إلى أن يأتي مترو الرياض

تلقيت دعوة كريمة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لحفل تدشين مشروع مترو الرياض، الذي يعد من المشاريع العالمية العملاقة، نظرا لمساراته الستة التي ستتوزع عليها 135 محطة تغطي أغلبية مناطق العاصمة وأحيائها. أهم ما يميز هذا المشروع العملاق توزيعه على تحالفات، أعضاؤها شركات عالمية ذات سمعة عالية في أعمال المشروع الهندسية المختلفة التي تشمل الهندسة المدنية وهندسة النظم والتحكم وهندسة العربات. يتزامن تدشين مشروع المترو مع اقتراب مدينة الرياض من الوصول إلى حالة الاختناق المروري، حيث من المتوقع ألا تجدي التحسينات الحالية في مسارات الطرق الرئيسة مع التزايد الضخم في عدد العربات التي تولد في شوارع الرياض كل يوم. إعادة تطوير الطرق والشوارع لتكون ذات فاعلية انسيابية خطوة صحيحة، لكن جدواها تنتفي في حالة عدد السيارات العاملة في الرياض، الذي يفوق أربعة أمثال الطاقة الاستيعابية لشوارعها. حالة الاختناق بدأت تظهر في مناطق مختلفة، ومن أشكالها تواصل تراكم السيارات في إشارتين مروريتين متتاليتين، الذي بدوره يحدث موجة ارتدادية بالاتجاهات الأربعة وعلى الإشارات الأقرب فالأبعد. أربع سنوات هي العمر المعلن لمشروع مترو الرياض، لكن المتوقع أن يطول في ظل صعوبة الأعمال المدنية، خاصة الحفر والردم في مدينة ضخمة عاشت سنوات طوال تستخدم طبقتها الأرضية القريبة للصرف الصحي. الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض - مع القطاع الخاص – لديها القدرة وخلال ستة أشهر فقط من إعادة هيكلة النقل العام بالحافلات المتوسطة والصغيرة وإشراك ملاك خط البلدة في الملكية والإدارة وحتى التشغيل. بقاء خط البلدة يعكس الموروث السعودي الطيب في معالجة الكثير من قضايانا التنموية التي يكون الجانب الاجتماعي طرفا فيها. لكن الواقع الذي لا يعرفه الكثير أن أرواح زهقت ومرضى تفاقم مرضهم بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات في وقت سريع بسبب اختناق الرياض المروري. من السهولة أن تعمل محطات مكيفة من المباني الجاهزة وأن يتم إدخال حافلات حديثة ومكيفة كي تختفي ظاهرة نقل البشر المساكين بالحافلات المتهالكة غير المكيفة وغير الآمنة. ستة أشهر كثيرة على كفاءات وطنية نعرفها في الهيئة وفي وزارة المواصلات وفي القطاع الخاص لأنهم قادرون على إنجاز هذا المشروع خلال شهر واحد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي