جامع الراجحي.. أعمال برٍّ تغطي أحياء الرياض
لا يكتفي جامع الشيخ سليمان الراجحي، الواقع في حي الجزيرة شرق مدينة الرياض على الطريق الدائري الشرقي ''مخرج ١٥''، بأنه دار للعبادة، إنما يقدم القائمون على الجامعة أنشطة وأعمال برٍّ يشهد بها القاصي والداني من أهل العاصمة، ومن أبرز تلك الأعمال ''مغسلة الموتى''، التي توجد في الجامع حيث تتسع لتجهيز ١١ جنازة مع مراعاة الخصوصية لكل جنازة.
وتمّ تجهيز المغسلة بما تحتاج إليه الجنازة من كفن وسدر وقطن وغيرها، إضافة إلى ثلاجة للميت، كما توفر سيارة خاصّة لنقل الجنازة من الجامع إلى المقبرة، إضافة إلى وجود حافلات لنقل المشيعين كذلك للمقبرة والعكس.
ويقول عبد العزيز الشمري: ''تُوفي قريب لي فاتصلنا على جامع الراجحي لإرسال سيارة نقل موتى، فجاؤوا إلينا وتولوا كل ما يخصُّ المتوفى، حتى تمّ الدفن، أما المفاجأة الحقيقية فكانت بعد الدفن حين اتصل علينا أحد مسؤولي الجامع يخبرنا بأنه سيتم إرسال طعام لأهل المتوفى عبارة عن ذبيحة، لأنهم مشغلون بالعزاء، إحياءً لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي إطعام أهل الميت''.
ويعد جامع الراجحي من أشهر وأكبر مساجد مدينة الرياض، وافتتحه الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد عندما كان أميراً للرياض يوم الأحد ١٢ شعبان ١٤٢٥هـ.
وتبلغ مساحة الجامع 13260 متراً مربعاً، ويتسع لـ ١٨ ألف مصلٍّ و٢٥٠٠ مصلية، ويحتوي على مئذنتيْن؛ ارتفاع المئذنة ٥٥ م، وقبة قطرها 28.8 م، وارتفاعها ٣٧ م. ويعد الجامع من المعالم البارزة كونه يصنف من ضمن أكبر الجوامع على المستوى العربي ولهذا أُدرج في قائمة معالم مدينة الرياض التي يزورها ضيوف السعودية المسلمون في أثناء زياراتهم للعاصمة.
#2#
وتم افتتاح مكتبة الجامع في سنة 1426هـ، وكان عدد مجموعات المكتبة نحو ثلاثة آلاف عنوان، ثم بلغ العدد الإجمالي لمجموعات مقتنيات المكتبة عام 1433هـ نحو 16494 عنواناً وأكثر من 47 ألف مجلد، وواكبت المكتبة التطورات الحديثة فقامت بتطوير موقعها على موقع الجامع الذي يحصل من خلاله المستفيدون على خدمة أفضل، وتتسع لمائة قارئ، كما أن خدمة الإنترنت وخدمة المكفوفين متوافرتان بها.
وتنقسم مكتبة جامع الشيخ سليمان الراجحي إلى أقسام عدة، هي: قسم الخدمات الإلكترونية، وقسم الإجراءات الفنية، وقسم الخدمات المرجعية، قسم الإهداء. ويحتوي الجامع على قاعات مخصّصة للندوات والمحاضرات تتسع لـ ١٥٠ شخصاً، كما توجد قاعة خاصّة لاستقبال كِبار الضيوف.
وتتنوع الأنشطة التي يقدمها الجامع، ومنها حلقات تحفيظ القرآن الكريم، التي تعتني بكتاب الله تعالى حفظاً وتدبراً وتطبيقاً، مع تطوير برامج تحفيظه عبر إعداد نظام نموذجي لتطوير الحلقات، ومعايير تقييمها، وتقديم برامج تدريبية متخصّصة لرفع كفاءة مشرفي الحلقات ومدرسيها، وإنشاء حلقة نموذجية لكل فئة عمرية أو مرحلة دراسية، وتخريج حفظة متقنين للقرآن الكريم بقراءته، وتربية طلاب الحلقات على التحلي بأخلاق القرآن الكريم.
كما يقدم الجامع حلقات للصغار والكبار عصراً ومغرباً وعشاءً، ويقيم دورة سنوية لتخريج حفاظ متقنين يحملون إجازات مسندة في حفظ القرآن الكريم ''دورة الحفاظ''.
ويتجاوز عدد طلاب الحلقات أكثر من 500 طالب، حيث تم وضع منهج مفصل للحفظ والمراجعة لفترتَيْ العصر والمغرب، والمشاركة في اختبارات الجمعية الخيرية السنوية في الرياض.
ويقيم الجامع كذلك حلقات حفظ السُّنَّة، وهي برنامج علمي يهتم بحفظ ومراجعة أصول الأحاديث النبوية عبر منهجية محدّدة، ويُقام على مدار السنة ويهدف إلى حفظ السُّنَّة والعمل بها، والتربية على الجدية وحفظ الوقت، وبناء المخزون العلمي والشرعي الاستدلالي لدى الحافظ، وإيجاد البيئة المناسبة للحفظ، والمساهمة في حفظ الفرد المسلم في زمن المتغيرات.
ويتميز برنامج حفظ السُّنّة بحلقات مستمرة في جميع الأوقات (فجر – عصر – مغرب – عشاء)، ويقوم على التسميع في الحلقات مجموعة من طلبة العلم الأكفاء، وإقامة عديد من البرامج العلمية واللقاءات التأصيلية، وتقديم عديد من الدورات العلمية واللقاءات المتخصّصة، وإقامة عديد من الرحلات القصيرة والطويلة، وتوفير النقل من وإلى الجامع (خاص بالمجموعات)، وجوائز مجزية ومتميزة للمتفوقين في البرنامج، الذي يقدمه الجامع بالمجان.