الرياض الجديدة.. لا تعني القطار فقط
مدينة الرياض .. بيت العرب .. وثاني أكبر عاصمة عربية .. لم تعد كما قال عنها الدكتور حسن نصيف ''يرحمه الله'' في زجل لطيف؛ إنها عبارة عن (البطحا والسوق .. والدرعية وأبو مخروق)، وإنما أصبحت مجموعة مدن تحت اسم واحد .. ومن لم يصدق فليسافر من شمالها أي ضاحية بنبان إلى جنوبها ما بعد حي الحائر أو غربها من حي المهدية إلى شرقها حي النظيم، وليضبط ساعته ليرى كم استغرق ذلك السفر .. وتعتبر الرياض واحدة من أسرع مدن العالم توسعاً، حيث تبلغ مساحتها نحو 1500 كيلومتر، ويبلغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة .. ومدينة المدائن هذه ستشهد نقلة نوعية بعد خمس سنوات أي بعد اكتمال تنفيذ مشروع النقل العام فيها، الذي تمت ترسيته على مجموعة من الشركات العالمية بتكلفة تزيد على 80 مليار ريال.
ويوم اكتمال هذا المشروع نستطيع القول إننا سنشهد مولد (الرياض الجديدة)، مع تحقق أمنية ظلت تراود مخيلة كل منا، حينما يقف في أحد ميادين باريس أو لندن ويرى انسياب حركة قطاراتها وحافلاتها في الصباح الباكر .. ومع أهمية هذه الأمنية أقول إن الرياض الحديثة ليست قطاراً حديثاً ولا مباني عالية أو حدائق غناء، وإنما الأهم ابتسامة تعلو محيا كل من يستقبل زوارها في مطارها وفنادقها ومطاعمها وسيارات الأجرة فيها، وكلمة طيبة مع إنجاز سريع لكل الإجراءات والخدمات في أي مرفق أو إدارة تخدم المواطن والمقيم والزائر، كي تظل الصورة المشرقة للرياض في مخيلته .. ومن هذا المنطلق أدعو أمير الرياض ونائبه اللذين أظهرا نشاطاً وحرصاً على التطوير منذ تسلما الأمانة الكبيرة، أن يبادرا إلى تبني مشروع لتطوير الكوادر البشرية في كل المرافق، بحيث يتواكب مع تنفيذ مشروع النقل العام .. ويتضمن المشروع إعادة اختيار العناصر المناسبة لكل موقع، القابلة للتطور والتدرب على أيدي خبراء في تشكيل الشخصية حسب موقعها، فمن يعمل في المطار يجب أن يستقبل القادم بابتسامة وبكلمة ترحيب طيبة تعطي الانطباع الأول عن أهل هذه المدينة .. ومن يعمل في الميدان كأفراد المرور لا بد من تعليمهم وقفة عسكرية مستقيمة وهنداماً جميلاً وانتباها دائما (لا يقطعه انشغال بالهاتف الجوال أو غيره)، مع استعداد فوري لحل أي اختناق مروري يحدث أمامهم.
أما سائق سيارة الأجرة، سواء كان سعودياً، وهذا هو الأفضل، أو غير سعودي لفترة مؤقتة، فإن زياً موحداً يجب أن يفرض عليه .. كما يجب تطبيق أشد العقوبات على أي سائق سيارة أجرة لا يعتني بنظافة سيارته، مع وضع اسمه ورقم سيارته في لوحة داخل السيارة كي يسجلهما الراكب عند ملاحظته أي مخالفة أو نسيان حاجة من حوائجه في المركبة.
وأخيراً: يبدو أن ما يخص سائقي سيارات الأجرة وموظفي الفنادق والمطاعم يدخل في اختصاص الهيئة العامة للسياحة، ولذا فالدعوة موجهة للهيئة أيضاً للاستعداد بحيث تعلن إجراءاتها، التي من شأنها رفع مستوى نوعية سيارات الأجرة وسائقيها وموظفي الفنادق الذين معظمهم الآن من شبابنا الطيب المحتاج إلى التوجيه والتدريب على أصول الضيافة في مدينة مضيافة للجميع منذ عهد الآباء والأجداد.