من أجل الراتب فقط

يحلو لبعض الآباء وأولياء الأمور عضل بناتهم ومنع تزويجهن لمن يتقدمون لخطبتهن من ذوي الدين والأخلاق والسمعة الطيبة لأسباب مادية.. فالفتاة تعمل وتدر دخلا كبيرا تساعد به أسرتها، وزواجها سيمنع هذا الدخل عن الأسرة ليتحول إلى رجل آخر.. السبب اقتصادي بحت بحجة أن الأب علَّم وأنفق وكبَّر.. وعندما حان الوقت ليستريح وترد الابنة بعضا مما أنفق يأتي الغريب ليقطف ثمار تعبه.. هذا تماما ما يفكر فيه الأب الأناني الذي يقابل العريس القادم باستعلاء وتكبر ويفرض عليه شروطا كثيرة وثقيلة من مهور عالية أو دفع مبالغ كبيرة للأب أو الأم وهو بذلك يلزمه بدفع ما أنفقه من مال وجهد وتربية.. أي يقبض ثمن ما سبق أن دفعه.. أو يطالب بأن يحصل على راتب ابنته بالكامل أو الجزء الأكبر منه مقابل الموافقة على زواجها أو يؤخر تزويج ابنته طمعا في الحصول على راتبها أطول فترة ممكنة.. فيفوتها قطار الزواج ويمضي بها العمر، تعمل لتسدد دَيْن التربية والإنفاق عليها.
ومع الأسف الشديد فإن قضايا العضل في تزايد مستمر وكل يوم تطالعنا الصحف بقضية عضل جديدة نتيجة تعنت الأب أو ولي الأمر في تزويج ابنته ومنعها ممارسة دورها الطبيعي في الحياة الذي أقره الشرع والسنة والطبيعة البشرية بتكوين أسرة وإنجاب الأطفال وممارسة دور الزوجة والأم.
كيف يقسو قلب الأب ليتحول إلى صخرة لا تستجيب إلا لصوت المادة والمال وتتحول الحياة والطبيعة الإنسانية التي فُطِر الإنسان عليها إلى مجرد صفقة بخسة بين أب وابنته.
وبريدي حافل بكثير من هذه القصص المأساوية التي تعاني فيها الفتيات اللواتي تم عضلهن من قبل أولياء أمورهن طمعا في رواتبهن.
أحيانا يعجز العقل عن تصور هذا الواقع المؤلم وتقبله ولأجل هذا كله تلجأ الفتاة إلى أروقة المحاكم بحثا عن العدل والإنصاف من أب لا يرحم وقلب لا يشفع أعمته مصالحه الشخصية وأنانيته وسطوة المال!

همس الكلام:
''عندما كنت صغيرا، أدركت أن الفلوس هي كل شيء.. ولما كبرت اقتنعت تماما بذلك''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي