الإعلام الجديد يمارس نقداً مستحقاً ضد الدراما المحلية

الإعلام الجديد يمارس نقداً مستحقاً ضد الدراما المحلية

عام كامل مرَّ منذ أطلق عبد المجيد الكناني برنامجه عبر اليوتيوب ''لقيمات'' الذي خصصه لنقد الدراما الخليجية، وقبل نحو أسبوع فقط أطلق الكناني أحدث نسخة من برنامجه، الذي وصل لحلقته التاسعة، وتسع حلقات على هذا الكم الكبير والكارثي من الدراما الخليجية المزرية رقم بلا شك خجول جداً.
وينتظر الكناني، الذي يملك أدوات بسيطة ونافذة للنقد، عمل شاق جداً بمجرد انتهاء شهر رمضان المبارك الذي تكثر فيه ما يصطلح على تسميته الدراما الخليجية.
وربما لا تكفي كل ساعات البث على اليوتيوب لنقد ما يتم ممارسته في الأعمال التلفزيونية المحلية أو الخليجية تحت مسمى الدراما زوراً، فهي كما يظهرها الكناني أعمال مسخ، لا تنتمي لهوية، ولا تناقش قضية، وفيها كم من الأخطاء الإخراجية والحوارية، ما يجعل النقد لها أشبه بالنفخ في قربة ''مشقوقة''.
ومجمل الأعمال المحلية لا تعدو كونها كوميديا مبكية أو قضايا مخزية أو بكائيات لا مبرر لها وإظهار المجتمع في أسوأ صورة، ليبدو للآخرين على أنه ممزق، منزوع الأخلاق، مكون من أفراد لا يبحثون إلا عن شهواتهم، وهي بذلك كفت الأعداء مؤنة تشويهه.
ويقول مغردون على تويتر في سخرية: إنهم أحصوا تسع وفيات وعدداً غير محدد من الإغماءات في حلقات اليوم الأول من رمضان من المسلسلات الدرامية، وهي علامة مسجلة باسم الأعمال الخليجية التي تميل إلى الحزن الكاذب، ودائماً ما يمثل المستشفى ركناً أساسياً من أماكن التصوير في محاولة لكسب تعاطف المشاهدين، بل إن المشاهدين عادة ما يستنبطون الأحداث القادمة في المسلسلات في دلالة على غياب مفهوم الإبداع والابتكار في القصة.
وتشهد حلقات ''لقيمات'' إقبالاً من المتابعين، حيث شاهد نحو ربع مليون شخص الحلقة التاسعة، وهي الحلقة التي خصصها الكناني لنقد مسلسل ''أسوار 3''، ومن بين عشرة آلاف تقييم للحلقة حصد الكناني 9800 علامة إعجاب أي ما يمثل 98 في المائة، وهي إشارة على حجم التأييد الذي يقف وراءه في مواجهته لخطر هذه المسلسلات على المجتمع والعائلة والفرد.
ولأنه من المستحيل على الكناني أو غيره من البشر الصبر على مشاهدة كامل هذه المسلسلات، لذلك دائماً هناك مشاهدون متطوعون يقومون بإرسال ملاحظاتهم على المشاهد والحوارات، ولا يعرف على وجه التحديد كيف يستطيع أي إنسان طبيعي الصمود أمام شاشة التلفاز طوال أوقات بث هذه المسلسلات.
وقبل عقد وأكثر أو أقل قبل ظهور اليوتيوب والإعلام الجديد بشكل عام، لم يكن هناك حاجة ماسة للنقد الدرامي، ولا يكاد يصدف القارئ إلا مقال هنا وآخر هناك على مسافات وقتية متباعدة لنقد الأعمال الفنية التي كانت تحترم عقل المتابع وكانت تبحث عن أعلى مستوى من الجودة للظفر بساعة تلفزيونية على محطة ما، مع قلة قنوات البث آنذاك، لكن الانفتاح الهائل للبث التلفزيوني جعل القنوات تحاول سد الفراغ بالغث والسمين، وكعكعة الأرباح حركت عجلة الإنتاج الفني للدفع بأعمال هابطة مليئة بالسفور الأخلاقي قبل الجسدي أنتجت دراما آخر زمن.

الأكثر قراءة