«السعودية لهندسة وصناعة الطيران» تقدم خدماتها لـ 56 محطة داخلية وإقليمية ودولية
تعود نشأة الهيئة العامة للطيران المدني التي كانت تسمى «رئاسة الطيران المدني» إلى عام 1934 عندما أنشأت إحدى شركات البترول مهبطاً صحراوياً للطائرات في مدينة الجبيل، وكانت هذه بداية نواة إنشاء الهيئة العامة للطيران المدني، وبعد إهداء الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إلى الملك عبد العزيز - رحمه الله - أول طائرة من طراز DC-3 تبع ذلك بداية نشأة قطاع الطيران الحقيقية حيث تم شراء طائرتين إضافيتين من طراز داكوتا DC-3 بعد عام من وصول طائرة الملك عبد العزيز التي كانت أول طائرة في أسطول السعودية.
#2#
#3#
#4#
ولقد بدأ ارتباط الهيئة العامة للطيران المدني بالخطوط الجوية العربية السعودية منذ نشأتها وتأسيسها، حيث كانت الخطوط الجوية العربية السعودية عند نشأتها جزءا لا يتجزأ من هيئة الطيران المدني وجميعهم تحت مظلة وزارة الدفاع والطيران، حيث ترتبط السعودية لهندسة وصناعة الطيران (إحدى شركات الخطوط السعودية والمعنية بصيانة وهندسة طائرات الخطوط السعودية) بالهيئة العامة للطيران المدني بعدة أوجه ونطاقات عمل مشتركة حيث تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بدور فاعل في الإشراف على قطاع الطيران بشكل عام وصناعة هندسة الطيران بشكل خاص بالمملكة، وذلك من خلال مراجعة إجراءات وعمليات الصيانة على الطائرات والمعدات الأرضية للصيانة والمنشآت التابعة للشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران.
وبحلول عام 1984 استغنت «الخطوط السعودية» عن تجديد الاتفاقية المبرمة مع شركة الطيران الأمريكية TWA التي كانت تقوم بالإشراف الكامل على أعمال صيانة الطائرات في «الخطوط السعودية» لتبدأ بداية عهد جديد في صناعة صيانة الطائرات في المملكة، وذلك من خلال كوادر وطنية عالية التأهيل تولت المهمة ليأخذ هذا القطاع في النمو والتطور.
ومنذ ذاك التاريخ نما وازداد حجم التعاون والارتباط بين «إدارة الشؤون الفنية» بالخطوط السعودية والهيئة العامة للطيران المدني على أوجه كثيرة، حيث تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بإصدار التنظيمات واللوائح التي تستند عليها البرامج الفنية لصيانة الطائرات، إضافة إلى الإشراف على ملاءمة المنشآت الفنية للقيام بأعمال الصيانة للطائرات وأجزائها، كما تشرف الهيئة العامة للطيران المدني أيضا على الكوادر الفنية والهندسية، إضافة إلى إصدار الشهادات الفنية وشهادات تسجيل الطائرات وشهادات مراجعة مواصفات الطائرات.
كما تشرف الهيئة العامة للطيران المدني أيضا على إصدار شهادات الأعمال الملحقة للتعديل على الطائرات، وذلك في حالة إذا كان هناك أي تعديل على التصميم الأساسي للطائرة، حيث إنه تتم مراجعة برامج التعديل على الطائرات من قبل المهندسين المختصين في الإدارة الهندسية «بإدارة الشؤون الفنية» لإضافة ما يلزم ليتلاءم مع الطبيعة التشغيلية لأسطول طائرات «الخطوط السعودية» وذلك من واقع الخبرة والتجربة المكتسبة من التشغيل، حيث إن أجواء التشغيل في بيئة المملكة العربية السعودية تختلف بعض الشيء عن مناطق العالم الأخرى من حيث المناخ والموقع والمطارات الداخلية ودرجات الحرارة الجوية العالية والغبار والرطوبة.
#5#
#6#
#7#
وتشتمل برامج صيانة طائرات «الخطوط السعودية» على غسيل دوري لمحركات الطائرات في المحطات الداخلية، وذلك للمحافظة على كفاءة المحركات وتغيير مصافي «فلاتر» تنقية الهواء في فترات أقصر بكثير من الشركات الأخرى وذلك للحفاظ على سلامة الأداء لأجهزة التبريد «التكييف» وتنقية الهواء على الطائرات، نظراً لعوامل الرطوبة والغبار الموجودة في بيئة المملكة العربية السعودية، من ثم تتم الموافقة على البرنامج النهائي للصيانة من قبل الهيئة العامة للطيران المدني، وذلك كله يجب أن يتم قبل إصدار ترخيص الهيئة العامة للطيران المدني لـ «الخطوط السعودية» بتشغيل ذلك النوع من الطائرات، يتم بعد ذلك جدولة وتنسيق عملية تنفيذ هذه الفحوص في أوقاتها المحددة بشكل دقيق جداً عن طريق إدارة تخطيط الصيانة ولا يمكن تأخير أي عملية صيانة دورية أو فحص إلا بعد أخذ موافقة الإدارة الهندسية «بإدارة الشؤون الفنية» أو الهيئة العامة للطيران المدني أو كلتيهما، وذلك حسب أهمية عملية الصيانة وتأثير النظام المعني بسلامة تشغيل الطائرة. ولا يمكن التصريح للطائرة بالعمل إذا ما كان هناك خلل فني قد يؤثر في سلامة الركاب أو التشغيل حيث يتم إخراج الطائرة من الخدمة مؤقتاً لحين إصلاح العطل.
ويشمل برنامج صيانة الطائرات الوقائي عادة إجراءات فحص للطائرة والمحركات وجميع الأجهزة المكملة لها من قبل الفنيين والطاقم قبل الإقلاع وتسجيل أي عطل وإصلاحه قبل الإقلاع في حالة تأثيره في سلامة الركاب أو الطائرة، وفحص يومي وشهري وسنوي وعدة سنوات تتفاوت على حسب نوع الطائرة.
وللتأكد المستمر من سلامة التشغيل ولزيادة كفاءة أنظمة الطائرات يقوم المهندسون المختصون بمراقبة ومراجعة دورية لجميع برامج الصيانة وتعديلها والإضافة عليها بناء على ما يرد إليها من الشركات المصنعة أو من خلال نتائج برنامج قياس الأداء المستمر لسلامة التشغيل ونتائج التحليل لعلميات الصيانة الدورية، وذلك بالتنسيق مع الشركات المصنعة وهيئات الطيران المدني المعنية، حيث إن الطائرات وصناعة الطيران تمر بعملية تطوير مستمر للرفع من مستوى الجودة والاعتمادية.
وتشرف الهيئة العامة للطيران المدني كجهة مشرعة لصناعة النقل الجوي على نوعين من الرخص التشغيلية الأساسية التي تختص بالخطوط السعودية وقطاع هندسة الطيران، حيث تقوم بالإشراف والتصريح على سبيل المثال لا الحصر التشغيل تحت البند 121 Operation specifications والبند 145 Approvedmaintenance Organization وهي أطر عمل وتشغيل دولية من الهيئات والمنظمات العالمية في مجال هندسة وصناعة وتشغيل الطائرات التجارية حيث يختص البند 121 بتحديد نطاق التشغيل التجاري لشركة الطيران عموماً ويحدد فيما يخص هندسة وصناعة الطيران الطائرات بأرقام تسجيلها وأنواعها في الرخصة، وذلك يخول قطاع هندسة وصناعة الطيران القيام بعمليات وبرامج الصيانة على الطائرات التي تم تسجيلها في الرخصة، وتقوم الهيئة العامة للطيران المدني بالإشراف المستمر على متطلبات الرخصة والتأكد من استيفاء جميع الشروط والإجراءات التفصيلية لبرامج وعمليات الصيانة ومراجعتها وفقاً لإجراءات الصيانة الفعلية التي تتم على الطائرات وتتضمن وثائق البند 121 وثائق (دليل التشغيل الفني) (Technical Operation Manual) الذي يعنى بتفصيل برامج وإجراءات الصيانة وشرح مهام كل إدارة من إدارات الصيانة المختلفة عند القيام بعمليات الصيانة، وتقوم كل إدارة باتباع الدليل الخاص بها (دليل الأنظمة والإجراءات) (Department Procedure Manual) الذي يشرح بشكل تفصيلي الخطوات بالتفصيل لكل عملية ومهمة تدخل في إجراء عمليات الصيانة، ويأتي هنا دور الهيئة العامة للطيران المدني كشريك نجاح في مراجعة هذه الوثائق والتصديق والموافقة عليها، وذلك للوصول إلى أعلى درجات تأكيد الجودة لضمان السلامة الفنية والتشغيلية للطائرات.
كما تشرف الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع إدارة تأكيد الجودة في «السعودية لهندسة وصناعة الطيران» على إجراءات التصريح للطائرات بالطيران تحت شروط (قائمة الحد الأدنى من المعدات) (Minimum Equipment List) وهو إجراء تقوم به منظمات الصيانة، ويحدد هذا الإجراء الحد الأدنى من المعدات التي تكون في حالة عمل كاملة للسماح للطائرة بالطيران بحيث لا يؤثر في سلامة الطائرة والرحلة وتقوم الشركة المصنعة للطائرة بوضع هذه القوائم وتحديدها، ثم تقوم الإدارة الهندسية والتخطيط في منظمات الصيانة برفع الحد الأدنى لهذه القوائم كإجراء احترازي لزيادة مستويات الجودة معتمدين في ذلك على اعتبارات كثيرة وعوامل عديدة، حيث يلعب النطاق الجغرافي والتشغيلي دورا كبيرا في تحديد هذه المعدات كما تلعب خبرة المهندسين وإخصائيي تخطيط الصيانة دورا في تحديد ورفع مستوى هذه القوائم، على الرغم من هذه الإجراءات الاحترازية لا يسمح للطائرة بالطيران أكثر من مدة معينة تحت هذه الشروط، ويأتي هنا دور الهيئة العامة للطيران المدني لمراقبة هذه الإجراءات وتحديد الوقت الذي تكون الطائرة فيه تعمل بكامل معداتها، وهذا أحد أوجه التعاون لضمان مستويات عالية من التشغيل.
وكذلك تتعاون الهيئة العامة للطيران المدني مع «السعودية لهندسة وصناعة الطيران» في مراقبة ومراجعة شهادات النوعية للطائرات، حيث إن كل طائرة لها شهادة نوعية يحدد بها التجهيزات الفنية والهندسية وأماكنها ونوعيتها، وعند القيام بأي تعديلات على الطائرة سواء فنية أو هندسية أو على سبيل المثال تغيير تشكيل المقاعد في الطائرة، تقوم منظمة الصيانة بمراجعة الجهة المصنعة للطائرة للتنسيق ووضع الرسومات الفنية والهندسية من الجهة المصنعة وعرضها على الهيئة العامة للطيران المدني لمراجعتها وفقاً للإجراءات المتبعة والتصديق على هذه التعديلات، ومن ثم التعديل على شهادة النوعية وإصدار شهادة نوعية بديلة، وهذه خطوة أخرى من خطوات كثيرة متبعة لضمان أعلى مستويات الأمان والسلامة على الطائرات - بإذن الله. ومما يجدر ذكره مراقبة المقاييس والجودة والنوعية من أهم العمليات الإشرافية التي تقوم بها هيئة الطيران المدني، حيث تخضع جميع ورش «السعودية لهندسة وصناعة الطيران» إلى البند 145 الخاص بورش الإصلاح، حيث تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بإصدار الرخص والشهادات وعمليات مراقبة الجودة والنوعية بالتعاون مع إدارة مراقبة الجودة في «السعودية لهندسة وصناعة الطيران» لضمان مستويات التشغيل والسلامة المهنية ونوعية الخدمة المقدمة لعملائها الداخليين والخارجيين على مستوى عال من المهنية وضمانا لسلامة الطائرات والعاملين عليها والمنشآت.
وتبع ذلك وبعد مرور عقود طويلة من التعاون بين «إدارة الشؤون الفنية» والهيئة العامة للطيران المدني استبدال مسمى «إدارة الشؤون الفنية» لتصبح «الوحدة الاستراتيجية للخدمات الفنية» من ثم تم تسجيل قطاع الخدمات الفنية كشركة مستقلة تحت مسمى «السعودية لهندسة وصناعة الطيران»، وذلك تماشياً مع خطوات الخصخصة التي تشمل جميع قطاعات الخطوط الجوية العربية السعودية، واستمر أيضا التعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني في جميع الأصعدة الفنية والتقنية.
وأصبحت اليوم الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران تقدم خدماتها في 27 محطة داخل المملكة العربية السعودية و29 محطة إقليمية ودولية، وتستفيد من هذه الخدمات عشرات شركات الطيران، وقد بلغ عدد الموظفين في يومنا هذا بالشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران المتخصصين في صيانة الطائرات وهياكلها ومحركاتها وقطعها المكملة والمعدات الأرضية أكثر من 5000 موظف بنسبة سعودة تتجاوز 96 في المائة وهي نسبة مرتفعة جدا، علما بأن غير السعوديين يعملون في المحطات الخارجية.
كما تضم شركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران «ومعهد تقنية وتدريب صيانة الطائرات» التابع للشركة، ومن أبرز مهامه التأهيل الأكاديمي للكوادر الفنية من خلال تأهيل الشباب السعودي للقيام بمهام صيانة الطائرات والمحركات وقطع الغيار والأجهزة والمعدات المساندة.
وأيضا تضم الشركة حظائر للطائرات التجارية تستوعب طائرات بوينجB 747 – 400 وحظيرة لطائرات رجال الأعمال، بالإضافة إلى 28 ورشة فنية متخصصة في العديد من المجالات، ومركز توضيب المحركات الذي يقوم بتوفير جميع الخدمات الفنية الخاصة بصيانة المحركات والوحدات المساندة لإنتاج الطاقة وقطع غيار المحركات بسواعد وطنية عالية التأهيل.
وحاليا تقوم الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران بجميع أعمال الصيانة الخفيفة والثقيلة بدءاً من الصيانة اليومية للطائرات قبل الإقلاع وبعد الوصول مروراً بالصيانة الدورية اليومية والأسبوعية والشهرية وصولاً إلى العمرة الكاملة وتوضيب المحركات لطائرات الخطوط السعودية بكافة أنواعها وأحجامها، كما تقدم خدمات الصيانة الخفيفة والثقيلة أيضاً للعديد من شركات الطيران الإقليمية والدولية داخل المملكة وخارجها.