مطار الدمام ورحلات «السعودية» الدولية

تعيش الخطوط السعودية في الفترة الأخيرة عملية البحث عن مسارات دولية جديدة مدفوعة بالطائرات الجديدة التي بدأت طلائعها بالانضمام إلى أسطولها، خاصة طائرة بوينج 777 طراز 300 ذات المدى البعيد. الخطوط السعودية، كما تذكر دوريات الطيران المختصة، لديها طلبية مؤكدة لثلاث عشرة طائرة من هذا النوع القادر على الوصول إلى جميع مدن العالم من مطارات المملكة. الناقلات الخليجية الثلاث الكبرى، وهي: طيران الإمارات والاتحاد والقطرية، اعتمدت على هذا الطراز بالذات للاستثمار بربحية تجارية لنقل الحركة الجوية العابرة للقارات مستفيدة من موقع دول الخليج العربي كمتوسط بين دول العالم. إمارة دبي لها السبق التاريخي في صناعة هذا النموذج التجاري كما أن ناقلتها ومطارها الدولي يشكلان أكثر من 80 في المائة من عوائد هذا النموذج. في الستينيات والسبعينيات الميلادية كان مطار الظهران الدولي في المنطقة الشرقية اللاعب الوحيد في منطقة الشرق الأوسط حين كان محورا دوليا للناقلات الجوية العالمية في رحلاتها بين الغرب والشرق، وكانت ساحة المطار تغص بطائرات خطوط بان آم ولوفتهانزا وكاثي باسفيك وغيرها كثير. ثم أتت سنوات عجاف على حركة السفر الجوي في المنطقة الشرقية تسببت بها عوامل كثيرة منها نشوء مطار دبي الدولي ومطار البحرين، الذي يعتبر أقل عناء في الوصول وأكثر جاذبية للمسافر من مطار الملك فهد الدولي بالدمام. وقفت الخطوط السعودية موقف المتفرج على ضمور مطار الدمام ومطارات سعودية أخرى لأسباب غير معروفة وعززت بالمقابل طاقتها الاستيعابية نحو مطارات نالت أكثر من حصتها المستحقة مثل مطار جدة. في صناعة النقل الجوي يرتبط حجم حركة المسافرين في مطار ما بالوضع الاقتصادي للدولة والمنطقة التي يخدمها ذلك المطار وبعدد السكان في تلك المنطقة. فإذا فرضنا أن القوة الشرائية متجانسة في مناطق المملكة يبقى عامل تعداد السكان كلاعب رئيسي في توزيع حصص رحلات الخطوط السعودية سواء الداخلية أو الدولية. بالأمس أعلنت الخطوط السعودية عن رحلات جديدة إلى كندا من الرياض وجدة دون تخصيص ولو رحلة أسبوعية من مطار الدمام، ونظرا لأنها مؤسسة حكومية فعليها تبرير هذه الحصة من رحلاتها إلى المحطات الجديدة في الولايات المتحدة وكندا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي