لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

الدور الذي يلعبه النظام الإيراني ضد شعوب المنطقة، برز في دور النظام بصدد لعبه ضد الانتفاضة المصرية إلا أن الشعب المصري اللبيب تنبه إلى المخططات الخبيثة للملالي وعمل على إجهاضها وتمكن الشعب من إدراك حقيقة هذه المخططات وغاياتها الخطيرة التي تستهدف استقرار شعب مصر وشعوب المنطقة قاطبة. حيث بادر بردع المخطط وإفشاله ورجعت الانتفاضة المصرية إلى مسارها الحقيقي. وهناك أدوار مشابهة لنظام الملالي في سورية ضد الثورة السورية، وذلك بإرسال النظام مئات الآلاف من أفراد حرسه الثوري الإرهابي إلى سورية في سبيل مساعدة النظام على الصمود والبقاء واقفا على قدميه ضد ثورة الشعب السوري.
وهنا يحذر المثقفون الإيرانيون من محاولة نظام الملالي التمويه على الشعوب العربية وخداعها بادعاء الإصلاح والتغيير، وهو بعد أن استنفد خدمات كل من رفسنجاني وخاتمي، فإنه يريد اليوم أن يطرح للسوق بضاعة جديدة تحت اسم رئيس جديد على أمل أن تجذب هذه البضاعة زبائن جددا ينخدعون وينبهرون بشكله البراق ولا يتنبهون إلى مكنونه السمي. وحقيقة الأمر أنه يجب أن ندرك أن الذي أطل من طهران على العالم بزعم أنه إصلاحي ويقود حملة للتغيير في إيران، ليس إلا واحدا من الملالي المستبدين، وهنا ننبه ''لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين''.
ويؤيد هذه النظرة ما أكدته شخصيات سياسية رفيعة المستوى شاركت في التجمع الدولي الكبير الذي أقيم في باريس في 22 حزيران (يونيو) من أجل مناصرة الشعب الإيراني، حيث قال بيل ريتشاردسون ممثل الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة بخصوص مسرحية الانتخابات التي أعلن فوز روحاني فيها: ''الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران هي انتخابات غير شرعية، لأنه لا يوجد هناك معارضة قادرة على البقاء.. وهذا يدل على أن السلطة في إيران هي في يد المرشد الأعلى. فالرئيس ببساطة هو المسؤول عن بعض الأعمال اللوجستية وليس أكثر. وهذا الرئيس ليس معتدلا. فقد كان كبير المفاوضين النوويين لملف إيران النووي''. ما يقوله ريتشاردسون هو جزء من حقيقة دامغة كبيرة جدا بخصوص المهزلة المثيرة للسخرية لانتخاب روحاني، والحق أنه ضرب على الوتر الحساس عندما أكد أن نصاب الأمور كلها بيد مرشد النظام دون غيره، ولا يمكن القيام بأية خطوة باتجاه الإصلاح والتغيير في ظل نظام يتحكم المرشد فيه.
ولأن الشعوب العربية أثبتت وما زالت تثبت النيات الحسنة التي تنظر فيها تجاه الشعب الإيراني وسعيها من أجل إرساء علاقات تهدف إلى القضاء على كل أسباب التوتر والفرقة وعدم الاستقرار والوقوف بوجه الحروب الطائفية التي يثيرها نظام الملالي، لذا فمن المهم أن نبادر كشعوب عربية إلى مؤازرة الشعب الإيراني لكي ينهي كابوس الاستبداد والطغيان في طهران.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي