاييس العالمية في تصميم المنشآت الطبية التشغيلية للمشروع.
ويعتبر مستشفى الملك فيصل الجديد من المشاريع المتطورة على مستوى المملكة، حيث جهز بأحدث تجهيزات الأنظمة العالمية في مختلف أقسامه، وبالذات غرفة العمليات، والمختبرات، والأشعة، والأقسام الأخرى، المساندة، إضافة إلى أن هناك أنظمة حديثة تتعلق بالأمن والسلامة في جميع أروقة المستشفى.
ويرى الدكتور معتوق بن محمد العصيمي مدير الشؤون الصحية في الطائف، أن المستشفى الجديد يعتبر نقلة في الخدمات الصحية في محافظة الطائف، لافتاً إلى أن هذا المشروع يأتي امتداداً لمشاريع الخير والنماء التي توليها حكومتنا الرشيدة كل الاهتمام والرعاية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، والنائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز "يحفظهم الله"، مشيراً إلى أن العمل يجري حاليا في العديد من المشاريع الصحية الجديدة في محافظة الطائف، ضمن إطار التوسع في الخدمات الصحية المختلفة.
وبالعودة إلى تاريخ هذا المستشفى، فقد تم إنشاء أول مستشفى بالطائف في العهد السعودي مع بداية عام 1343هـ -1924م، وكانت تسمى صحية (مستشفى صغير) وكان موقع مبناها في حي فوق (المنطقة المركزية حاليًا) في مبنى حارة فوق مكون من دورين، والمنزل عائد لآل حسنين من أهل مكة المكرمة ثم لآل الحلواني حالياً، وموقعه الآن المنطقة المركزية، وهي الآن أرض فضاء يقابلها بيت حجري من دور واحد. ويعمل في الصحية مجموعة من الأطباء في الباطنية، والأسنان، والجراحة، والممرضين، وصيدلي واحد وذلك قبل إنشاء وزارة الصحة.
وفي مساء يوم السبت الـ 27 من جمادى الآخرة عام 1353هـ - 1934م كان عصر العمران قد شعت أنواره فتجلت فيه الإنسانية تبتسم عن عواطفها وأنبل شمائلها، فقد أقامت رئاسة هيئة الإسعاف الخيري في الطائف حفلًا رائعًا في الساحة الواقعة غرب مسجد عبد الله بن عباس موقع المستشفى حاليًا، حيث شرف الحفل الأمير فيصل (الملك فيصل) النائب العام للملك عبد العزيز، فكان الاحتفال له شأن تاريخي لمؤسس هذا الكيان، حيث تكرم فوضع بيديه الحجر الأساسي لبناء المستشفى الخيري، وألقيت خلال الحفل كلمات الترحيب ونبذة عن المشروع والمال الذي رصد له، فكانت يد الفيصل كريمة عاملة بوضع حجر الأساس للمستشفى. وتم افتتاحه عام 1356هـ - 1937م بعد أن زود بالأسرة، والأدوات، والآلات الجراحية، وتجهيز غرف العمليات بما يلزمها. ومر المستشفى بالمراحل الأولى في البناء والتعمير الحديث في عام 1381هـ، وتم الانتهاء من إنشائه وفق التعمير الحديث عام 1385هـ، وأطلق عليه اسم (مستشفى الأمير فيصل) - (الملك يرحمه الله).

الأكثر قراءة