جامع الإمام تركي بن عبد الله.. تراث يستلهم روح العمارة

جامع الإمام تركي بن عبد الله.. تراث يستلهم روح العمارة
جامع الإمام تركي بن عبد الله.. تراث يستلهم روح العمارة

يقع جامع الإمام تركي بن عبد الله في منطقة قصر الحكم الشهيرة، التي تعد من المناطق الحيوية لاشتمالها على المراكز التجارية والسكنية وموقعها المتميز وسط العاصمة الرياض، كما أنها من أكثر الأماكن التاريخية والإسلامية حيث الحياة القديمة والموروثة أباً عن جد.
وتبلغ مساحة المصلى الرئيس للجامع 6320 متراً مربعاً وارتفاعه 14.8 متر، ويحد من هذا الارتفاع في الداخل أعمدة وقناطر خشبية تحمل وحدات الإنارة والمكبرات الصوتية، ويتسع الجامع لنحو 17 ألف مُصَل.

#2#

وأقيم على جانبي الجامع منارتان بارتفاع 50 متراً، استُلهمَ في تصميمهما روح العمارة التقليدية، وهناك مكتبتان للرجال والنساء، مساحة كل منهما 325 متراً تقريباً.
وبني الجامع من وحدات خرسانية سابقة الصب، وغطيت جدرانه الخارجية والجزء العلوي من الجدران الداخلية بحجر الرياض، بينما غُطي الجزء الأسفل من الجدران والأعمدة بالرخام الأبيض، أما السقف فقد غُطي ببلاطات خرسانية تشبه المرابيع الخشبية التي كانت تغطي سقف المسجد القديم، وجهز الجامع بوسائل البث التلفزيوني والإذاعي المباشر وكاميرات تلفزيونية يتم التحكم فيها عن بعد.
ويعود تاريخ الجامع عندما قرر الإمام تركي بن عبد الله بناءه في أرض تسمى النقعة تقع وسط الرياض، وسمي فيما بعد باسمه وعين عليه الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، وقد أخذ في الاعتبار قرب الجامع من عدة أحياء إضافة إلى قربه من قصر الحكم، ليصبح فيما بعد من أكبر وأهم المساجد في مدينة الرياض نظرا لما ضمه من أنشطة تعليمية.
وقد عين الإمام عبد الله بن فيصل، الشيخ محمد بن محمود إماماً للجامع الكبير، وكان قاضياً في الرياض عام 1283هـ، وفي عهد الملك عبد العزيز شهد الجامع اهتماماً كبيراً حيث تم ربطه بقصر الحكم عبر جسر يسهم في سهولة الوصول للجامع، وكذلك شهد الجامع الاهتمام من كل الملوك أبناء المؤسس الملك عبد العزيز ـــــ طيب الله ثراه ـــــ فأضحى منارة علم تخرج فيها عديد من كبار العلماء الذين ساهموا في نشر العلم الشرعي في ذلك الوقت. ومن أشهر أئمة الجامع الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وشقيقه الشيخ عمر، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ إبراهيم بن سليمان المبارك والشيخ عبد العزيز بن صالح بن موسى بن مرشد والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عساكر والشيخ عبد الرحمن بن علي بن عدوان والشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ سليمان بن محمد بن أحمد بن علي بن سحيم، والشيخ محمد بن صالح وابنه الشيخ عبد الوهاب بن صالح، والشيخ محمد الشيخ عبد الوهاب بن صالح والشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز وبعده الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
أما أشهر المؤذنين الذين مروا على الجامع فهم: الشيخ سلطان بن فهد بن سلطان، الشيخ عبد العزيز بن ماجد، وابنه عبد الرحمن.
وفي الفترة الأخيرة وتحديداً في عهد الملك فهد بن عبد العزيز ـــــ يرحمه الله ـــــ حدث تطور وتحديث ونقلة كبيرة للجامع ضمن مشروع تطوير منطقة قصر الحكم بمتابعة مباشرة ودعم سخي من الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد عندما كان أميراً لمنطقة الرياض حينها.
واشتهر الجامع بأنه آخر عهد الملوك والأمراء وكبار المسؤولين بالدنيا، إذ صلى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـــــ يرحمه الله ـــــ على الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـــــ طيب الله ثراه ـــــ عام 1373هـ، والملك سعود بن عبد العزيز ـــــ يرحمه الله ـــــ عام 1389هـ. فيما صلى على الملك خالد بن عبد العزيز، الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية السابق ـــــ يرحمه الله ـــــ عام 1402هـ، أما الملك فهد بن عبد العزيز ـــــ يرحمه الله ـــــ فصلى عليه مفتي السعودية الحالي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عام 1426هـ، وكذلك صلى على الأمير سلطان بن عبد العزيز ـــــ يرحمه الله.

الأكثر قراءة