«اليوتيوب» .. ساحة جديدة لمعارك المصريين

قد تتصور أنك تشاهد قناة إخبارية عربية مع دخولك للصفحة الرئيسة في ''يوتيوب''، حيث قام مصريون من مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي برفع عشرات الآلاف من مقاطع الفيديو التي ينتصر فيها كل فريق لنفسه.
وتظهر مقاطع الفيديو هذه في الفيديوهات الأكثر مشاهدة والأكثر نقاشا كما أن ''يوتيوب'' يوصي ببعضها لكونها حققت أرقام مشاهدة عالية في فترة وجيزة.
ويقدم ''يوتيوب'' صفحة رئيسة مختلفة لكل دولة حيث يعرض أبرز ما يشاهده القادمون من تلك الدولة في المقدمة لأنه يفترض اهتماما مشابها من الآخرين، كما أنه يقترح عددا آخر من المقاطع للمستخدمين بناء على الأماكن التي قدموا منها.
وفي الصفحة الأولى لليوتيوب الخاص بالدول العربية وحتى عند استخدام يوتيوب السعودية أو يوتيوب الكويت يجد المستخدم نفسه أمام مقاطع للفريق السيسي أو مقاطع من ميداني رابعة العدوية والنهضة حيث كان أنصار مرسي يعتصمون، أو مشهدا للقبض على ذاك القيادي الإخواني أو ذاك.
ومن أصل 30 مقطعا في الفيديوهات الأكثر مشاهدة يجد المستخدم العربي العادي 26 مقطعا تتعلق بالأزمة المصرية تتوزع بين معسكري الصراع، مع أربعة مقاطع فقط تتحدث عن الرياضة أو الفن!
ويقول خبراء في الإعلام الجديد إن هذا الصراع على ''يوتيوب'' ربما يخدم معسكر أنصار الرئيس المعزول مرسي أكثر، لأن هؤلاء يقولون إنهم لا يحصلون على أي فرصة في قنواتهم المحلية والحكومية ويتهمونها بنقل وجهة نظر واحدة.
وهذا الضخ الإعلامي للقضية المصرية والذي يجد ''يوتيوب'' نفسه متوجها إليه لأن آلية البرمجة التي يستخدمها لإبراز مقاطع الفيديو على الواجهة تعتمد على عدد المشاهدات، والتعليقات، ومشاركة الفيديو، ومدة المشاهدة، يطرح تساؤلا مهما حول أخلاقية فرض تلك المناظر التي لا تغيب مشاهد الدم عن أكثرها على مستخدم بسيط أو طفل صغير، أو حتى على شخص ما سئم هذه المعارك ورغب في الابتعاد عن الموضوع برمته.
ونظرا لأن وجود الجالية المصرية في البلاد الخليجية كبير فإن الصفحة الرئيسة لليوتيوب في هذه البلاد مشابهة بشكل كبير لـ ''يوتيوب مصر'' بعكس ما هو حاصل في المغرب أو الجزائر حيث تظهر مقاطع ذات طابع محلي في الصفحات الأولى لليوتيوب مع وجود بسيط لأبرز المقاطع حول القضية المصرية.
ولا يقل عدد زيارات أي مقطع في الغالب عن مليون مشاهدة مع كم كبير من التعليقات تغيب في أكثرها العقلانية، وتصل إلى أقصى حد الفجور في الخصومة بين طرفي صراع ينتمون لبلد واحد جمعهم كل شيء، وفرقهتم السياسة.