نزيلات مستشفى الأمل: أسرنا ترفض مساندتنا
شكت بعض نزيلات مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض أمس الأول معاناتهن من رفض أسرهن لهن وانقطاعهم عن زيارتهن أثناء وجودهن في المستشفى للعلاج، حتى رفضهم تسلم ذويهم لهن بعد وصولهن مرحلة التعافي، في حين أكد مسؤول لـ''الاقتصادية'' أن هذه المشكلة تعبر جزء مهم من طبيعة العمل في المستشفى، مشيرا إلى الجهود المبذولة من الفرق الطبية والكوادر المؤهلة في محاولة جمع شتات الأسر وتحسين العلاقات بين النزلاء وبين أسرهم.
جاء ذلك خلال حفل إفطار جماعي لنزيلاته في أقسام الصحة النفسية وأقسام الإدمان، والمراجعات في الرعاية النهارية في المجمع، الذي نظمه مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض أمس الأول بحضور الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل رئيسة جمعية الفصام الخيرية، وقد بلغ عدد المشاركات 30 مريضة، واستعرضت النزيلات في المجمع تجربتهن مع ما يعانينه، حيث تحدثت المدمنات عن أسباب وقوعهن في المخدرات ومعاناتهن خلال رحلتهن المؤلمة في عالمها، وما تعرضن له من خسائر، مبدين رغبتهن في احتوائهن بعد عودتهن من رحلة التعافي، التي يخضعن لها ومحذرين في الوقت ذاته الفتيات من الوقوع في هذا المستنقع.
وحكت بعض نزيلات الأقسام النفسية معاناتهن، حيث ذكرت إحداهن ممن قضت فترة طويلة في المجمع دون أن يأتي أحد من أسرتها لتسلمها أو زيارتها طول مدة بقائها في المجمع حيث تقول: ''لا أعلم عن أسرتي شيئا أدخلوني إلى المجمع ومن وقتها لم أرهم، وسبب لي هذا الأمر معاناة أكبر، إضافة للمرض الذي أصبت به ومع الوقت تأقلمت على الوضع''، وقالت نزيلة أخرى: ''يريدون التخلص مني، أدخلوني إلى هنا ولم يأتوا لزيارتي مرة أخرى''، وأكدت النزيلات أن مثل هذه البرامج والفعاليات تعتبر متنفسا لهن وتعويضا عن فقد الجو الأسري، الذي يرغبن فيه، وغيرها من التجارب.
من جهته، أوضح الدكتور عبدالحميد بن عبدالله الحبيب مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة لـ''الاقتصادية'' أن مشكلة رفض الأسر لأبنائهم وبناتهم المدمنين والمرضى النفسيين هو جزء من طبيعة العمل والجهد الذي يبذله الفريق في محاولة إعادة العلاقات الأسرية إلى أفضل حال، مؤكد أن الكوادر المؤهلة في المستشفى تدرس الحالات بشكل فردي وتسعى للتواصل مع ذوي المدمنين والمدمنات والمرضى النفسيين لمحاولة إقناعهم بضرورة الوقوف بجانب أبنائهم في مرحلة العلاج، ومعرفة ما هي السلوكيات التي ترفضها الأسرة من المريض ومحاولة علاجها عبر جلسات مخصصة يعقدها الفريق بين المريض وبين أسرته، مبينا أن بعض الأسر يكون لديها أسبابها المقنعة في رفض سلوكيات المريض وعلى ضوء ذلك يُعالج سلوك المريض وإقناع الأسرة لإعطاء فرصة جديدة للمريض، وأكد الحبيب وجود بعض الحالات التي عجز الفريق في محاولة التوفيق بينها وبين الأسرة، مبينا أن في مثل هذه الحالات تقدم للمدمن مساعدة، وذلك للاعتماد على نفسه بحيث يُوفر فرصة وظيفية له ويهيئ مكانا بديلا للمستشفى مع متابعة الفريق له حتى بعد خروجه، وفيما يخص المدمنات اللاتي يعانين رفض أسرهم لهن، أوضح الحبيب أن بعد اكتمال المراحل العلاجية الخاصة بها يتم إيداعها دور الإيواء أو تبقى في المستشفى إلى أن يتسلمها ذويها بعد بذل الجهود لمحاولة إعطائها الفرصة مرة أخرى من قبل أسرتها.
من جهتها، أوضحت وفية الهايف الأخصائية الاجتماعية في المجمع أن المجمع يعمل جاهدا على نزع المريضات من حالة العزلة التي يسببها المرض النفسي لهن، وذلك من خلال إدخالهن في برامج اجتماعية داخلية وخارجية ودعمهن وتعويضهن عن الجو الأسري، الذي يفتقدنه نتيجة العلاج أو عدم تجاوب الأسر في زيارتهن للمريضات أو رفض تسلمهن بعد انتهاء فترة العلاج واستقرار الحالة وهو ما يؤثر سلبا على تجاوبهن مع المجتمع المحيط بهن، وكذلك رفض البرامج العلاجية المقدمة لهن.